حسين خوجلي

حين يتطـــــاول الأغمــار علــــى الأقمـــــــار..!!


> اليوم قبل أن يعود الناس بالمبتغى وحطام الدنيا وقبل أن تؤوم الطيور الى الاوكار وقبل أن ترفع الامواج اياديها مودعة بالتسفار
اليوم قبل أن يبلغ الوجع مداه وقبل أن يتأسى عشاق المصطفى بالغضبة والحراك وشجن العواصم.
اليوم قبل قبل وبعد بعد والزمان يعود دورته الاولى ها نحن نفقد صهوة القوة المفضية الى صهوة الهيبة المفضية الى معالي الرضى.
ها نحن والدموع الجواسر والحواسر لا تجد طريقاً الى التراب ولا أوبة للمآقى ولا التعبير المؤدي الى السلوان اليوم قبل أن تستريح قافلة الهائمين والسائحين في أرجاء العالم الاسلامي المكلوم تتنزل بواعث الوجد واحدة بعد الاخرى تنخر في العروش الكهود وبيوت المال الأرامل والبرامج الخواء.. وانتظار مليك الروم مفسراً وناقداً وحاكماً وجلاداً وحفار قبور..
> انها قافلة مالك المسلم الحزين الذي لايملك من دنياه إلا صراخه حين يغيب الرقيب وشكواه حين قيلولة السجان وهتافه حين يختلي مع خوفه ووسواسه وجناحه المهيض واطفاله بوابة الجبن وفضاء الانكسار..
فقد غاب عن القبيلة الكبرياء ومن الأقارب المروءة ومن الشوارع الجسارة ومن الولاءات المفاخر والكرامة فإلى أي واد يتوجه المغدور والى اي درب يلتجئ المعذور والى اي شيخ تصطخب الفتاوى والمخارج والمحذور..
فالهروب ببصمة والهجرة بإذن والعمل بسخرة والانتظار داء وأهل الحل والعقد اصابهم طول الأمل وشح الأنفس وخبل منتصف العمر والطريق..
> غضبنا يا رسول الله بل الأصح صرخنا ثم أبنا محض الأياب فلا اخضرت الأودية ولا تقاصرت الأسلحة ولا توقف النزيف ولا اصطلح الاخوة وما صار الموت من مراهم الاعتبار.
> وبينما اشباه الاذكياء يحاولون سبيلاً للصبر نصف الجميل.. ويختارون أقرب المسالك لبقاء شعرة الوصل مع شفاعة سيدي النبي.
يلتقي مصادفة على ذات الصراط بقايا انصاف الاذكياء مع غلبة انصاف الاغبياء فيكتشفون من دون طويل عناء اننا نشتري السلاح فلا نستخدمه ونعلي العمائر ولا نسكنها وندعي المال الذي اصوله عند اسيادنا ذهب وعند مصارفنا ورق وسندات من ورق ليس عليها حتى اتكاءة المقبولية وحرية التحويل او التحوير..
التقيا فاكتشفا أن نصف مدخرات الجماهير ذهبت لعلاج الذي لا شفاء منه وهي سلسلة امسكنا عنها حتى لانكسر عافية الادعاء من الرؤساء والملوك والأمراء والمستبدين من فوقهم ومن تحت وعلى الجنب المقطوعين عن خلاف والمرجومين عن شهود والمبتورين عن سرقة اشرف منها قطع اليد..
لأن القلب حين يقطع لايتوقف نزيفه وصديده حتى قيام الساعة ولأن الروح حين تبتر يصطلي الداخل ناراً ويبقى المشهود مجرد رغوة وصلف والتماع كاذب وماء آسن تحتضنه وجوه السوء وطبائع الاطلالات العجاف..
> لهف نفسي على الأرقاء يوم بكى أوباما سفيره لهف نفسي على العبيد حين بكت واشنطون موتاها الذين عدتهم على اصابع اليد الواحدة كأن امريكا امريكا لم تقتل مائة ألف عراقي دفعة واحدة وحينما رفعت الجثامين لم تجد ايقونة ذرة ولا هيدروجين ولا طيور أبابيل ولا حتى كتاب يحدث عن أماني الدمار الشامل.
> كأن امريكا لم تغتال عشرات الآلاف من الفلسطينين يوم أن دكت ربيبتها غزة باطفالها وشيوخها ونسائها واجنتها المتخلقة في الارحام.
التدمير الذي حسبته امريكا تراب الازاهير ذلك الذي يزرع لاعياد الميلاد ونخب السنة الجديدة وسهر الشوق على العيون الجميلة والقوام الممشوق بالفتنة واعلانات الاضاءة وموسيقى المجانين.
> كأن امريكا لم تغتال عشرات المدارس والمساجد وبيوت الافراح والمساكين والسابلة والمغبونين والحالمين ببقايا السلام والخبز ورماد الحرية كأن امريكا لم تغتال افغانستان كلها وباكستان كلها والصومال كله والسودان نصفه.. أما بقية الجراثيم الخفية فقد طالت عواصمنا من اقصاها الى اقصاصها
> كأن امريكا استفاقت اليوم حين قتل السفير الامريكي ببني غازي ولم تستفق لكل القتلى والشهداء والضحايا والمساجين والمقهورين.
> كأن امريكا اكتشفت اليوم لاغيره أن محمداً اكرم الخلق هو مجرد مشروع ابداعي وثني يمكن أن تمارس فيه رذائل النكات والشتيمة والتطاول والبجاحة
> كأن امريكا اكتشفت اليوم أن الشعوب حين تثور وتغضب لاتفيد معها فتاوي علماء السوء وسندات الادخار وبطاقات الاقامة الخضراء وابتسامة الأجهزة الصفراء
> امريكا اليوم تجلس حائرة في مقهى الانتقاص غير المأهول يخدمها الأمريكي القذر والشعوب التي تم اخصاؤها بالقنبلة الذرية والبضائع المغشوشة والعشم غير الموفى.
> امريكا تبحث عن بقية الحكام الذين يتحركون بالاشارة والاثارة فتكتشف أن عهد الجماهير قد دخل لساحات المجد الأنقى وما اقسى مهمة امريكا حين تحاول أن تحاور اكثر من ملياري مسلم كل على حدة بجدل أن الدنيا (أحلى) مادام هنالك أمل في ترياق السرطان ودواء الايدز والمصل العازل للشيخوخة..
لهف نفسي على امريكا حين تحاول عاجزة أن تؤجل سعادة البلايين الذين يحلمون بعالم يفيض بالعدالة هنا وفيما بعد التراب والاجداث والدينونة..
> ما اقسى مهمة امريكا وهي تري أن قبر المصطفى يحاربها ببعض السلاح ويخفي آلاف الأسلحة التي ما حلمت بها يوماً..
وحتى اذا فكرت في البقاء بعد تدمير هذه الأمة الشاهدة دعوة المظلوم هي اشد فتكاً من غضبة بن لادن ولعنة الانهيار وتفرق الاصدقاء ومعركة الذهب القادمة ضد اكذوبة الأوراق والدولار.
> ليس في مقدور امريكا الحل لانها لن تدرك بل ستدرك بعد زمان طويل أن الانسان يساوي الانسان وأن العين بالعين وأن السن بالسن وأن الجروح قصاص..
وأن المعركة لصالح المصطفي قد بدأت وحين تنتهي سوف تبدأ معركة اخيه عيسي كلمةالله الذي نحن أولى بها وبه من أوباما وكارتر وبقية الأغمار الذين يتطاولون سفاهة على الأقمار.