مقالات متنوعة

شمائل النور : محو التاريخ.!


استعاد العراق نحو 483 قطعة أثرية كان تنظيم الدولة الإسلامية أعدّها للتهريب من العراق. تنظيم داعش استولى على أكثر من 1791 موقعاً آثارياً مهماً في محافظة الموصل.
منذ نحو عام باتت مدينة الموصل العراقية خالية تماماً من المسيحيين، ذلك بفعل ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية من تطهير للمدينة ذات التاريخ العريق فمن لم يفر خوفاً من القتل على يد قوات التنظيم أعلن إسلامه تحت إرهاب السيف لتصبح المدينة خالية من المسيحيين.
الصراع المسلح المتعدد الأوجه هناك، لم يكتف بسيول الدماء التي تأبى أن تتوقف رغم التدخل الدولي والإقليمي بمختلف مسمياته، الحرب هناك تتجه بذات الدموية لمحو الهوية والتاريخ تماماً في العراق وسوريا.
تعرض قبر الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لتدمير شبه كامل جراء القتال قرب تكريت خلال معارك شديدة كانت شهدتها المنطقة، الذين لا يتوقفون من تدمير تاريخ العراق لم يكتفوا فقط بإزالة قبر صدام، رفعوا أعلام المليشيات الشيعية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية مكان قبر الراحل بجانب صور الجنرال الإيراني الشهير قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” لدوره الداعم في العمليات العسكرية العراقية ضد تنظيم الدولة في مشهد غارق في العبث

وقبل ذلك كانت آثار تاريخية عريقة في مدينة الموصل تعرضت لعمليات تجريف واسعة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، أزالتها تماماً من على الأرض وصورة واحدة لإحدى الآليات الثقيلة وهي تُزيل قطعة صغيرة من التاريخ كافية لأن تصوّر لك كيف يتم محو تاريخ وهوية أمة في أقل وقت.
العراق ليس وحده في سوريا أزال تنظيم الدولة الإسلامية 5 مواقع أثرية العام الماضي من جملة 6 مواقع على قائمة اليونيسكو، هذه البلاد المترفة بالحضارة الإسلامية كم تحتاج إلى أن تُعيد تاريخها وهويتها، وهل بالإمكان ذلك؟
الحرب التي تدور هناك ليست هي مجرد صراع سياسي على السلطة، هي حرب ذات وجه آخر، حرب لمحو كل شيء يتصل بالماضي أو حتى الحاضر، هي العبث في أبهى صورة.
تنظيم الدولة عرض آثار العراق وسوريا للبيع عبر موقع إليكتروني، هذه الآثار العريقة وكل التاريخ الإسلامي يُباع الآن في الخليج وغيره بملايين الدولارات التي يموّل بها تنظيم الدولة الإسلامية عملياته العسكرية كما حدث ويحدث مع قطاع النفط.
الحرب قبحهها يتجاوز مناظر الدماء والذبح والحرق وصور الأشلاء ومشاهد التشريد التي باتت أكثر من طبيعية، تجاوز كل ذلك إلى ما هو أقبح..إنهم يبرعون في اكتشاف أساليب القبح.. المنطقة بتاريخها يتم محوها الآن ليُرفع عليها علم الخلافة.