رأي ومقالات

الرومانسية ..هل من عودة؟


صادفني ما كتبته احدى الفتيات على صفحتها الاسفيرية (اللهم اني أعوذ بك من زوج يكتب كلمة البيت على رقمي في هاتفه النقال) ..ضحكت حتى دمعت عيناي ..هذه الصغيرة التي استعاذت بالله سبحانه وتعالى ..لخصت الحال.

سعدية النكدية التي شاركتني الضحك ..قالت لي ان الرومانسية بمعناها المتعارف عليه عالميا.. مفقودة في مجتمعنا ..والكلمة الرقيقة عند تمساح الدميرة الما بكتلوا سلاح ..تعد (مياعة) وقلة شغلة …وفي رواية أخرى نوعا من انواع (البكش وتكسير التلج ) ..ولها مدة صلاحية محددة تنتهي بامضاء المأذون على قسيمة الزواج .

هناك حلقة مفقودة للاجيال الحديثة ..وان شئت قل (قفز بالزانة) ..من مرحلة الاسم المدلل ..والحبيبة المقربة ..الى لفظ (البيت ) ..و(الاولاد ). حتى ياتي الاجل المحتوم بدخول مرحلة (ام فلان) ..مرحلة تغيب فيها ملامحك الشخصية كانسانة لها كيان وحيز تشغله من المكان .. مما يعني بالضرورة ذوبانك في تفاصيل العيال اليومية ..وتوتة ..توتة ..خلصت الحدوتة ولله الامرمن قبل ومن بعد ..

لكن نطمئنك عزيزتي بأن هناك ضوء في اخر النفق ..ذلك ان سلوكيات (تمساح الدميرة) بدأت في التحسن التدريجي ..صار ينادي زوجته باسمها المجرد عيني عينك ..سجن سجن ..غرامة غرامة ..بل احيانا لا بأس من اضفاء بعض الألقاب المحببة لديها ..هذا الامر (بتاع اللقب المحبب دا) يحدث في وجودها فقط ..اما بعيدا عنها.. .فذلك امر يقع تحت بند (لا تسألوا عن أشياء) ..
لذلك ..واستنادا على كل ما سبق ..ان اردت نصحيتي يا ابنتي (خليهو يتونس) ..بل دعيه يطلق عليك ما شاء من القاب …البيت ..الاولاد ..الحكومة ..(لكن اياك من القبول بشاكلة القرمبع ..وأشياء من هذا القبيل)..دعيه يتنفس طالما انه يرد على الهاتف عند اتصالك ..فالأسؤا يا صغيرتي ليس ان يكتب اسم (البيت) على رقمك ….الأسؤا هو الا يسجل رقمك من الأساس ..ويتساءل بكل براءة عند اتصالك (معاي منو ؟)

على ذكر الاسماء والألقاب ..وتحت شعار مافيش حد احسن من حد ..نحكي الطرفة التالية ..ذهبت مع جاراتي لتحية (عروس) انتقلت حديثا الى جوارنا ..ونحن معها ..رن هاتفها ..وهي في المطبخ ..اخذته خالدة لها وعادت وهي مبتسمة ابتسامة ذات مغزى (شفتوا العروس كاتبه على رقم راجلها حبيب الروح …هسه انتي يا ناهد كاتبه شنو على رقم راجلك) ..ضحكت وقلت لها (انا كاتبه اسمه ذاتو ..لكن ممكن اكتب عليهو أبو الشباب)..هزت خالدة رأسها موافقة وقالت (انا ذاتي كاتبه ابو العيال) ..نهلة التي كانت تنقل بصرها بيننا متحفزة ..قالت (بالله شوفوا النسوان ديل ..ابو الشباب شنو وحبيب الروح شنو ..والله زولي دا ..انا ما كاتبه عليه اي شئ ..لكن لو اضطريت ..حأكتب أبو الزفت)..غايتو نهلة شكلها كانت زعلانة شديد.

د. ناهد قرناص