تحقيقات وتقارير

أحداث الجنوب.. ماذا لو كان قرنق حضوراً؟


رغم مرور أكثر من أحد عشر عاماً من مصرعه إلا أن بعض المراقبين يرى أن دولة الجنوب فقدت قائدها الذي إن كان قُدِّر وجوده الآن لما وقعت أحداث الاقتتال والحروبات الدائرة بين فصائل الحركة الشعبية المختلفة والتي كان يقودها زعيمها جون قرنق.. حملنا سؤالاً وهو ماذا لو كان قرنق حضوراً كيف كان سيكون الوضع في دولة الجنوب الآن؟.. ووضعناه أمام عدد من المراقبين والمهتمين بالشأن الجنوبي فجاءت الإفادات متباينة، فرئيس “منبر السلام العادل” المهندس الطيب مصطفى قال إن وجود جون قرنق وعدمه ما كان سيُحدث تغييراً كبيراً في المشهد المأساوي بسبب أن مشكلة الجنوب الكبرى تتمثل في عدم وجود هوية مشتركة تجتمع عليها شعوب وقبائل الجنوب لأن الولاء للقبيلة ولا شئ غيرها. فيما يذهب الدكتور عمر عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري إلى أن غياب الكاريزما التي توحِّد الناس حولها جزء من أزمة دولة الجنوب وأن جون قرنق هو الأقدر على ذلك من غيره من قيادات الحركة الشعبية بما يملكه من كاريزما. ويضيف أن القبيلة في دولة الجنوب أقوى من الارتباط القومي اضافة إلى عدم وجود العقيدة القتالية لدى الجيش الشعبي.
إعداد: إنصاف العوض – محمد أبوزيد
غياب قرنق
رئيس “منبر السلام العادل”، المهندس الطيب مصطفى، يرى فى حديثه لـ”ألصيحة ” أن وجود جون قرنق وعدمه ما كان سيُحدث تغييراً كبيراً في المشهد المأساوي بسبب أن مشكلة الجنوب الكبرى تتمثل في عدم وجود هوية مشتركة تجتمع عليها شعوبه وقبائل الجنوب، لأن الولاء للقبيلة ولا شيء غيرها وأكبر دليل على ذلك أن قرنق نفسه تعامل مع الواقع الإثني والقبلي بتعيين (الدينكاوي) سلفاكير نائباً له بما يعني أنه انحاز إلى قبيلته بدلاً من أن يُعيِّن نائب رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي من قبيلة النوير مثلاً.
غياب الكاريزما
وذهب الدكتور عمر عبد العزيز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري في حديثه لـ”الصيحة” إلى أن غياب الكاريزما التي توحد الناس حولها جزء من أزمة دولة الجنوب. ويرى عمر عبد العزيز أن جون قرنق هو الأقدر على ذلك من غيره من قيادات الحركة الشعبية بما يملكه من كاريزما. ويضيف أن القبيلة في دولة الجنوب أقوى من الارتباط القومي اضافة إلى عدم وجود العقيدة القتالية لدى الجيش الشعبي.
تجربة قديمة
وتظل مشكلة القبيلة والصراعات الداخلية التي تمثلت في صراع قرنق ومشار دينكا – نوير هي الأخطر بسبب ما جرَّته على دولة الجنوب من حروب واقتتال، والثابت أن هذا الصراع قديم متجدد، وفي ذلك يقول المهندس الطيب مصطفى إن معظم قيادات الجيش الشعبي أيام قرنق كانوا من الدينكا، وهذا الواقع القبلي ظل يحكم الجنوب منذ عقود من الزمان، وما قصة (الاستوائي) جوزيف لاقو واصراره على تعديل اتفاقية أديس أبابا الموقعة في عام 1972 مع حكومة نميري إلا بسبب ما تبين له من سيطرة الدينكا على مفاصل الجنوب الموحَّد بفعل تلك الاتفاقية وهو دليل على أنه لا قرنق ولا غيره يستطيع الخروج من ذلك الواقع القبلي المأساوي.
ذروة الصراع
ويضيف المهندس الطيب مصطفى أن مؤتمر رومبيك الذي انعقد في أواخر نوفمبر 2004 قبل شهر من توقيع اتفاقية نيفاشا كان أكبر حجة على ضعف قرنق أمام جنرالات الجيش الشعبي الذي انحاز لسلفاكير في صراعه مع قرنق، ذلك الصراع الذي أدى في نهاية الأمر إلى مصرع قرنق على يد سلفاكير والرئيس اليوغندي موسيفيني. ويشير المهندس الطيب مصطفى إلى أن الجنرالات، ومعظمهم من الدينكا، كانوا مع الانفصال ولم يصر قرنق على تقرير المصير إلا رضوخاً لرغبة الجنرالات، بالرغم من أنه كان يرغب في وحدة يشترط لها أن تمنحه حكم السودان ليقيم مشروع السودان الجديد وإلا فالانفصال. ويؤكد المهندس الطيب مصطفى أن لا قرنق ولا غيره يستطيع أن يتجاوز الواقع المأساوي الذي يعيشه الجنوب الآن، ويكفي أن كلاً من مشار (النويراوي) ولام اكول (الشلكاوي) قد اختلفا على أساس قبلي مع قرنق عام 1997 ووقعا “اتفاقية الخرطوم للسلام”.
حرب مبكرة
فيما رأى القيادي الجنوبي ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية المعارض بجنوب السودان البروفيسور ديفيد ديشان أن ما يحصل الآن بدولة الجنوب كان سيحصل حال كان الدكتور جون قرنق على قيد الحياة، قائلاً إن هذا ما بدأه قرنق وأبيل ألير اللذان أوجدا بما عرف بـ”الدينكا نسنتي” في العام 1984م وجاء فيه أن الدينكا ولدوا ليحكموا الجنوب وليس لتحكمهم القبائل الأخرى وإنهم شعب الله المختار. ونحن نسأل من قال ذلك وما هي الأسباب التي جعلتهم كذلك؟. وأضاف أنه لو كان قرنق حياً لحدث ذلك قبل انفصال الجنوب نفسه.
ويضيف ديشان: اتذكر أنه عندما جاء من نيروبي متجهاً نحو الساحة الخضراء أراد بولينو ماتيب، الذي ينتمي لقبيلة النوير، أن يبدأ الحرب ضد قرنق هنا في الخرطوم، لأنه وقّع اتفاق الخرطوم للسلام في 1997 إلا أننا قلنا لفولينو أنه لا يمكن أن يحدث هذا، ونحن نريد أن نحقق السلام، وفي العام 1998 في أديس أبابا قال بونا ملوال لعلي الحاج إن أفضل سلام قام هو سلام 1997 إلا أنك عقدته مع الأشخاص الخطأ، مشيراً بذلك للنوير. وأضاف بالرغم من أن قرنق تعلم في أمريكا، إلا أنه قام بقتل العديد من المتعلمين والنخب، لأنه يريد أن يكون الرئيس والقائد الأعلى دون منازع، وقال إن قرنق لم يكن صادقاً يوماً بل خلق العديد من المشاكل في دارفور والمنطقتين وأجج الحرب في السودان لاضعافه واحكام سيطرة أبناء الدينكا عليه.
وشبه ديشان قرنق بالجنرال جون اتوكليو الذي نظم انقلاباً في زنجبار في العام 1964 على السلطان ومن ثم نظم إبادة جماعية ضد المسلمين في زنجبار وفي آخر المطاف قام بتوحيد زنجبار وتنجانيقا ومن ثم كوَّن ما يعرف الآن بتنزانيا.
وسياسة قرنق تقوم على إبادة المسلمين والعرب في السودان من أجل توحيد الشمال والجنوب في دولة إفريقية لا وجود للعرب والمسلمين فيها، وجون قرنق لم يكن وحدوياً وهو انفصالي.
من قتل قرنق؟
ويزيد ديشان: (من قام بقتل قرنق أوغندا بالتعاون مع الموساد والقوات الغربية). لأنه غيَّر رأيه من تقسيم السودان، وقال إن التقسيم لم ينفع إفريقيا، الأمر الذي أغضب منه الحلفاء الذين منحوه أموالاً ضخمة ومساعدات، ومن ثم قاموا بقتله. وكان سلفاكير يحمل نفس الأفكار الوحدوية حتى العام 2010م عندما زار نيويورك، وقام بتغيير رأيه ضد الوحدة بعد أن أعطوه أموالاً كثيرة، ومن ثم عمل على إبعاد الوحدويين من أبناء قرنق، أمثال باقان أموم ودينق ألور وياسر عرمان والذين عرفوا داخل الحزب بـ(أبناء قرنق) ودفع له جون بنتر غاست وهو المسؤول الإفريقي بالشؤون لخارجية الأمريكية، ورجور ونتر المبعوث الأمريكي بالسودان وخبير التعاون الأمريكي ورئيس منظمة “كفاية” براندر ديسلفر واريك ريفز وغيرهم أموالاً ضخمة من أجل تأييد الانفصال، وهم من اقنعوا سلفاكير بإبعاد أولاد قرنق وفصل الجنوب. وأعتقد أن أكبر جريمة ارتكبها الجنوبيون بداية التنمية في بلادهم ببناء شركات الخمور، بدلاً من الانصراف نحو المشاريع التنموية الحقيقية لتذهب عقول المواطنين وينصرفون عن التنمية.
أشكال الصراع
ويأخذ الصراع في دولة الجنوب الطابع القبلي بالدرجة الأولى ومن بعده تأتي أشكال أخرى من الصراعات والشاهد أن الصراعات منها ما هو تاريخي، أي منذ مؤتمر جوبا عام 1947، وآخر في اتفاقية أديس أبابا عام 1972 التي وقعها جوزيف لاقو مع الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري، وبرز شكل آخر جديد من أشكال الصراع بعد انفصال الجنوب عن الشمال ومع بداية تكوين الدولة الجديدة إذ حضر عدد من النخب الجنوبية من المثقفين وحاملي الدرجات العليا للمساهمة في بناء الدولة الجديدة بعد طول حرب ولكنهم اصطدموا بقدامى المقاتلين الذين يرون أنهم الأحق بالحكم، وهذا ايضاً يدلل على رخاوة التركيبة النفسية والوطنية عند الجنوبيين.
وفي ذلك يقول الدكتور عمر عبد العزيز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري، إن الصراع بدأ فعلياً بين قدامى المقاتلين والنخب الجنوبية العائدة من أوربا ولندن مع بداية تكوين الدولة وبعدها رجعت النخب إلى حيث اتت وتركت الدولة للمقاتلين، ويشير عمر عبد العزيز إلى أن الحركة الشعبية كانت تدار من قبل أمريكا، التي صنعت جون قرنق ودفعت به للقيام بهذا الدور المرسوم.
ويسترجع المهندس الطيب مصطفى التاريخ ليقول إنه عندما قرر الانجليز ضم الجنوب إلى الشمال وشرعنوا ذلك بتزوير مؤتمر جوبا عام 1947 الذي قضى بالباطل أن الجنوبيين قرروا الوحدة مع الشمال وما فعلوا ذلك إلا لقناعتهم أن الجنوب يحتاج إلى زمن (يتحضر) فيه من خلال التوحد مع الشمال بحيث تنشأ هوية مشتركة تجمع شتاته القبلي المتناحر، ولكن اتضح أن الجنوب لم يتحرك قيد أنملة باتجاه خلق هوية وطنية.
رأي مختلف
فيما كان للقيادي الجنوبي والأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام، استيفن لوال رأي مختلف، وقال لوال لـ”الصيحة” إن الدكتور جون قرنق، وطوال ثلاثين عاماً ناضل خلالها من أجل سيادة العدالة والسلام، كان قائداً ذا رؤية لكافة القضايا في السودان ككل ناهيك عن جنوب السودان فقط. وجون قرنق لو كان حيّاً الآن لرفع السلاح وحارب سلفاكير، ولا يمكن أن يفعل جون قرنق ما فعل خلفاؤه في الحركة.
وأضاف أن ما قاد الجنوب للوضع الحالي سببه دكتاتورية سلفاكير في الحزب ورفضه التداول للسلطة مع أبناء القبائل الأخرى، أما الدكتور جون قرنق فلم يكن دكتاتوراً وأي اتهام له بالدكتاتورية من قبل الحزب مردوده عليهم. والدليل على ذلك أن مشار نفسه ومعه آخرون عندما انشقوا من الحركة بحجة كونه دكتاتور، سرعان ما عادوا إلى حضنه وعملوا تحت رايته.
وأضاف أنه عندما استقل جنوب السودان، تم ذلك بطريقة سلسة بسبب القاعدة الصلبة التي تركها الدكتور، ولعل وفاته هي التي تسببت في خلق هذه الأزمات، والآن الشعب الجنوبي يقتل كل يوم ولا أعتقد أن أيّاً من مشار أو سلفا ورثا أيَّاً من قيم وصفات الدكتور النبيلة والوطنية، وإلا لكانوا ضحوا بمطامعهم من أجل حماية شعب الجنوب، كما فعل الدكتور جون قرنق، والذي كان دائم الاستعداد لتقديم التضحيات من أجل الشعب. ولو حمل سلفاكير صفة واحدة من صفات قرنق لتنازل عن الحكم وسلم السلطة للشعب، وعما يرد عن الدكتور تهمة الدكاتورية فأنا أقول إنه لو كان حيّاً لما حدثت هذه المجازر أصلاً، وهو قال: “أنا لدىَّ قضية وهي السلام”. فهو رجل قومي يمثل جميع القبائل وحمل همها جميعاً وبجميع الجنوب هناك 64 قبيلة تريد حياة كريمة لا علاقة لها بالقبلية والجهوية وهم الآن يُقتلون تحت سمع ونظر الأمم المتحدة التي تكتفي بأداء القلق والفرجة على ما يجري بالجنوب، وأنا أحمل “الترويكا” و”الإيقاد” و”الأمم المتحدة”، مسؤولية ما يحدث بجنوب السودان لأنها لم تكن جادة في حماية المواطنين من الدكتاتوريين المتعطشين للسلطة والذين أراقوا دماء الشعب شلالات ليغرقوا في نعيم موارده.
طريقة مختلفة
وفي السياق يقول الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح لـ”الصيحة” إنه من الصعب أن تربط كل الأحداث بوجود أو غياب شخص، النزاعات أو الحروب الأهلية لها مسببات متراكمة عبر سنوات تنفجر في اللحظة المناسبة ولذلك أوضاع الجنوب نتاج لسنوات من التراكم ووجدت الفرصة المناسبة للانفجار ووجدت فرصة أخرى في عدم مقدرة القيادة الحالية على التفاعل مع الأمر وعلاجه، وأكثر أن القيادة الحالية كانت سبباً في ذلك بتقديمهم لمصالحهم الشخصية على القومية، ورغم ذلك الفرد له دور في التاريخ خاصة في مجتمعاتنا وبلادنا التي ما زالت تؤمن بالشخص الملهم ولذلك من الممكن أن يكون لغياب ووجود شخص ما تأثيراً على الأحداث، وحتى وإن كان قرنق موجوداً لتفجرت الأحداث ولكن لما له من قدرات ورؤية واضحة كان سيتعامل مع الأحداث بطريقة مختلفة يستطيع بها تحجيمها والسيطرة عليها، فالدكتور قرنق برغم أنه ينتمي للدينكا إلا أنه استطاع أن يبسط سلطته المعنوية كقائد وزعيم على مناطق واسعة بالجنوب بغض النظر عن توصيفها القبلي والعرقي، وكان قرنق يتمتع بخبرات قيادية كبيرة وهو متمرس ومرت به صراعات وأزمات حادة استطاع أن يتجاوزها ولذلك لو كان موجوداً لاستطاع أن يحل الأزمة بصورة أفضل من الوضع الحالي.
شخصية استثنائية
“في الليلة الظلماء يفتقد البدر” هكذا ابتدر القيادي الجنوبي ورئيس الجبهة المتحدة المعارض بجنوب السودان فاروق جاتكوث حديثه لـ”الصيحة” حول ما إذا كان ما يحدث بدولة الجنوب ليحدث لو كان الدكتور جونق قرنق حياًّ يرزق.
وتنهد جاتكوث حزيناً على رحيل قرنق قائلاً إن قرنق شخصية استثنائية وهو مدرسة فكرية بحد ذاته إلا أنه للأسف الشديد لم يرث أيٌّ من حلفائه أيَّاً من صفاته وأفكاره وذلك لأنه رجل ذو رؤية والدليل على ذلك منذ أن تولى قيادة الجنوب وخلال 21 يوماً فقط قام بتغيير الولاة وتحويل الموجودين في ولاياتهم إلى ولايات لا ينتمون للمجموعات العرقية المكونة للولاية المعنية، الولاء من أجل تعزيز الانتماء الوطني وعدم التركيز على القبلية والتركيز على الرؤية بدلاً من ذلك.
وأضاف جاكوث أن ما يحدث بالجنوب الآن ليس غريباً على تركيبة شعب الجنوب القائمة على القبلية، وذلك أن الحركة الشعبية نفسها عندما تشكلت، تشكلت بذات تشكيلة البناء الإثني للشعب، بمعنى أن كل قائد عسكري ينتمي إلى مجموعة قبيلة جاء بجنوده واتباعه وانضم للحركة، إلا أن الدكتور بمقدراته الهائلة وحبه الجامح للجنوب وشعبه وايمانه العميق والقوي برؤيته للجنوب الجديد، كان قادراً على ترميم هذه العلاقة المتأرجحة وادارة الخلافات القبلية لتوجيهها نحو البناء والمنافسة بدلاً من الاحتراب والتدمير.
وعلى كلٍّ لو كان الدكتور حيّاًا لما سمح لأحد، كائناً ما كان، بالعبث بشعب الجنوب واستقراره وتدمير موارده ومقدراته.
.

الصيحة


تعليق واحد

  1. دكتور قرن سيظل أيقونة كل السودان …لقد كان مهموما بكل السودان وهو من اتاكم باسرى حرب وكان لا يملك مقومات دولة فقد كان مهموم بشعب السودان كله بدون عنصرية ولا جهوية وكان مهموم باداء ما كلفه به الرب طاعة للرب لا طاعة لنفس او مطمحا خاصا لشخصه ان دكتور جون قرن لا يبحث عن متعة زائلة فى زوجات اخوة له مضو فى سبيلهم لمقابلة الرب ولا لذة عاجلة فى بنات الشرفاء انما كانت متعته ولذته نصرة هذا الشعب الصامت يدفع القدر بالقدر والابتلاء بالصبر الى ان دخل الخرطوم فاتحا بدون اراقة دماء كالنبلاء العظماء …. ان كل الكتب السماوية تذكر ذلك المؤمن الرسالى باستراتيجيته الوطنية العريقة الكبرى اصلاحا للحياة واعمارا لها انسانا فاعلا وسودانا مسخرا بمكتسباته المتفردة …..فقرن لقد كان علما يدرس فى أعرق الجامعات وكان مدرسة للحياة ولقد ذهب وبقيت رؤويته التى لا تموت