علوم و تكنلوجيا

ينفذ عمليات جراحية ويحل معادلات رياضية.. طلاب من غزة يبتكرون أول روبوت محلي


نجح طلاب فلسطينيون في كلية الميكاترونكس بجامعة الأزهر بغزة، في ابتكار أول روبوت من نوعه في فلسطين والعالم العربي يتخصص بإجراء عمليات دقيقة ومعقدة.

فريق المهندسين والمكون من الطالب أحمد عابد وحازم زقوت ومعتز عياد، اختار صناعة روبوت محترف يقوم بعدة وظائف معقدة، كمشروع تخرجهم في الكلية، تحت عنوان Delta Robot.

“هافينغتون بوست عربي” حاورت فريق المهندسين، واطلعت على تفاصيل المشروع:

فكرة Delta Robot

المهندس أحمد عابد قال إن فكرة الروبوت جاءت نتيجة البحث عن مشروع تخرج لحل مشكلة شبه انعدام صناعة الروبوتات في فلسطين، ومع استمرار البحث وتطور الأفكار، توصل الفريق لفكرة Delta Robot.

وأوضح عابد أن الروبوت “يتكون من 3 ضلوع، كل ضلع منها مقسم إلى قسمين مربوطين بمولدات مترابطة على شكل دلتا بزاوية 120 درجة، تتصل مع بعضها بعضاً في نقطة فعالة تُركب عليها الأداة التي تؤدي دور الروبوت”.

وأشار طالب الهندسة إلى أن الرجل الآلي يتكون من قاعدتين؛ الأولى ثابتة ليتم وضع الأهداف المراد معالجتها، بينما القاعدة الثانية متحركة تحمل 3 مولدات، وكل مولد منها يحمل ذراعاً تتكون من بعض “البيل” الكروية والدائرية ليعمل بشكل خطي.

يمكن التحكم بها من خلال الأذرع التي تحركها المحركات الثلاث بشكل متزامن، وذلك بناء على حل معادلات رياضية بواسطة الحاسوب الذي يقوم بتخزين الوظيفة المراد القيام بها. يقرأ الجهاز فيما بعد ملف التحكم، وينفذ المهمة من خلال حركة المحركات والأذرع.

وبيّن عابد أن الفكرة تعمل بتقنية Parallel Robot القائمة على توزيع الأحمال على جوانب الروبوت.

وظائف الروبوت

من جانبه، أوضح المهندس معتز عياد أن الروبوت يقوم بالعديد من الوظائف، أهمها مهام طبية عالية الدقة، وإجراء العمليات الدقيقة عن بعد، مثل عمليات الجراحة الدماغية المعقدة من خلال صناعة مجسم صغير للروبوت يوضع على رأس المريض.

إضافة إلى ذلك، فإنه يعمل كمساعد لطبيب جراح خلال العملية المعقدة، ويقوم بعمليات الطباعة ثلاثية الأبعاد ورسم الشخصيات بدقة متناهية باستخدام طريقة الحرق عبر لايزر احترافي يتم وضعه على أذرع المحرك، وكذلك النحت على الخشب وتنظيم خط سير الإنتاج في المصانع الغذائية من تغليف وتعبئة وتشكيل المواد الغذائية والكتابة عليها، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه في إعادة تصنيع البلاستيك وتشكيله.

وبين عياد لـ “هافينغتون بوست عربي” إماكنية استخدام النموذج الحالي للروبوت في المجال التعليمي للمساعدة في فهم بعض المسافات المختصة بالروبوت، والتي تدرس في الجامعات الفلسطينية.

وأشار إلى أن هذا المشروع يمتاز بمحاكاة النموذج العالمي لـ Delta Robot، بعد إجراء العديد من التجارب للتأكد من صحة المعادلات الرياضية سابقة الذكر، والتي أظهرت نتائجها عدم وجود أي نسبة للخطأ.

معوقات وحلول

أما المهندس حازم زقوت، فكشف لـ “هافينغتون بوست عربي” أن أبرز المعوقات التي واجهت الفريق كانت عدم توفر القطع اللازمة لصناعة الروبوت ومحاولة الفريق استيرادها من الخارج، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت إدخالها لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز)، بالإضافة الى مصادرتها من قبل الجانب المصري عند محاولة إدخالها من معبر رفح البري الرابط بين قطاع غزة ومصر، وهو ما أجل انطلاق مشروع تصنيع الروبوت لشهور عدة.

وأشار زقوت إلى أن الفريق تمكن من توفير بعض البدائل لقطع غير موجودة في قطاع غزة لكن أقل كفاءة. إلا أن مشكلة عدم توافر المولدات الخاصة بالروبوت في القطاع وعدم وجود بدائل لها دفعهم للشعور بالإحباط، حتى تمكن الفريق من إدخالها بعد التواصل مع مواطن أميركي ينوي زيارة قطاع غزة فحملها معه داخل حقيبته الشخصية.

زقوت ختم حديثه بمطالبة المؤسسات الدولية بمساعدة الفريق لتوفير الأجهزة والقطع الخاصة بهذا الروبوت وإدخالها لقطاع غزة، من أجل استبدال خشب المجسم الخارجي بالمعدن المخصص لهذا المشروع.

DW