منوعات

إسرائيل ليست السبب الوحيد.. لماذا ينجب أبناء غزة كثيراً؟


رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، والكثافة السكانية الأكبر حول العالم بالنسبة للمساحة، إلا إن الغزيين يحبون الإنجاب كثيراً، حتى أن رقم 6 لايزال هو متوسط عدد الأبناء في البيوت الغزاوية، حتى بين الشباب.

الصراع الديموغرافي على الأرض هو أهم المعتقدات التي يصارع بها سكان قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي، إذ يخشى الإسرائيليون من زيادة المواليد الفلسطينيين الجدد سواء في الداخل المحتل أو في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لكن البعض يرى أن هذا السبب ليس مبرراً في ظل الأوضاع الصحية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع.

ما هي الأسباب؟

وحول المعتقدات الغزاوية بشأن الزيادة في الإنجاب، قالت أستاذ علم الإرشاد النفسي والاجتماعي في جامعة الأقصى عطاف أبو غالي لـ”هافينغتون بوست عربي” إن السبب الرئيسي لزيادة عدد المواليد في غزة هو الفراغ والبطالة المرتفعة، وجلوس الرجال في البيوت فترة طويلة دون عمل.

وأضافت أنه من بين الأسباب الرئيسية أيضاً، الاعتقاد الديني السائد بالمباهاة بكثرة الأبناء أو عدم تحديد النسل، وجهل الناس في التفريق بين التحديد والتنظيم لعب دوراً واضحاً في هذه الزيادة.

وفسَّرت أبو غالي كثرة الإنجاب المتتالي في غزة لاعتقاد النساء أن العائلة الكبيرة تمنع الزوج من التفكير في زوجة ثانية، وأضافت: “تبقى النساء تنجب حتى تحصل على المولود الذكر الأول، وهو الأهم في نظرهم، ويسعى الرجال للعائلة الممتدة كنوع من إثبات الرجولة والمسؤولية”.

المزيد من الأبناء

إدريس مصطفى (38 عاماً)، من سكان شمال قطاع غزة، لديه 8 بنات، ويسعى بكل قوة لتحقيق أمنيته بأول مولود ذكر، فقد جرت العادة والعرف على عدم التوقف عن الإنجاب حتى يرزق بالذكور.

وقال لـ”هافينغتون بوست عربي”: “أمي العجوز وخالاتي وعماتي وأقربائي دائماً يطلبون مني أن أشد الهمة والعزم كي يرزقني الله بمولود ذكر، حتى ولو بعد ثمانية بنات”.

أما رائد الحسني (35 عاماً) فلديه 5 ذكور وبنتان، ويسعى لزيادة العدد، فقال “نحن في منطقة تشهد الحروب دائماً، لذلك علينا بالإنجاب دائماً لإلحاق الشباب بالمقاومة والجهاد، لأن الشباب هم أساس التحرير”، على حد وصفه.

وأصدرت وزارة الداخلية في قطاع غزة إحصائية نهاية شهر يوليو 2016، بلغ فيها عدد المواليد خلال النصف الأول من العام الجاري 24138 مولوداً جديداً، بمعدل 132 مولوداً يومياً، في زيادة ملحوظة عن عام 2014 قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، حيث كان عدد المواليد يتراوح بين 70-100 مولود يومياً.

إسرائيل وغزة

المرشدة الاجتماعية والنفسية، نازك أبو شاويش، فسرت زيادة الإنجاب في غزة للاعتقاد السائد أنه العامل الأهم في الصراع مع إسرائيل.

وقالت لـ”هافينغتون بوست عربي” إن غزة تعيش تحت الحروب بشكل مستمر، لذلك يحب أهلها الإنجاب والتزايد، جزء منه عزوة ومكانة، وجزء منه يأتي في ظل الصراع الديمغرافي على الأرض.

وأوضحت أن نسبة الإنجاب عند الفلسطينيين تفوق نسبة الإنجاب عند الإسرائيليين بثلاثة أضعاف، وسعي الفلسطيني للتضحية يعتمد على كثرة الأبناء لديه.

لكن رامي الجغبير (30 عاماً) والمتزوج حديثاً، كان له رأي مختلف. وأضاف لـ”هافينغتون بوست عربي”: ” يكفي طفلان أو ثلاثة لأستطيع تربيتهم وتوفير مستوى جيد من الحياة الكريمة لهم.. ببساطة أريد أن أعيش أنا وزوجتي هانئين فلا يسرق كثرة الإنجاب حياتنا الخاصة، فنقضيها في تربيتهم والمطاردة خلف الرزق وتوفير متطلبات الحياة لهم”.

وتبلغ مساحة قطاع غزة 360 ألف كيلو متر مربع فقط، في حين أن عدد سكانه بلغ مليوناً و992 ألف نسمة نهاية شهر يوليو الماضي في إحصائية صادرة عن الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة.

هافغنتون بوست


تعليق واحد