مقالات متنوعة

كمال عوض : السودان والصين وقضايا الشرق الأوسط


> من اللقاءات المهمة إبان زيارتنا لجمهورية الصين الشعبية نهاية الشهر الماضي، كانت مع مسؤول بارز بدائرة العلاقات الخارجية الصينية، وهو نائب المدير العام لإدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا «جاو ويدونغ». > تناولنا خلال اللقاء تواصل الصين القديم مع الشرق الأوسط ووقوفها مع الدول العربية في الكثير من القضايا أبرزها القضية الفلسطينية إلى جانب التبادل التجاري الذي بلغ «200» مليار دولار أمريكي، وامتد التعاون مع أكثر من «10» دول عربية. > طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق لأنها تطمح في المزيد من التلاقي مع دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة إذا علمنا أن الصينيين يستوردون نصف النفط الذي تنتجه الدول العربية. وهناك حراك جيد بدأ ينتظم المسيرة بعد مرور سنوات على ثورات الربيع العربي، وأبدت الحكومات الجديدة في المنطقة تعاوناً كبيراً لتحقيق الأحلام المشتركة بين هذه الدول والحكومة الصينية. > يقول الصينيون إن سياستهم الخارجية تنبني على عدم التدخل في شؤون الغير ودعم استقلال القرار والمساواة والاحترام المتبادل واعتماد البناء الاقتصادي كمركز للعمل، تساعدهم في ذلك دبلوماسية مرنة تفتح الطرق والقنوات. > تلتزم حكومة بكين تجاه القضايا الساخنة في الشرق الأوسط بميثاق الأمم المتحدة، وتقف إلى جانب العدل والعدالة، وتؤمن بأن الحوار هو أمثل الحلول لتسوية الخلافات، وهو القاعدة الذهبية التي تحقق المصالحات بعيداً عن العنف والأنانية والمآرب الشخصية. > في الماضي كانت الصين تتواصل مع الأحزاب الشيوعية والعمال وحركات التحرر فقط. ولكن الآن لديهم علاقات منفتحة مع الجميع وتجاوزوا الخلافات الآيديولوجية، وبدأوا في الاتصال مع الأحزاب المشاركة في السلطة والمعارضة، ويسعون لتطوير العلاقات مع الأحزاب في الدول النامية والمتقدمة يسارية أو يمينية، ولديهم تواصل مع مائة حزب في الشرق الأوسط. > الصينيون يلعبون دور الجسر لتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي في الدول الصديقة، ويستقبلون العديد من الوفود للاستكشاف والتعرف على التجربة الصينية عن قرب، وامتد تعاونهم مع أكثر من «600» حزب سياسي في «180» دولة. > أيضاً تأمل الصين في بلورة التوافق والتعاون للقضاء على التطرف والإرهاب لتحقيق الوسطية والاعتدال والتسامح والانضباط الداخلي. مع التأكيد على عدم ربط الارهاب بدين معين، لأن ذلك يزرع الكراهية بين الأعراق المختلفة. > قلنا لـ «جاو ويدونغ» ماهو موقفكم تجاه العقوبات الجائرة التي تفرضها أمريكا على السودان؟ فرد بإجابة سريعة إن موقف الصين ثابت تجاه هذه القضية وهو رفض العقوبات التي فرضتها أمريكا من طرف واحد. > وحول الأحداث الجارية في دولة جنوب السودان قدم «ويدونغ» توضيحات مهمة حول الدور الصيني في إخماد نيران الحرب المشتعلة لأكثر من ثلاث سنوات في ولايات ومدن الجنوب. حيث شارك وزير الخارجية في اجتماعات تسوية الخلافات، وأرسلت حكومة بكين قوات لحفظ السلام في جوبا إلى جانب دعمها لجهود( إيقاد) لحل المشكلة. > عموماً تقدم الصين نفسها بهدوء وهي تملك ثاني أقوى اقتصاد في العالم وحضارة ضاربة في القدم تتمثل في طريق الحرير الذي أحيت ذكراه بمبادرة الحزام والطريق.. تلك المبادرة الضخمة التي سنفرد لها مساحة في أعدادنا القادمة إن شاء الله.