مقالات متنوعة

اسحق الحلنقي : حب من طرف واحد


٭ طلب الفنان الراحل محمد وردي من الشاعر الراحل سعد الدين ابراهيم أن يساعده في استكمال مطلع لاغنية استعصي عليه اكمالها واضاف يسأله عن المدة التي يمكنه ان يتسلم فيها منه الاغنية كاملة فاجابه سعد الدين : ربما شهر او شهرين ، فقال له وردي : إذن ليس امامي إلا الإتصال بحلنقي ، فاتصل بي وردي وبعد استماعي الى مطلع الاغنية تمكنت في اقل من ساعات من قطف برتقالتها فاتصلت بوردي لابلغه بان الاغنية جاهزة للتلحين.
٭ اثناء قيامه برحلة صيد في غابة تكثر فيها الغزلان في مدينة كسلا وجه الدكتور محمد عثمان جرتلي بندقيته لظبية كانت تمشي الهوينا على طرف من الوادي ، اخذت الظبية تتخبط على دمائها وعيونها السوداء تذرف من الدمع ما ازعجه كثيرا فسأل احد زملائه من هواة الصيد عن السر في ذلك فقال له ان دموع الظبية تشير الي ان جنينا بين احشائها سيموت معها ،ومن يومها لم يخرج جرتلي الى رحلة صيد في حياته قط .
٭ لان الفراش تعود ان يرمي بنفسه الى النار ليموت منتحرا صار عدد كبير من الناس يلقبونه بـ (الحماقة) و في رائي ان الفراش لم يكن احمقا وان السبب الحقيقي الذي دفع به الى الموت احتراقا هو انه شهد ان البساتين التي تربى بين احضانها اصبحت مرتعا خصبا للعناكب تتجول بين ازهارها دون ان ترى جمالا لزهرة البنفسج او بياضا لزهرة الفل فاعلن عن انتحاره محترقا.
٭ طلبت مني الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية ان اكتب لها اغنية لا يقل مستواها عن الاغنيات التي اكتبها للبلابل فوعدتها بذلك ، ظلت الراحلة الفلاتية تسألني عن موعد كتابة هذه الاغنية فاقول لها : تأكدي تماما بانني مجرد استكمالها ستكون بين يديك ثم مرت الايام فوجدت نفسي اكتب اغنية تليق بمقامها الكبير كفنانة وحين ذهبت لتسليمها الاغنية ، علمت انها طريحة الفراش في مستشفى ام درمان وهناك رحت انظر اليها نائمة كأنها ملاك بين قمرين ، رحلت الفنانة الكبيرة ولم تزل معي هذه الاغنية حتى هذه اللحظة ، اصبح من الصعب علي ان اهديها لفنانة غيرها.
٭ يحكى انه اذا دخل مواطن اسباني في مشادة كلامية مع مواطن آخر لا يقول له (اذهب انت في ستين) انما يتمنى له من اعماق قلبه ان يتعرض الى حب من طرف واحد ، لم اصدق هذه المقولة وبما ان الظروف جمعتني يوما بمهندس من اصل اسباني في الامارات تجمعه صداقة مع ابني المهندس مهند ، وجدت نفسي اساله عن هذه المقولة ؟ فاكدها لي ، فاخذت انظر اليه وانا بين مصدق ومكذب ان يصل الارتقاء بالمواطن الاسباني الى شئ من الكمال .
هدية البستان
بساط الريح بجيني متين
أغمض عين وأفتح عين
أكون جالس مع الطيبين
هناك في مقرن النيلين