عالمية

قطر أم مصر؟ من نصيب من سيكون منصب المدير العام لليونسكو؟


بدأت مصر معركة دبلوماسية شرسة في مواجهة قطر للحصول على منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو خلفاً لإرينا بوكوفا، التي قررت التنافس على منصب السكرتير العام للأمم المتحدة.

في ماراثون اليونسكو تتنافس السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر التي تدرجت في عدد من المناصب داخل وزارة الخارجية، كما شغلت منصب سفير مصر لدى تشيكوسلوفاكيا، ومثَّلت مصر في جنوب إفريقيا من 1995 إلى 1999، وتولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة قبل اختيارها وزيرة للدولة للأسرة والسكان. وذلك في مواجهة المرشح القطري وزير الثقافة حمد بن عبد العزيز الكواري، الذي يتولى منصب وزير الثقافة في قطر منذ 2008. وكان قد عمل سفيرا لبلاده في العديد من العواصم الغربية ومنها باريس، كما شغل منصب الممثل الدائم لبلاده لدى اليونسكو. ذلك إضافة إلى المرشحة اللبنانية فيرا الخوري.

هذا بالرغم من تحذيرات بعض الدول العربية من تشتيت الأصوات الذي قد يؤدي إلى فشل وصول أي من المرشحين العرب إلى هذا المنصب الدولي الرفيع.

ويتجاوز حدود ماراثون الفوز بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو أسماء ومناصب وخبرات المنافسين. إذ تأتي في سياق الخصومة الممتدة بين مصر وقطر، التي تصفها القاهرة بأنها الراعي الرسمي لنظام حكم “الإخوان المسلمين”، الذي أطاحته ثورة 30 يونيو 2013 وصولا إلى حكم القضاء المصري قبل شهرين، والصادر بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي بالسجن 25 عاما، والإعدام لعدد من قيادات تنظيم “الإخوان” لاتهامهم بالتخابر مع قطر وتسليمها وثائق عسكرية سرية، الأمر الذي قلل من فرص التقارب بين البلدين.

معركة اليونيسكو سبقها فرض القاهرة إرادتها بالإصرار على اختيار أحمد أبو الغيظ، وزير خارجية مصر الأسبق، أميناً عاماً لجامعة الدول العربية برغم التحفظ الكامل من جانب الدوحة وتعطيلها مبدأ التوافق الذي تنتهجه الجامعة في اختيار أمينها العام.

والمتابعون لملفات المنطقة يؤكدون بالطبع ألا مقارنة بين تاريخ وحجم وتأثير الدولة المصرية في مقابل نظيرتها القطرية، غير أن سعي الأخيرة للعب دور قيادي في المنطقة لحساب الولايات المتحدة أخرجها عن دائرة البحث عن الإجماع العربي في المنافسة على المستويات والمحافل الدولية كافة. ولا شك في أن ما أثير حول فضيحة الرشى الكبرى في الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” لإسناده تنظيم كأس العالم لقطر عام 2022 يشير إلى شكل المعركة التي تخوضها الدوحة، التي خسرت العديد من أوراق اللعبة السياسية بعد فشل الحرب التي مولتها لإسقاط الرئيس الأسد في سوريا وسقوط حليفها التركي في دائرة الانتقام والصراع الداخلي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

حالة من التفاؤل سادت عقب إعلان القاهرة رسمياً ترشيح مشيرة خطاب، لكنَّ هذا التفاؤل شابه القلق بسبب إخفاق مصر في الحصول على هذا المنصب سابقاً. إذ ترشح في 22 سبتمبر 2009، وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الذي خسر أمام المرشحة البلغارية إرينا بوكوفا، بحصولها على 31 صوتاً مقابل 29 صوتاً لحسني.

ومن الواضح أن تلك المجريات تفرض على الحكومة المصرية استخدام أوراق الضغط والتفاوض “الدبلوماسية” و”السياسية” كافة، باعتبارها لاعباً إقليمياً مهماً في منطقة الشرق الأوسط، التي تعد منطقة صراع عالمي تتشابك فيها كل خيوط ومصالح الدول الكبرى.

روسيا اليوم