تحقيقات وتقارير

الزكاة .. عندما تذهب لغير المستحقين !


اتهم مواطنون اللجان الشعبية ولجان الزكاة بالمحاباة في إدراج المستحقين بكشوفات الزكاة، واستنكروا تخطي المسح لأشخاص أكثر حوجة عن غيرهم، وبدورها ألقت لجان الزكاة باللائمة على الجهات المعنية بإرسال كشوفات محدد لاتسع كل الفقراء والمستحقين، (آخر لحظة) عرضت الأمر على الأطراف المعنية وخرجت بالحصيلة التالية.

نماذج تحتاج للمساعدة
ادم زكريا رجل كبير في السن يسكن منطقة سوبا الاراضي يعاني من مرض بالبروستات، الامر الذي يستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً، ولكن ظرفه الاقتصادي يحول دون ذلك، رغم تحديد وقت العملية، ولكنه لايملك قوت يومه وينتظر الفرج.
اما (س، ع) امراة في العقد الخامس من عمرها تسكن منطقة الكلاكلة تقررت لها اجراء عملية ناسور وتبلغ قيمة العملية (8.000) توجهت للجنة الزكاة بالحي ومنها إلى الزكاة بالمحلية، ولكنها منعت من الدخول ، لتعود إلى منزلها والخيبة تملأها.

اشكالية في التوزيع
رئيس اللجنة الشعبية بالمايقوما مربع 4 شرق بمحلية شرق النيل فتح الرحمن الصديق كشف عن وجود اشكاليات في توزيع الزكاة وقال الصديق يٌمنح كل حي زكاة لاربعين شخصاً فقط، ووصف ذلك بالظلم خاصة وان الحي يكون به اكثرمن هذا العدد من الفقراء ، وهناك اكثر من خمسة الف نسمة في ثلاث احياء حيث يكون نصيب اللجنة الشعبية لتلك الاحياء(40) كرتونة فقط لشهر رمضان، بجانب راتب شهري لذات العدد، ومضي قائلا حظ المربع الذي اترأس لجنته سبع فرص لادخالهم في كشف الزكاة، رغم ان العدد المسجل بدفاترنا يتجاوز الـ(140) مستحقاً، واشار الصديق الى عدم تعديل كشف المستحقين في السابق، خلاف التنقيح الذي نقوم به الان حسب الحالات فهناك من يتوفاه الله واخرون تتبدل احوالهم للافضل فيخرجون من القائمة، واقر بشكاوى من بعض رصفائه من رؤساء اللجان باعتراض دخولهم لديوان الزكاة لاستكمال وتعديل اي اجراء يخمص المستحقين.

حرج بالغ
واتهم العضو السابق باللجنة الشعبية بالحاج يوسف القبة يوسف طه الشيخ ديوان الزكاة بالتقصير تجاه المستحقين، واضاف ان بعض الاحياء يكون بها اكثر من (200) شخص يحتاج الزكاة بينما يتم صرف المبلغ لــ(40) فرداً فقط، وتساءل يوسف ماذا يكون مصيرهم والى اين يتجهون؟، مما يدخلنا في حرج معهم بسبب محدودية الفرص، وبالطبع نجتهد مع لجنة الزكاة لاختيار الاشد فقراً، ولانراعي صلة القرابة كما يتم اتهامنا دائماً، ورهن العضو تغطية فقراء الاحياء بتقليل منصرفات الزكاة والتركيز على تلك الشريحة.

جهات اخرى
الحي به اكثر من (6) الف مستحق بينما تمنح الزكاة لـ(80) فقيراً فقط، هكذا بدأ رئيس اللجنة الشعبية مربع (5) قطاع الحاج يوسف غرب عبد الله محمد الامين كرار الذي قال دائما مانلجأ للخيرين عند تقديم المساعدة في كرتونة الصائم، باعتبار ان ديوان الزكاة يمنحنا كرتونة الصائم لـ 30 فرداً فقط، وكشف عبد الله عن عدم تنقيح سجل المستحقين للزكاة منذ العام 2005 وقال ان هنالك اغنياء يتم منحهم الزكاة، دوناً عمن يحتاجونها، وقال الجهات المعنية بديوان الزكاة بالمحلية و القائمون على امر الزكاة بشرق النيل رفضوا تنقيح الكشوفات، رغم ترددنا على مكاتبهم، ويوجد افراد تبدل حالهم واخرون ادركهم الموت، ووصف توزيع مبلغ (300) جنيه على الفقراء دون الرجوع للجان الشعبية بالخطأ ويدل على عدم اتباع نظام محدد، واعاب على عدم استخراج 300 بطاقة علاج مجاني لفقراء تم تسجيلهم مسبقاً.

حسب الحاجة
اشار عضو هيئة علماء السودان شمس الدين علي الى ضرورة تقليص عدد الموظفين بديوان الزكاة، واعتماد التوظيف حسب الحاجة فقط حتى لا تصرف اموالها على العاملين عليها فقط، حسب النسبة المحدده لهم في الشرع وهي الثمن، بجانب السبع مصارف اخرى، وهي (المساكين، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمين،في سبيل الله، وابن السبيل) وساند عضو المجلس التشريعي بولاية الخرطوم طه حميدة هذا الاتجاه عندما اعترض في الانفاق على القوافل الدعوية من ديوان الزكاة، وشدد إلى ضرورة اخراج العاملين لتوزيعها بجانب تعاون الجهات ذات الصلة حتى تتم عملية اخراجها بالصورة التي وجه بها الشرع، وطالب خلف الله الجهات المعنية باختيار المستحقين وعدم المحاباة، لوجود حرمة فالامر يستوجب اختيار المستحق بعيداً عن المجاملة وصلة القرابة.

تأخر الصرف
من جانبه اقر امين الزكاة بولاية الخرطوم الخير يوسف نور الدين بتجميع مبالغ شهرية وصرفها للمستحقين كل سته او سبع اشهر، واشار الى سبب لجوئهم لسياسة تجميع الاستحقاق وهي التكلفة الإدارية التي يتحملوها في ايصال المبالغ الشهرية في وقت لايتعدى فيه المبلغ 150 جنيهاً، بجانب الاستفادة من المبلغ بشكلة الاكبر، وعن الصرف البذخي على العاملين بالديوان قال يوسف لـ(اخر لحظة) ان اعلى مرتب بالديوان لايتعدى الثلاث آلف جنياً، كاشفاً عن عدد العاملين بالولاية والبالغ (500) شخصاً فقط، واقر بوجود صراعات بين الزكاة واللجان الشعبية، وان الكشوفات يتم تنقيحها كل فترة .
وطالب كل رئيس لجنة زكاة يواجه اشكاليات بالحضور لمباني الديوان ، وتعهد بحل كافة المشاكل، واضاف عدد الفقراء الذين يتم منحهم الزكاة بولاية الخرطوم (79) الف فقير، فهناك اسس لاختيارهم وبعد اختيار المستحقين تُخضع البيانات للفحص للتأكد من مدى صحتها واحقية الاسماء التي تم ادراجها.

محاباة
اشار عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي ولاية الخرطوم محمود داؤد الى ازدياد نسب الفقر بالاحياء، وقال ان المجالس المحلية لها دور في مراقبة عمل المحليات، ومنه عمل ديوان الزكاة واضاف ان المبلغ الذي يتم تسليمه للجان الزكاة بالاحياء بسيط مقارنة بالفقراء، ونوه إلى اتهام مواطنين الجهات المعنية بتوزيع الزكاة على اقاربهم وتعمد ادخالهم في قوائم الفقراء.

تلاعب بالتوزيع
شدد نائب رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم محمد هاشم عمر على ضرورة مراقبة ومتابعة لجان الزكاة بالاحياء وقال هاشم لـ(اخر لحظة ) يجب توجيه صرف الزكاة في مصارفها الثمانية التي وجه بها الشرع مع مراعاة توقيتها المحدد، واعاب تأخيرها لاشهر، واتهم لجان زكاة بالاحياء يمنحون اقاربهم ومعارفهم فقط ويدرجون اكثر من اسم من منزل واحد، وقال ان مايحدث يلامت للعدالة بصلة.

تحقيق :عمر الكباشي
صحيفة آخر لحظة