تحقيقات وتقارير

السودان .. التهاب الكبد الفيروسي..انتشار مخيف


التهاب الكبد الفيروسي أو الوباء الصامت كما يحلو للعاملين في الحقل الصحي تسميته، من أخطر الأمراض التي تصيب جسم الإنسان، وينتشر هذا المرض في معظم بلدان العالم، خصوصاً دول قارتي آسيا وإفريقيا، كما ينتشر في المناطق التي تكثر فيها الإصابة بمرض البلهارسيا. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الإصابة بالمرض تقدر بـ 8 % أو أكثر وهذا الأمر هو الذي تفاجأ به الكثيرون عندما صرح وزير الصحة على عجل وفي أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقدته الوزارة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكبد الوبائي هذه النسبة التي أقرت بها وزارة الصحة تنذر بأن المرض يخطو خطوات واسعة نحو الانتشار دون رقيب او حسيب وفي غفلة من القائمين على الأمر الصحي في البلاد، كما أن الكثير من المواطنين المسافرين للخارج يصابون بالعدوى خاصة وأن هناك دول بعينها ينتشر فيها المرض بكثرة، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن ولاية الخرطوم من أكثر الولايات إصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، حيث سجلت «952» إصابة، و«84» حالة وفاة. ( (الإنتباهة) طرحت القضية على المختصين وخرجت بالإفادات التالية: خطورة الفيروس د. عواطف إبراهيم اختصاصية الباطنية والأمين المالي لجمعية الجهاز الهضمي قالت لنا إن الكبد تتعرض للأذى من الميكروبات كالفيروسات والبكتريا وفطر الافلاتوكسين المرتبط بالتخزين السيء للفول السوداني بجانب الخمر وأمرأض المناعة أضافة الى تناول حبوب البندول إذا تجاوز الست حبات في اليوم يمكن أن يؤدي الى فشل حاد في الكبد, مضيفة بأن الفيروسات التي تصيب الكبد يصل عددها الى سبعة أنواع تسبب الضرر أربعة أنواع فقط هي فيروس (أ) ,(ب),(ج),(د) . ويعد فيروس (أ) الأكثر أنتشاراً والأقل ضرراً ويصيب الأطفال والشباب والكبار معاً ولكنه لا يؤدي الى تليُّف الكبد وينتقل عبر الطعام والشراب الملوث، أما فيروس (ج) و(ب) فهما يؤديان الى تليف وسرطان الكبد ويعد فيروس (ب) الأخطر والأكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة حيث تراوحت نسبة انتشاره ما بين 47 % إلى 50 % بين المرضى المترددين على عيادة الكبد بمستشفى ابن سينا كما أن إمكانية انتقاله أقوى مائة مرة من فيروس الايدز وحسب الاحصائيات العالمية لمنظمة الصحة العالمية فإن هنالك (1-3) مليون إصابة جديدة سنوياً و(400) مليون فرد تطورت إصاباتهم للطور المزمن وأن مليون فرد يموتون سنوياً بسبب الفيروس. فيروس مقاوم للرطوبة والحرارة وحول طرق انتقال المرض قالت د. عواطف إن الفيروس (ب) ينتقل عبر الدم ومشتقاته وسوائل الجسم والاتصال الجنسي وسائل المهبل واستعمال أدوات المصاب الخاصة مثل المسواك وأمواس الحلاقة وقلامة الأظافر وخلافه. كل تلك تتسبب في نقل العدوى حيث أن الفيروس يمتلك القدرة على العيش في نقطة الدم الجاف ما بين الأسبوع الى الثلاثة أسابيع لأنه من الفيروسات المقاومة للرطوبة والحرارة لذلك ننصح بضرورة تنظيف الجروح بالمطهرات ,ويتفرد فيروس (ب) بعكس فيروس (ج) بقدرته على الانتقال من الأم إلى وليدها أثناء عملية الولادة حيث يصاب 95 % من كل مولود بالفيروس ويصبح حاملاً له مزمناً من مجموعة (100) طفل في عمر أقل من خمس سنوات مصاب ينجو (40) طفلا ًبينما يبقى (60) منهم حاملون للفيروس. وقالت عواطف إن إصابة الأطفال تعد الأخطر من البالغين فكلما قل عمر الطفل كلما قلت قدرته المناعية على المقاومة. أما في فيروس (ب) فالنسبة عكسية عند البالغين اذا أصيب مائة شخص فإن 90 % منهم قادرون على التخلص التام من الفيروس ويظل (10) أفراد غير قادرين على التخلص منه وما بين (2-4) أفراد سيصابون بتليف أو سرطان الكبد. وقالت د. عواطف أن الفرق بين فيروس (ج) و(ب) هو أن الأول يعرف بأنه الأقل شراسة وأقل عدوى من الثاني (ج) الذي لايؤدي الى سرطان الكبد إلا بعد حدوث التليف لأن وجود الفيروس بمفرده ليس كافياً بعكس (ب) الذي يتسبب بالأورام السرطانية قبل التليف ولا ينتقل من الأم إلى الجنين ويؤدي إلى تلف بطيء لأنسجة الكبد قد يمتد إلى سنوات تفوق العشرون عاماً وقالت إن المرض يتطور الى الحالة المزمنة في نسبة عالية من المصابين قد تبلغ 75 % الى 85 % منهم يصاب 5 – 20 % منهم بالتليف والأورام , وحول طبيعة الأدوية وتوفرها كشفت د. عواطف أن المريض يتناول نوعين من الأدوية ولكن الأمر المؤسف أن أدوية فيروس (ب) تعطي مردوداً عكسياً للعلاج بعد مرور خمسة أعوام من تعاطيها وتصبح المقاومة من قبل الفيروس عالية جداً والأدوية غالية ومكلفة وبرغم المجهودات التي تقوم بها الوزارة لتسجيل أدوية جديدة إلا أنها لم ترَ النور حتى الآن. وأكدت عواطف أن التطعيم يمنح وقاية بنسبة 75 % وبأسعار في متناول اليد تكون في شكل ثلاث جرعات وأن فيروس (أ) من السهل التخلص منه إلا في حالة كان المريض يعاني في الأصل من مشكلة في الكبد، موضحة أن المرض يتم اكتشافه في الغالب لدى المسافرين لخارج البلاد والعاملين في الحقل الطبي وأصحاب العمليات وبينت أن الجمعية في إطار جهودها تسعى إلى تنوير المرضى والمرافقين وتثقيفهم عبر الاحتفال باليوم العالمي للكبد الوبائى. إحصائية مخيفة وبحسب إحصائيات رسمية تحتل ولاية الخرطوم أعلى نسبة حيث سجلت «952» حالة إصابة و(84) وفيات تليها ولاية كسلا بـ (96) حالة إصابة و(5) وفيات ثم جنوب كردفان (85) إصابة وحالة وفاة واحدة، تليها شمال دارفور (84) إصابة وفاة (1) ثم النيل الأزرق (83) حالة و(6) وفيات ثم غرب دارفور (73) إصابة و(7) وفيات، تليها الجزيرة (52) إصابة و (5) وفيات ثم جنوب دارفور (42) إصابة و(4) وفيات ثم البحر الأحمر (61) إصابة و(1) وفاة ثم القضارف (11) إصابة و(2) وفيات، تليها النيل الابيض (6) إصابات و(2) وفيات، ثم نهر النيل (5) إصابات وشمال كردفان (4) إصابات وحالة وفاة واحدة. للصحة رأي آخر وزارة الصحة بصفتها المسؤول عن الوضع الصحي بالبلاد كان لابد لنا من الجلوس إليها للحصول على إجابات حول الوضع بالبلاد حيث التقينا د. حمدنا السيد علي مدير الإدارة العامة للطب الوقائي الذي قال لنا إنهم كإدارة وبائيات يهتمون بالأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق اللمس والهواء وتلوث الأكل والشرب التي يقع فيها التهاب الكبد بأنواعه المختلفة. وقال إن المزعج في التعامل مع التهاب الكبد الوبائي إنهم يتعاملون مع نوعي من الفيروسات الخطرة المسببة للمرض التي تمتلك النزعة المزمنة وتصيب الكبد بالتهاب مزمن يمكن أن يؤدي في النهاية الى الإصابة بأورام سرطانية وفشل الكبد الذي يؤدي الى الوفاة وتكمن خطورتها في طرق انتقالها المختلفة. وقال كوزارة ، التهاب الكبد واحد من الأمراض التي تُحظى بأولوية لدينا في الرصد اليومي حيث ترصد كوحدة شاملة بمسمى التهاب الكبد الفيروسي ,وقد قامت الولاية في 2011 بتوفير تطعيم لكل العاملين في الحقل الصحي والصحة العامة على ثلاث جرعات والإنجاز الكبير الذي يحمد للوزارة أن تطعيم الكبد الوبائي أصبح ضمن التطعيم الروتيني فكل الأطفال اليوم الذين تقل إعمارهم عن خمس سنوات مطعمين من هذا المرض وهو التطعيم السباعي وهو مكسب كبير طرق الانتقال قادتنا الى البحث عن طرق للوقاية أهمها التطعيم قبل التثقيف . وفيما ما يختص بانتشار المرض واحتلال ولاية الخرطوم النسبة الأعلى نفى د. حمدنا هذا الحديث وقال بحسب الاحصائيات الواردة فإن ولاية الخرطوم ليست الأكثر نسبة حسب الرصد اليومي للأمراض والذي نعتمد فيه على العتبات الوبائية ولا يعني أن العشرات أصيبوا بهذا المرض أن هنالك وباءً ونظام الرصد نظام يعتمد في رصده على الأعوام كأعلى وأدنى نسبة وحتي الآن لم تصل ولاية الخرطوم إلى عتبات الوبائية التي يمكن أن تمثل خطورة ويمكننا القول أنه بعد التطعيم انحصرت النسبة بصورة كبيرة وأصبحنا في المعدلات الدنيا. الأجانب وانتشار المرض بدورنا تساءلنا عن فحص الأجانب القادمين للبلاد خاصة بعد التزايد الملحوظ في أعداد الكافتريات والمطاعم التي يديرها الأجانب وقد ثبت علمياً أن فيروس (ب) ينتقل عبر تلوث الأطعمة والجنس، ونلحظ انتشار الكافتيريات والمطاعم التي يديرها أجانب، وهذا الوضع يتطلب من السلطات الصحية التشدد في مراقبتهم، ومراجعة الكروت الصحية الخاصة بالمطاعم والكافتيريات خاصة فحص التهاب الكبد الوبائي بأنواعه وقد نبهت حماية المستهلك الى أن غياب الرقابة وعدم اهتمام الدولة بأولويات الصحة هو السبب الرئيس في انتشار التهاب الكبد الفيروسي. وأرجعت المستهلك انتشار الكبد الوبائي لضعف الرقابة على الحدود وعدم الالتزام بالشروط للمستخدمين بأن يكون خالياً من مرض الكبد الوبائي. فحص (800) ألف عامل القمسيون الطبي والتطعيم الدولي والذي يعد المسؤول المباشر عن الصحة العامة وعمل الأجانب . التقينا فيه بـ (بابكر شيخ إدريس الخليفة) مدير إدارة المعامل بالقمسيون أوضح أن الأجانب ينقسمون الى فئتين جزء خاص بالمشروبات والأطعمة، والآخر بالصوالين والكوافير وهؤلاء يخضعون لفحوصات الدم للايدز والكبد الوبائي بأنواعه والطفيليات في البراز للأطعمة والمشروبات. وقال من أكثر الأمراض انتشاراً في بعض الدول الإفريقية الأيدز والكبد الوبائي (بي) أما الكبد الوبائي (سي) فينتشر في إحدى الدول العربية. وقال إنه يتم خلال الشهر الفحص على حوالي (800) ألف عامل معظمهم من دولة إفريقية. وقال إن العمل يتطلب المزيد من تضافر الجهود على مستوى الولاية والمعتمدين وألا يترك الأمر للقمسيون لوحده، كما يجب إخضاع الشرائح العاملة في الحقل الصحي وعمال النظافة وبائعات الشاي والعاملات في المنازل للفحص الطبي بصورة دورية تفادياً للأمراض لأن الخطورة واردة.

الانتباهة


‫4 تعليقات

  1. (( كما أن الكثير من المواطنين المسافرين للخارج يصابون بالعدوى خاصة وأن هناك دول بعينها ينتشر فيها المرض بكثرة،))….. طيب لما عارفين الدول المنتشر فيها هذا الوباء، فلماذا لا تطلبون شهادة صحية من هذه البلدان وممنوع دخول مواطنيها إلى السودان، ويا دار ما دخلك شر إن شاء الله.

  2. الفيروس يمتلك القدرة على العيش في نقطة الدم الجاف ما بين الأسبوع الى الثلاثة أسابيع >>>>>>>>>>

    ياناس اعملو حسابكم وامانه فى ذممكم .. كل واحد يحذر الحوالينو .. ونغمة اصغر منك دوسو … ومابيعمل ليك حاجه … وارجل يازول … وباقى انواع العوارات الربنا بلانا بيها .. مافى داعى ليها …

    ربنا يقلع اولاد بمبه – والسهل ليهم يتفسحو فى بلدنا التقول مشاركننا فيها – فى يوم واحد قادر ياكريم

  3. قلنا بدل المرة مليون . مصر بها اكبر نسبة اصابة في العالم . والمصريون يدخلون السودان بدون تأشيرة ولهم حرية العمل ومعظمهم يعملون في المطاعم . يعني خلال سنوات قليلة سيصبح الشعب السوداني كله مصاب بالتهاب الكبد الفيروسي. وانت اذا كنت مسافر الي مصر لزيارة لابد ان تستخرج كرت صحي .ما هذه الذلة تجاه المصريين . الله لا كسبكم . حكومة قرف

    1. المصيبة انو المصريين فى السودان اغلبهم بشتغلو فى الكافتريات والمطاعم وبالذات مشهورين بعمل الفطائر والبيتزا , واكيد اغلب الناس البياكلوا منهم انتقل اليهم المرض , لانه لاتوجد رقابة ولا فحص على العمال .