مقالات متنوعة

معاوية محمد علي : فليتسع صدر اليسع


بالأمس تحدثت عن إلغاء وزارة الشباب والرياضة لإحتفالها بيوم الشباب العالمي والذي كان مقررا أن تقيمه بالتضامن مع منظمة قلوبنا ليكم الثقافية الخيرية ، كان حديثنا من منظور الإحتفالية التي يجب ان تكون في مثل هذا اليوم بعيد عن حفلات التكريم التي لا تخدم المجتمع ولا تفيده بشئ.
اليوم دعونا نتحدث عن قرار الإلغاء كحدث يستحق الوقوف عنده ، فمن خلال متابعاتنا وضح أن ما قدمته وزارة الشباب والرياضة من اسباب للإلغاء أو التأجيل كما زعموا ، هي اسباب أوهي من بيت العنكبوت ، الشئ الذي جعل الكثير من الأقاويل تدور هنا وهناك ، الكل ينسج الحكايات من وحي خياله والبعض الآخر يتكرم بزيادتها (كوز ، كوزين) لتبقى حكاية من حكايات التخبط والعشوائية الإدارية التي زلزلت كثير من مؤسساتنا الحكومية.
لماذا يا ترى أوقفت الوزارة الإحتفال قبل ساعات من قيامه برغم كامل الجاهزية من جماعة (قلوبنا ليكم) ، وهل صحيح أن السبب هو عدم رضاء الوزارة من بعض الأسماء التي شملتها قائمة التكريم ؟ هذا غير الكثير من الإستفهامات الأخرى التي اتاحت لها وزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم أن تتراقص أمام أذهان الجميع دون أن تجد الإجابة الشافية الكافية.
وبغض النظر عن الاسباب التي أوقفت الإحتفال ، نقول ليس هكذا يجب أن تتعامل وزارة معنية بالشباب مع أصحاب العقول الشابة في إحتفال يومهم العالمي الذي يحتفل به نظرائهم في كل الدول دون أن تتدخل وزارة أو سفارة ، ما حدث يؤكد أن شباب ولاية الخرطوم في يحتاجون (نظرة) طالما أن البعض في الوزارة المسؤولة عنه وعن تنظيم نشاطاته بهذا المستوى من الفكر الفقير ، وطالما أن البعض يمكن أن يصدر قرارا وفق مزاجه وبعيدا عن الحكمة والمؤسسية ليترك الشباب في حيرة ويترك الآلاف من التساؤلات ويفتح عشرات الأبواب ليدخل منها أصحاب الأجندات الخاصة ليحيكوا القصص بما يخدم أجنادتهم.
نقول كما قلنا بالأمس أننا كنا نتوقع في يوم الشباب العالمي من الوزارة أن تنظم أضخم نفرة شبابية بولاية الخرطوم تفجر خلالها الطاقات بما يساعد الحد من خطورة التردي البيئي بسبب الأمطار ، لا أن ترعى حفلا لتكريم بعضا ممن أسموهم نجوما ، لكنها للأسف لا فعلت هذا ولا رعت ذاك ، وللاسف الأشد أن كثير من مراكز الشباب بالولاية أصبحت نشاطاتها تتركز على كورسات التدبير المنزلي ودروس صناعة البتزا و(الشعيرية والسكسانية) ونشاطات أخرى خجولة وفي المساء تنام تلك المراكز عقب المغرب مباشرة ، وبالتأكيد هذا مؤشر خطير لإنتهاء دور المراكز الذي كانت تقوم به في السابق من رعاية للمواهب وتوفير البيئة الصالحة لها للرعاية ، مثلما كانت في سالف الأيام وهي تخرج المبدع تلو المبدع في كافة المجالات.
خلاصة الشوف
نرجو أن يتسع صدر الوزير اليسع للشباب بما يعيد لمراكز الولاية ألقها القديم ويعيد لها تاريخها التليد وايامها عندما كانت ملاذا لكبار المبدعين قبل الشباب ،وقبل أن يكون المقياس فيها هو تقارير الموظفين والموظفات بعد أن كانت إبداعات الشباب هي التي تتحدث وبالصوت العالي.