مقالات متنوعة

كمال عوض : تعليق المفاوضات.. تفاصيل ما حدث


> أمس قدم مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد تنويراً مهماً لرؤساء تحرير الصحف وقادة الأجهزة الإعلامية حول جولة مفاوضات المنطقتين ودارفور التي شهدت فعالياتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وتم تعليقها أخيراً من قبل الوساطة الإفريقية إلى أجل غير مسمى. > مساعد الرئيس أكد بصورة قاطعة استعداد الحكومة لدفع أي ثمن من أجل السلام وليس إطالة أمد الحرب عبر فتح الحدود، حتى لا تصبح البلاد فوضى تحت غطاء العمل الإنساني. > الحركة ركزت في المفاوضات على بند أساسي في القضية الإنسانية يتعلق بإيصال المساعدات عبر جسر جوي ينطلق من ثلاثة مطارات خارجية هي «لوكوشو في كينيا وجوبا بجنوب السودان وأصوصا بإثيوبيا». > الحكومة رفضت طلب الحركة الشعبية قطاع الشمال بأن تكون الإغاثة من خارج الحدود بدون رقابتها، لأن الحركة تريد بذلك إعادة «شريان الحياة» الذي أطال أمد الحرب بالجنوب وتمكن التمرد عبره من إدخال السلاح والغذاء للمتمردين تحت غطاء الإغاثة. > المهندس إبراهيم محمود توقع في تنوير الأمس أن يوقع قطاع الشمال وحركات دارفور على اتفاقية وقف العدائيات، لكنه تمنى ألا يطول الانتظار مثلما حدث مع (خريطة الطريق) التي رفضوا التوقيع عليها ووقعتها الحكومة منفردة ثم عادوا بعد خمسة أشهر ووقعوا عليها دون أية إضافات > مساعد الرئيس أشار للموقف الإيجابي لرئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي الذي كان حريصاً على أن يمضي الجميع عقب التوقيع إلى الخطوات التالية، بعكس الحركات وقطاع الشمال الذين تعمدوا إفشال الجولة بإقحام بنود وقضايا لم تكن مطروحة في الأصل. > رفضت حركات دارفور تحديد مواقع قواتها حتى تسهل عملية المراقبة، وتنازلت الحكومة عن تحديد الموقع وتغييره بالاتجاه، ولكنهم رفضوا أيضاً المقترح وتمسكوا بالمسار الإنساني وآلية توزيع الإغاثة. > معروف عالمياً كيف يدار العمل الإنساني حين تكون فيه اطراف وشركاء عديدون من ضمنهم الأمم المتحدة والحكومة والولاية والمانحون وبعض المنظمات وتقوم بالتوزيع منظمات محترفة. ولكن الحركات تريد أن تحل محل كل هذه الآليات وتدير العملية الإنسانية بنفسها وهذا غير مقبول. > الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركات دارفور رفضوا التوقيع على وقف العدائيات لأنهم اتفقوا مسبقاً على عدم الوصول في هذه الجولة إلى نقطة النهاية. لكنهم وقعوا على «خريطة الطريق» حتى يخففوا من الضغط الاقليمي والدولي الذي تعرضوا له. > وتثبت ذلك الاشارات والرسائل التي ظل يرسلها ياسر عرمان لقوى الداخل عبر تصريحات مكشوفة وصار يكيل الاتهامات، ويصدر البيانات قبل أن تكتمل المباحثات لتسميم الأجواء وخلق بيئة غير مواتية، وهو بذلك يحاول كسب مزيد من الأراضي والتأييد من تلك القوى. > المهندس ابراهيم محمود جدد ثقة الحكومة في الأجهزة والمؤسسات الإعلامية، لكنه شدد على الحرص والحذر من أن يستخدم الإعلام في زعزعة استقرار البلاد، وكشف عن جهات تعمل من أجل توظيف الإعلام كأداة للحرب النفسية لضرب الاستقرار وزراعة اليأس في نفوس الناس. > أملنا كبير في أن تتسم مواقف الحركات المسلحة وقطاع الشمال بالجدية في الجولة القادمة. ونتمنى أن ينتبه الجميع إلى أن أبناء الوطن ملوا الحروب والنزاعات ويأملون في نهاية هذه المآسي ليلتفتوا للتنمية في ظل سلام مستدام خالٍ من الأجندة والأطماع وبعيد عن الأشلاء والدماء والدموع.