مقالات متنوعة

حسن فاروق : خسارة ثالثة لمدثر خيري


اندهشت عندما وجدت اسم الدكتور مدثر خيري ضمن اللجنة الاولي التي كونها الوزير الاتحادي للشباب والرياضة حيدر جلاكوما لمتابعة قضية الاتحاد السوداني لكرة القدم مع الوزارة، وكان من ضمن مهام اللجنة مقابلة الاتحاد الدولي لكرة القدم لشرح موقف الوزارة في القضية، وزادت دهشتي عندما وجدت الرجل مع اللجنة الثانية التي تم تكوينها بعد حل اللجنة الاولي وبذات المهام التي كونت بها اللجنة الاولي، دهشتي سببها افتراض مني الي وقت قريب المام الرجل بقوانين ولوائح واهداف ومباديء الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومن هنا كنت اتوقع ان يكون الاقرب لموقف الاتحاد السوداني لكرة القدم في القضية، باعتباره الموقف الصحيح في هذه القضية التي تعكس التدخل المباشر من الوزير في الشأن الكروي.
وظل الرجل في موقعه ضمن اللجنة المذكورة لم يتزحزح قيد انملة (عجبني التعبير)، رغم التطورات وتصاعد الاحداث، حتي وصلت اليوم المحدد لاعلان لجنة تسيير بديلة للاتحاد السوداني من خلال مؤتمر صحفي،ومع ذلك لم نسمع اي شيء عن استقالة او رفض للتدخل المباشر من الوزارة في الشأن الرياضي، الي ان تم الاتفاق المعروف، ليخرج الينا بتصريحات في وسائل الاعلام المختلفة مشيدا به ومعددا مزاياه، ولكن وكيل الوزارة نجم الدين المرضي، اعادة الي مقعد اللجنة من جديد ببيان توضيحي وتصريحات تؤكد ان الاتفاق المعلن من خلال المؤتمر الصحفي المتابع من وسائل الاعلام المختلفة، وعلي لسان الوزير نفسه، المقصود به تكوين لجنة التسيير يتم الاتفاق عليها بين الوزارة والاتحاد، ولايوجد اتفاق علي التمديد للاتحاد الحالي، اتفاق اعلنه الوزير الاتحادي علي الملأ للاعلام وبحضور الوكيل الذي نفاه في ذات اليوم، انتظرت استقالة من مدثر خيري الذي روج للاتفاق وتبناه، ولكنه صمت وفضل البقاء اسما داخل اللجنة التي كونها الوزير.
مع ملاحظة ان الرجل يقدم نفسه كمتخصص في القوانين واللوائح الرياضية وتحديدا كرة القدم، ومع ذلك فضل الانحياز لجانب الوزير والوكيل والوزارة، وفضل البقاء علي المغادرة، اما الادهي وامر والصادم والمفجع في ذات الوقت عندما ورد اسمه مع الاسماء التي بعث بها وكيل الوزارة لمندوب السودان في جنيف طالبا تقديم الاسماء كوفد لمقابلة الاتحاد الدولي لكرة القدم، لشرح موقف الوزارة من القضية، وكان الرفض من الاتحاد الدولي لكرة القدم لمقابلة الوفد الحكومي الممثل للوزارة، بمعني آخر الفيفا رفضت مقابلة الدكتور المتخصص في قوانينها ولوائحها، الدكتور مدثر خيري، ولنا ان نتخيل ماذا يعني رفض الاتحاد الدولي لمقابلة وفد به رجل يملأ الدنيا ضجيجا بمعرفته اللوائح والقوانين،فقد اخفق في اسهل امتحان، وليت الامر توقف عند الاخفاق او الرسوب في الامتحان السهل والمكشوف، ولكن الرجل ظل في موقعه (عضو اللجنة) لم يستقل من منصبه، لم يخرج علينا حتي بتصريح يؤكد من خلاله ان اسمه ذهب الي جنيف دون علمه..
سؤال .. ماذا كنت تتوقع عندما ارسلت الوزارة اسماء وفد لمقابلة الاتحاد الدولي؟ هل توقعت مقابلتكم؟ ولماذا لم يفتح الله عليك بكلمة عندما اعطاك الاتحاد الدولي درسا في ان اللوائح والقوانين ليست للعرض فقط ولانصوص تحفظ لتقال في المنابر الاعلامية او المكاتب الحكومية او مكاتب الاندية؟
عموما زالت دهشتي عندما تذكرت شيبوب والوك اكيج، وموقف مدثر خيري في القضيتين.