عالمية

استغناء بوتين عن «ذراعه اليمنى» بداية تغيير أوسع نطاقاً


أكد مراقبون سياسيون أميركيون، أن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنحية رئيس ديوان الرئاسة الروسية، سيرجي إيفانوف، والذي يعد «ذراعه اليمنى» وأبرز مساعديه، هو جزء من اتجاه أوسع نطاقاً لإعادة تشكيل قيادات النخبة السياسية الروسية.

ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن هؤلاء المراقبين، قولهم إن السيناريو الذي أعده الكرملين لتنحية إيفانوف، والذي تضمن الإشارة إلى أن تركه لمنصبه يأتي في إطار اتفاقه مع بوتين على الاضطلاع بمهام هذا المنصب لأربع سنوات فقط، لا يمكن أن يقنع أحداً، حيث يجيء قبل شهر واحد فقط من الانتخابات البرلمانية الروسية، وفي خضم مواجهة جديدة مع أوكرانيا.

وبينما يحيط الغموض تفاصيل التغيير في الموقع القيادي الذي يتولاه الآن أنطون فينو النائب السابق لإيفانوف، يشير المحللون السياسيون إلى أنه يعتبر جزءاً من اتجاه أوسع نطاقاً في الدائرة المحيطة ببوتين للتغيير، حيث قام بتغيير عدد من المسؤولين القدامى، ليحل محلهم مسؤولون أصغر سناً، في إطار ما يبدو أنه إعادة تشكيل للنخبة الروسية.

وقال ستانسلاف بيكوفيسكي، أحد منتقدي بوتين: «من الأيسر على بوتين نفسياً هذه الأيام، أن يحيط نفسه بأولئك الذين اعتبروه دائماً على أنه زعيم عظيم، ولا يستطيعون تذكر الوقت الذي لم يكن فيه قائداً بارزاً».

من جهتها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن التغيير في المناصب القيادية في الحكومة الروسية بدأ في يوليو الماضي، حيث قام بوتين بتغيير أربعة من حكام الأقاليم ورئيس هيئة الجمارك والسفير الروسي لدى أوكرانيا. ولوحظ أن الشخصيات الجديدة التي تم إسناد هذه المناصب إليها، هم من المسؤولين الأصغر سناً، الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والأربعين.

ويرى المراقبون أن تنحية إيفانوف، هي مؤشر على ديناميكية جديدة في النخبة الروسية، وأنه بينما كان بوتين يعتبر الرجل الأول بين أنداده، فإن هذا النموذج يتغير الآن، ليحل محله نموذج يركز على بوتين وحده.

رفيق الدرب

وقد عرف إيفانوف، بوتين منذ السبعينيات، حيث عملا معاً في جهاز الاستخبارات السوفييتي «كي جي بي»، وجهاز «إف إس بي» الذي حل محله، وعندما تولى بوتين رئاسة الجهاز الأخير في عام 1998، أصبح إيفانوف نائباً له، وفي عام 2001، بعد انتخاب بوتين لفترته الرئاسية الأولى، أصبح إيفانوف وزيراً للدفاع، وعين في 2007، نائباً لرئيس الوزراء قبيل نهاية فترة بوتين الرئاسية الثانية.

وأصبح ديمتري ميدفيديف وإيفانوف شخصيتين متنافستين على الحلول محل بوتين في منصب الرئيس عام 2008.

وقد اختير ميدفيديف لشغل منصب الرئاسة، لأن بوتين كان ينظر إليه باعتباره أكثر مرونة من إيفانوف المعروف بقوة إرادته الصلبة. وقد اختار بوتين فينو خلفاً لإيفانوف، وهو الدبلوماسي البارز الذي يبلغ 44 عاماً، والذي شق طريقه بنجاح في البيروقراطية الروسية.

البيان