مقالات متنوعة

حسن فاروق : الاولمبياد .. فرحة الطيش


لا ادري الي متي سنظل نمارس الكذب علي انفسنا وخداعها باننا نحقق افضلية وتميزا في شيء ، بينما الواقع والارقام تحدثنا عن انهيار كامل، واعني هنا مشاركة السودان في الدورة الاولمبية بريودي جانيرو بالبرازيل، وعودة الابطال المشاركين وهم يجرجرون اذيال الخيبة والهزيمة (بالارقام)، نتائج متواضعة للغاية، مراكز متاخرة، (الطيش، او تاني الطيش، او ثالث الطيش) لم نخرج من هذه المراكز، والمفجع في الامر ان معظم هذه النتائج الكارثية ضمن مجموعات، تؤهل لمراحل متقدمة.
الارقام التي لاتكذب ولا تتجمل تؤكد اننا صفر كبير من خلال المشاركة في هذه البطولة، لم يكن لنا وجود الا في الاخفاقات المتتالية بتساقط ابطالنا، وهي نتائج تستدعي فتح التحقيق حولها، ليقفز هنا سؤال ولكن من يحاسب من؟ وهو سؤال منطقي ومقبول، لاننا اذا طالبنا الوزارة بفتح التحقيق حول فضيحة النتائج الاولمبية بفهم تدخل الوزارة في الشأن الرياضي، سنجدها علي راس قائمة من يجب التحقيق معهم، لانها تتحمل المسؤولية الكاملة في غياب دور الدولة في الرعاية والاعداد من خلال المعسكرات والصرف علي اللاعبين، لم يكن للحكومة ممثلة في الوزارة اي دور في هذا الجانب، لتشرف علي تكوين لجنة تحقيق حول السقوط المدوي لابطالنا في اولمبياد ريودي جانيرو، وعندما يكون دور المسؤول الاول عن تقديم اسم السودان في المحافل الدولية كأفضل مايكون مجرد متفرج لاحول له ولاقوة، تتراجع بالتالي بقية المسؤوليات، فاللجنة الاولمبية السودانية حالها حال الوزارة (لابتجدع لابتجيب الحجار) تكتفي بالفرجة والتمثيل الشرفي وتركيزها ومشغولياتها الاساسية علي الانتخابات والصراعات الداخلية بين الاتحادات، لم تتقدم خطوة واحدة في الاستفادة من علاقاتها من اللجان الاولمبية الاخري واللجنة الاولمبية الدولية، للتركيز علي العاب بعينها وابطال بعينهم لرعايتهم والصرف عليهم، ويكون لها فقط اجر ترشيح الابطال وتقديمهم من خلال اتفاقات او بروتكولات.
بل ان اللجنة الاولمبية لم تكلف نفسها البحث عن ابطال يحملون الجنسية السودانية مقيمون في بلدان اخري تحصرهم وتتابع نشاطهم، وهؤلاء بكل تاكيد موجودون سواء في اوروبا وامريكا او دول الخليج من حولنا، يحتاجون فقط لخطوة من اللجنة الاولمبية السودانية والاتحادات السودانية المحلية المسؤولة عن النشاط المحدد، وهذه الخطوة لن تاتي لاننا بالارقام ايضا فرطنا في ابطال اختاروا جنسيات اخري ليمارسوا تحتها انشطتهم الرياضية المختلفة.
المسؤولية عن فضيحة اولمبياد ريودي جانيرو تبدو في ظاهرها معقدة ومتشابكة، ولكنها في الاصل مسؤولية الدولة التي لانعرف لها وجودا الا من خلال قيادة الوزير لوفد السودان المشارك في الاولمبياد.
لذا بدلا من الترويج لتفوق كاذب من شاكلة (ماقصروا وكتر خيرهم، والناس عملوا ليهم شنو، وده مجهود فردي منهم يشكروا عليه) يجب عكس حجم الكارثة والفضائح التي تعكسها مشاركتنا من خلال النتائج المخجلة التي حققها ابطالنا في الدورة الحالية بالبرازيل.
لم اعرف ماهو التعبير الانسب وانت تشاهد النتائج المتواضعة وهي محمولة علي الاعناق في المطار بعد وصول البعثة الخاسرة؟ عندنا كل شيء تغير لدرجة اصبح للطيش فرحة.