هيثم كابو

المقياس ومغنواتية الأعراس


* عندما يستقطع أرباب الأُسر من قوت أبنائهم، والطلاب من مصروفهم، والشباب مما يدخرون من مال، ويمنحونك قرابة الثلاث ساعات من وقتهم الغالي في هذا (الزمن الصعب) الذي يتسابق فيه الناس ركضاً من أجل توفير (لُقمة العيش) ويتقاطرون من كل فج عميق ليحتلوا جنبات أحد المسارح لحضور (حفل جماهيري) يخصك بعد أن قرأوا إعلاناته منشورة في الصحف أو استوقفتهم ملصقاته الترويجية و(بوستراته) على شوارع الخرطوم، فذاك يعني أنك لست مطرباً جماهيرياً ولا مغنياً مشهوراً ولا وجهاً مألوفاً وشخصاً معروفاً، بل يشير باختصار شديد إلى أنك أصبحت (فنان شباك)..!!
* قلنا كثيراً؛ وأعدنا مراراً وتكراراً إن من لم يتذوق طعم وقوف الجمهور صفوفاً أمام شبابيك التذاكر لدفع مبلغ يمنحه حق الاستماع له والاستمتاع بحفله فهو بحق وحقيقة لم يتذوق طعم النجاح الفني بعد، وعليه ألا يُكثِر من الحديث عن (الجمهور عايز كدا) لأنه لم ير الجمهور الحقيقي بعينه بعد، والذين يتحلقون حوله مجرد معجبين بصوته، أو مبهورين بأغنياته، أو مفتونين بكونه شخصاً مشهوراً، ولكن الجمهور (البشد الحيل ويسند القفا) هو ذاك الذي يدفع من حر ماله ليسمعك..!!
* السؤال المهم حقاً : “يا ترى ما هي المعايير التي يرتكز عليها تصنيف الفنانين ما بين مطرب عادي و(فنان شباك) ومغنٍ جماهيري وآخر يغني ويحترف الفن ولكن لا وجود له على الخارطة فكل اعتماده على استضافته في وسائل الإعلام والغناء بمناسبات الأفراح الخاصة؟”.
* إذا طُلب منك وضع قائمة بأسماء فناني الشباك الذين يمكن لهم إقامة حفلات جماهيرية ناجحة أعتقد أن الترتيب سيأتي على النحو التالي:
(محمد الأمين وأبو عركي البخيت) من كبار الفنانين، مع العلم بأن الجهات المسؤولة عن منح تصاديق الحفلات العامة لا تزال ترفض منح عركي حق الغناء برغم أن جمهوره يتقلب على جمر الانتظار ممنياً النفس بسماعه أذناً لحنجرة ..!
* كان الراحل محمود عبد العزيز هو فنان الشباك الأول بلا منازع، فالفتى يمتلك جمهوراً شرساً يحبه بولهٍ ويعشقه بجنونٍ ويلبي نداء حفلاته متى ما أفصحت الملصقات الإعلانية عن الزمان والمكان.
* دخلت (بنات طلسم) القائمة دون سابق ميعاد، فبعد عودتهن للبلاد أقمن مجموعة من الحفلات الجماهيرية الناجحة، وأصبح من يتعاقد مع (البلابل) لإحياء حفل تجاري لا يخشى الخسارة الفادحة التي يمكن أن تحدث له متى ما تعاقد مع مطرب آخر، ولكن سرعان ما قل الطلب عليهن في بورصة الحفلات الجماهيرية بعد إطفاء نيران أشواق الغياب الطويل ..!
* تبقى مجموعة (عقد الجلاد) في صدر قائمة (فناني الشباك) فهي تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تتسابق لحضور حفلاتها، وتكاد تكون حفلات العقد في كثير من الفترات هي الأكثر تنظيماً و(ديمومة) وتشعر أن هناك دراسة لمكان الحفل وموعده، بل إن جُرأة المجموعة وصلت في فترة سابقة لتحديد يومين ثابتين هما (الأحد والخميس) لإقامة حفلات جماهيرية منتظمة، وفي الفترة الأخيرة دخل (كورال كلية الموسيقى والمسرح) على الخط أيضاً وحققته حفلاته نجاحاً كبيراً؛ وسنأتي للكتابة عن هذة التجربة بتفصيل أكثر في مقال منفصل .
* مؤخراً لمع أسم الفنان الشاب حسين الصادق كنجم شباك وحقق فتحاً كبيراً عجز عنه أنداده، كذلك فرض فنان الطمبور محمد النصري اسمه كفنان شباك، وباتت حفلاته تحقق نجاحاً كاسحاً؛ وإن كان الآن يحتاج لوقفة مع نفسه بعد التراجع الذي شهده مشواره الفني في الفترة الأخيرة.
* يحسب أيضاً لجمال فرفور الآن دخول عالم الحفلات الجماهيرية بحفل شهري، وبعد النجاح الذي حققه يجب أن يواصل المشوار بكل جرأة.
* الفنانون (خشوم بيوت) هذه حقيقة لا جدال عليها البتة، فبعض الفنانين يستحقون أن تدفع لهم (آخر أيام عمرك) دعك مما تملكه من مال حتى تستمتع بسماعهم، وآخرين تكتفي بالتفاعل معهم (بالمجان) عندما تجدهم يغنون في حفلات خاصة أو في الأجهزة الإعلامية ولكننا لا يمكن أن نُدِخل أيادينا في جيوبنا بغية سماعهم.. ومجموعة أخرى وهي تمثل للأسف الغالبية العظمى ينبغي أن تدفع لك حتى تسمعها لو كان لديك فائض وقت..!!
* رحيل وردي ترك فراغاً لا يسد في الساحة الفنية و(الحفلات الجماهيرية) كما أن موت محمود عبد العزيز كان بمثابة فاجعة حقيقية لـ(شباك التذاكر)..!!
* تتغير الأحداث وتغيب عن المشهد أسماء بالغة التأثير وتطل أصوات واعدة ليبقى السؤال المهم: (هل أنت فنان شباك صاحب قاعدة جماهيرية لها “ساس وراس” أم مجرد مغن عابر و “فنان أعراس؟؟) .

نفس أخير
* البشيل فوق الدبر ما بميل..!