مقالات متنوعة

لطيفة اللوغاني : الشخصية المزاجية والإتيكيت


قد يكون هذا الشخص المزاجي زميلك في العمل، صديقا، فردا من العائلة، فهو كل يوم في حال، يضحك بسرعة ويغضب بسرعة، فإذا تقلب مزاجه انتشرت السلبية والتوتر في أنحاء المكان، واحتمال أيضا أن يكون السبب تافها ويضخمه، لذلك تعرّف على إتيكيت التعامل معه لتتغلب على طبعه المزاجي، وعليك أن تكون حذرا في علاقتك معه.

• الشخص المزاجي لا يعرف الطعم الحقيقي للسعادة، فهو سلبي جدا متقلب النفسية، منطوٍ غير محبوب اجتماعيا، يبتعد عنه حتى أقرب الناس إليه وأصدقاؤه، يتمتع بتحطيم مزاج الآخرين وإثارة أعصابهم بكلماته المحبطة، كما أنه يمكن أن يحبك بشدة ويخلص لك في حبه ويكون مليئا بالوفاء لك وفجأة يتحول حبه إلى كره شديد وحقد، ويتحول إخلاصه إلى خيانة ووفاؤه إلى غدر.

إتيكيت التعامل مع المزاجي إذا كان من الغرباء:

1 – يجب أن تكون واثقا من نفسك هادئا قويا ثابتا وعقلانيا محتفظا بابتسامتك الجميلة، ولا تسمح لأي شخص أن يتمكن منك أو يفسد مزاجك.
2 – كن رسميا معهم وتجنبهم قدر المستطاع ولا تحتك بهم وتكثر الحديث معهم، فكلمات بسيطة مثل “اعتذر” أو “لا أملك الوقت” قد تحل هذه المشكلة، لأنك لست مسؤولا عما يشعرون، ولن تستفيد شيئا سوى الضغط والتوتر والقلق، وانتبه المزاج السيئ معدٍ جدا، لذلك تدرَّب على أن تضبط نفسك وعزّز مهاراتك حتى لا يتأثر مزاجك بهم.
3 – حتى تتجنب الإحراج، انتبه ولا تعطهم أي اهتمام في التعامل معهم، لأن هذا يمنحهم نوعا من الغرور ويجعلهم يعتقدون أن مزاجيتهم تؤهلهم للحصول على ما يطلبون.
مثال: نرى في العمل بعض الموظفين المزاجيين يعبسون بوجه المراجع من دون أي سبب يذكر، كأن ينسى غرضا بسيط في المنزل أو مشكلة بسيطة مع أهل بيته، وينقل تلك المعاناة ويعكسها عن طريق معاملته مع المراجعين أو زملائه الذين لا علاقة لهم بتلك المشكلة، وكأنه نوع من أنواع التفريغ، فهو يفرغ سلبيته في أي شخص يصادفه.

إتيكيت التعامل مع المزاجي إذا كان من الأقرباء:

1 – يجب التعامل معه بحذر وذكاء وسعة صدر وصبر مع مراعاة أوضاعه وظروفه النفسية، كما عليك إظهار حبك له وكن إيجابيا وتجنب القيام بأي سلوك قد يؤدي إلى إثارة غضبه، وإذا غضب فيجب التحلي بالصمت وعدم مناقشته والدخول معه في جدال، ولا تحاول إرغامه على القيام بأمور لا يحبها ولا يريد القيام بها، وخصوصا إن كانت أمورا مزعجة وتحتاج إلى وقت طويل، لأنها ستزيد من إثارة غضبه وعصبيته.
2 – واجه هذا الشخص بهدوء وبرقة وحنان واستفسر منه لماذا مزاجه سيئ، تفهّم مزاجه وستجده يفضفض خصوصا إذا أشعرته باهتمامك ومواساتك فهو بحاجة للتنفيس عن غضبه حتى يعود إلى مزاجه الطبيعي، لكن من دون إلحاح وتصادم.
3 – بين فتره وأخرى يجب إظهار انزعاجك من طبعه وإشعاره بأن ما يقوم به خطأ بحق نفسه أولا وحق من حوله، وأن ذلك يعتبر من الأخلاق غير المقبولة في المحيط الذي يعمل أو يعيش فيه، وأن هذه التصرفات ستؤثر سلباً على علاقته بهم جميعاً حتى يشعر بخطئه ويحاول التخلص منه.
4 – راقب كلماتك فهو يترجم ما تقوله إلى مشاعر لها ارتباط بمشكلة سابقة واحتمال أن ينفعل عليك دون أن تعرف سببا مقنعا لذلك، واملأ أوهامه السلبية بالإيجابية لكي يتجاوز هذه المرحلة المليئة بالتناقضات، وبالتأكيد هو موضوع صعب لكن كل شيء ينجح بالعزيمة والإرادة.

البلوك العقلي للمزاجي:

إذا لم تتمكن أو تتحمل التغير المزاجي الذي استجد على هذه الشخصية، فتجاهلها ببساطة وابتعد حتى لا تخسرها، وعاملها بتقدير وحذر مع ابتعاد كبير عنها أغلب الأوقات.
تقمّص الشخصية الهادئة المبتسمة جدا ذات ردّات الفعل الباردة فلها مفعول السحر، مع الحرص أن يكون ذلك بطريقة مؤدبة وبأخلاق رائعة لكي لا تنزل لمستواه، لأن هدفه إغضابك وإن انفعلت فقد أعطيته ما يريد منك، فبرودك وتجاهلك سيحفّزانه على التفكير في تصرفاته واحتمال أن يغيرها.

نصيحة إتيكيتية لك أيها المزاجي:

1 – بهذا المزاج المتقلّب ستؤثر على نفسك في المقام الأول أكثر بكثير من تأثيرك على الآخرين، وستخسر القريب والبعيد، فليس كل الأشخاص المحيطين بك لديهم القدرة على استيعابك وتفهم مزاجيتك وأسلوبك في التعامل.
2 – كن إيجابي وواقعيا وافصل بين الأحداث ولا تخلط المواضيع بانفعالاتك المتنوعة، وثق بقدراتك وحدد أهدافك الحياتية واملأ وقت فراغك، وقم بعمل الأشياء التي تحبها كحرصك مثلا على تخصيص يوم للمشي في جمال الطبيعة، واضبط انفعالاتك وكن متوازنا ومعتدلا في تعاملك مع الآخرين، لأن التقلب والتشتت في التعامل سيؤثران على نفسيتك ومزاجك اليومي.