سياسية

الخرطوم تحتضن مؤتمرا لمناقشة (الارهاب) وتحذر من كثرة (التنظير)


قال النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح إن كثرة التنظيرعن ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحته لم ينتج إلا المزيد من الموت، بينما طالب مجمع الفقه السوداني الجامعة العربية بإصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرموز والإسلام.

وبدأت في الخرطوم الخميس جلسات الملتقى العربي لظاهرة الإرهاب، الذي تنظمه الجامعة العربية بالتعاون مع وزارة الاعلام السودانية.

والمعروف ان الولايات المتحدة الاميركية تصر منذ العام 1997 على وضع السودان في قائمتها السوداء باعتباره واحدا من عدة دول ترعى الإرهاب وتسهل عبور مئات العناصر المتشددة الى بعض الدول المتاخمة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار الأمني ونشاطا لافتا لعتاصر متطر.

واعتبر النائب الأول للرئيس، لدي مخاطبته فاتحة الجلسات، مواجهة الظاهرة تتطلب من الجميع القيام بمسؤولياتهم.، وقال إن تركيز الورشة على دور الإعلام في مكافحة الإرهاب يمثل إشارة بليغة وأن دوره له من الأهمية ما يوازي سطوة الإرهاب وهيمنته على أجواء النشاط الإنساني ،وإجباره المجتمع الدولي على توجيه الكثير من الموارد لمواجهته في حرب طويلة.

ودعا صالح المنظمات ومراكز البحوث والدراسات لمنح قضية الارهاب ما تستحقه ووضع تعريف شامل للارهاب تجنبا للمزايدات، وقال ان بلاده تنطلق برؤية واعية وواضحة تجاه الحد من استفحال الظاهرة، وأشار إلى ان قصور في الرسالة الاعلامية العربية تجاه تناول ظاهرة الارهاب.

ومن جانبه، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، إن الملتقى العربي يشكل فرصة مهمة لوضع الرؤى والتدابير والإجراءات لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف والغلو.

وأكد أن مواجهة الإرهاب تتطلب تجفيف مستنقعاته الفكرية والمادية ووضع الأزمات والنزاعات على طريق الحل السياسي والحوار الوطني.

وأعرب بن حلي عن أمله بأن يخرج الملتقى بتوصيات مهمة تركز على التدابير والإجراءات لوضع الأطر العربية محل التطبيق والتنفيذ من أجل اجتثاث آفة الإرهاب الهدامة التي أصبحت تهدد أسس الدولة الوطنية وتسيء إلى النسيج الاجتماعي العربي.

وفي السياق قال رئيس مجمع الفقة الإسلامي د.عصام أحمد البشير خلال مخاطبته فاتحة أعمال المؤتمر، إن الإرهاب الحقيقي هو الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني.

وتابع و”مايقع في اليمن وسوريا والعراق من بعض الفئات الباغية”، ودعا إلى تبني تعريف مجمع الفقه الإسلامي العالمي للإرهاب بأنه العدوان الذي تمارسه الجماعات والأفراد والدول على الإنسان في عرضه ونفسه ودينه وماله، ورأى أن أسباب الإرهاب تتمثل في الفهم الخاطئ للمفاهيم الشرعية والانحراف، مشيراً إلى أهمية فهم الدين على الوسطية.

وحث البشير جامعة الدول العربية على إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرموز والإسلام، داعياً الشيوخ إلى الاقتراب من الشباب وفهم إشكالياتهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم.

وأوردت ورقة “جهود السودان في مكافحة الارهاب” في ورشة دور الاعلام العربي في التصدي لظاهرة الارهاب، إحصائية باعداد العناصر التي تم حوارها حتى يناير 2016م.

وقالت إن “82” عائدين من سجن غوانتنامو تم دمجهم في المجتمع، وأن “20” مشاركين في بؤر الصراعات بالخارج، و “113” من العناصر إجريت معهم حوارات خارج المعتقل، و”20″ لا يزالون معتقلين وجاري حوارهم، بجانب “15” من العناصر النشطة تم إطلاق سراحهم بعد الحوار، بيتما توفى “10” آخرين. ووصلت جملة العناصر في الورقة الى”260″ شخص.

بدوره قال وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان ان السودان انتهج خطا فكريا حواريا للتصدي للارهاب من خلال مقاربات فكرية، وجلسات حوارية، ولفت الي ان معالجة ظاهرة الارهاب لا يمكن ان تتم بالطرق الامنية والعسكرية فقط، وقال ان السودان انشأ مجلسا للتحصين الفكري يترأسه الرئيس عمر البشير .
sudantribune