عالمية

جوبا.. تحذيرات دولية من الحرب القادمة هيومان رايتس تطالب بحظر السلاح على جنوب السودان


أكد مصدر عليم “للصيحة” عزم وزير الزراعة الأسبق الدكتور لام أكول عقد مؤتمر مع جميع أحزاب المعارضة بنيروبي في كينيا في الثامن عشر من الشهر الجاري، وقال المصدر إن أكول وصل إلى أوغندا أمس الثلاثاء في وقت لم يكشف فيه بعد عن أجندة المؤتمر أو الشخصيات التي تمثل أطراف المعارضة الجنوبية.
انشقاقات الحزب الحاكم
ضربت انشقاقات عميقة حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح الرئيس سلفاكير الحاكم بدولة الجنوب جراء الاختلافات حول القوات الإقليمية المزعم نشرها بالدولة الوليدة ووفقا لموقع نايلومبديا في الحزب شهد انشقاقات عميقة وسط القادة الذين عبر عدد منهم عن رفضه القاطع للقوات كونها تمثل انتهاكا لسيادة الدولة وإعادة لاستعمارها.
ووفقا للمصدر فإن عددا من المسؤولين الحكوميين قاموا بتمويل مظاهرات حاشدة ضد القوات في جوبا وبور وعدد من مدن الجنوب بينما أعلن عدد آخر من القيادات رفضه للقوات واستعدت لمحاربتها عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تبرأ فيه الرئيس سلفاكير من هذه المجموعة قائلا بأنهم يعبرون عن آرائهم الشخصية وليس الموقف الرسمي للحكومة، مؤكدا عدم معارضته انتشار قوة إضافية من جنود حفظ السلام في بلاده ضمن إطار مهمة وافق عليها مجلس الأمن الدولي، لكنه طالب بمزيد من المحادثات حول هذا الموضوع.
قائلا أمام البرلمان في جوبا إن “علينا البدء بحوار وتبادل الأفكار حول أفضل طريقة للمضي قدما، بدل الوقوف أمام أمر واقع يفرضه متدخلون من الخارج.”.
وأضاف على وقع تصفيق في البرلمان المؤلف بغالبيته من أنصاره، “لا نعارض أي مساعدة، ونصغى بطيبة خاطر إلى النصائح، لكن المساعدة تتطلب الحوار، ولا يتوجب فرضها لئلا تصبح تدخلا ينال من سيادتنا ويقلل قدرتنا على الحكم بفاعلية.
إنكار رئاسي
واصفا المسؤولين والأفراد الذين أعلنوا رفضهم للقرار بالأفراد والذين ليس من حقهم التحدث بلسان حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية قائلا هناك أشخاص اتهموا الحكومة الانتقالية برفض القوات ومحاربتها والغريب أن الحكومة لم تجتمع بعد بشأن هذه القوات وإذا كان هناك أشخاص رافضين للقوات داخل الحكومة فإنهم يعبرون عن وجهة نظرهم وليس الموقف الحكومي.
وأضاف أنا اتفهم قلق المجتمع الدولي حيال سلامة عمال الإغاثة ومنظمات الصحة العالمية والمدنيين، ولذلك وجهت وزراء الأمن والدفاع بتوفير الأمن للمواطنين في جميع أنحاء البلاد ليتنقلوا بحرية وسلام، قائلا إنهم هنا لمساعدتنا وعلينا حمايتهم إلا أن ما يحزنني أن ارى هؤلاء الأشخاص الشجعان الذين حاربوا ببسالة من أبناء هذا البلد العظيم محتاجين للحماية من قوات أمنهم والتي تتكون أصلا من أبنائهم وبناتهم.
واعدا بتدريب قوات شرطة جدد لحماية المدنيين قائلا بانتهاء الربع الأول من العام 2017 سوف نتمكن من بسط الأمن في العاصمة جوبا وذلك أن الشرطة هي من ستفرض الأمن وليس الجيش .
ووفقا للموقع فإن سلفاكير شرح في الخطاب كيف أن حكومته ستستمر في إنفاذ اتفاقية السلام مع شريكها في المعارضة تعبان دينق غاي في وقت يرى فيه المراقبون بأن تعبان عاجز عن تمثيل المعارضة لجملة أسباب أهمها أن تعبان ليس لديه قوات ليقوم بإدماجها مع قوات الرئيس سلفاكير، كونه لم يقد كتيبة عسكرية منذ 20 عاما إضافة إلى أن 1300 جندي والتي دخلت جوبا لحماية المسؤولين في المعارضة انسحبوا مع مشار والذي لا زال قائدا لجميع قوات المعارضة على الأرض.
وأشار سلفا كير في مراسم إعادة افتتاح البرلمان إلى أن الحكومة الانتقالية في بلاده ستجتمع في وقت لاحق لاتخاذ قرار بشأن نشر قوات أممية في البلاد، نافيا صحة اتهامات موجهة إلى هذه الحكومة بخلق أزمات مع الأمم المتحدة.
ضعف الشبكات
شكا عدد من مستخدمي شبكات الاتصال الهاتفي بمدينة واو غربي جنوب السودان، من ضعف شبكات الاتصال لأكثر من شهر.
حيث أوضح عدد من المواطنين من واو أن شبكات الاتصال الثلاث التي تعمل بالولاية تعمل بشكل سيء فضلاً عن اختفاء بعضها.
وأضافوا أن شبكة ( أم تي أن) لا تعمل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بينما شبكة زين استمرت بشكل متدهور، مشيرين إلى وجود شبكة فيفاسيل إلا أنها سيئة للغاية.
وأعرب أحدهم عن أسفه لعدم إبلاغ الشركات للمستخدمين بسبب تراجع خدماتها، وطالب الحكومة بالضغط على الشركات للالتزام بتوفير الخدمات للمشتركين بشكل مستقر، وكشف بأن هناك معلومات غير مؤكدة حول توقف عدد من الأبراج بسبب الوقود.
كمين عسكري
قتل عسكريان اثنان على الأقل في منطقة خور دبابة على الطريق الرابط بين بلدة بور وجوبا عاصمة دولة جنوب السودان، إثر تعرض شاحنة عسكرية لهجوم من قبل مسلحين. وأكد محافظ مقاطعة منقلا بولاية جوبيك وفقاً للتقسيم الإداري الجديد بجنوب السودان، الاريو بول، في حديث لبرنامج مع المحافظين أمس وقوع الحادث. مضيفاً أن منطقة خور دبابة تشهد باستمرار وقوع أحداث نهب، وأبان المحافظ أنه في الأسبوع الماضي وقع حادث مماثل في ذات المنطقة، مما أدى لمقتل شخص على الأقل. وزعم الاريو أن الحركة التجارية بين مدينتي جوبا وبور لم تتوفق وأن الطريق سالك، فيما أشار المحافظ إلى تردي الأوضاع الاقتصادية بمقاطعة منقلا الأمر الذي تسبب في تفشي الجوع وسط مواطني المقاطعة.
خطوة ذكية
انتقد الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بجنوب السودان استيفن لوال موقف حكومة جنوب السودان المؤيد لقرار مجلس الأمن بنشر قوات إقليمية بدولة الجنوب واصفا الخطوة التي قام بها مجلس الأمن بالذكية كونها أجبرت جوبا على قبول القرار وعبر لوال عن غضبه تجاه النخب الحاكمة بدولة الجنوب واصفا إياهم بغير الناضجين سياسيا، قائلا إن المعارضة والحكومة غير ناضجين سياسيا وإلا لتمكنوا من حل خلافاتهم الداخلية دون الحاجة إلى تدخل القوى الأجنبية، قائلا إن شعب الجنوب هو من يدفع ثمن هذا الجهل السياسي وإن الشعب الجنوبي سينتفض على الحكومة والقوات الأجنبية حال نشرها كونها تمس بسيادة الدولة وحرية المواطنين .
وتساءل لوال عن هوية القوات أن لم تكن استعمارية قائلا مرر مشروع تكوين حاكم عسكري ونشر قوات قوامها 17 ألف جندي من أصل 47 ألف جندي، إذاً ماذا يمكن أن نسمي ذلك؟ وأضاف نقبل التوسط من اجل السلام من أي جهة بما في ذلك مجلس الأمن نفسه، ولكننا في ذات الوقت نرفض بسيادته واستقلالية دولتنا .
حرب جديدة
تناولت الكاتبة روبين ديكسون الوضع المأساوي الذي يمر به جنوب السودان، وقالت إن أحدث دولة في العالم على شفا حرب أهلية مريرة، مع اندلاع العنف الشهر الماضي في جميع أنحاء البلد، وتشريد آلاف السكان، وانهيار اتفاق السلام.
وأضافت الكاتبة في مقال بصحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية، أن الأمر بدا كنزاع سياسي، لكن القتال بين رئيس البلاد سلفا كير ونائبه رياك مشار سرعان ما اندلع واتخذ بعدا طائفيا، إذ ينتمي كير لقبيلة الدينكا أكبر مجموعة عِرقية في جنوب السودان، فيما ينتمي غريمه مشار إلى النوير.
وأشارت الكاتبة إلى أن ثمة مخاطر هائلة من اندلاع أي صراع جديد، إذ إن حربا أهلية جديدة يمكن أن تكون أكثر عنفا وأكثر صعوبة في أن يتم وقفها، فقد قتلت الحرب الأخيرة 50 ألف شخص وشردت حوالي مليونين قبل أن تتوسط الأمم المتحدة في اتفاق سلام عام 2015.
وأوضحت الكاتبة أن القوات المنافسة تستعد على ما يبدو لحرب طولية الأمد من المرجح أن تكون «الأكثر شدة» في منطقة النيل العليا، ويمكن أن تنتشر بسهولة إلى مناطق جديدة، حسبما قالت كايس كوبلاند محللة مجموعة «إنترناشونال كرايسس».
وروت الكاتبة قصصا لضحايا الحرب الأخيرة، التي وقعت فيها عمليات تطهير عِرقي واسعة النطاق نفذتها القوات الحكومية، وأيضا عمليات اغتصاب وقتل مدنيين وحرق أطفال وهم أحياء.

حظر السلاح
كشف تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش)، أمس، عن مقتل (73) مدنياً في المعارك التي دارت في عاصمة جنوب السودان جوبا في يوليو الماضي. وقالت المنظمة الحقوقية إنها سجلت (200) حالة عنف جنسي جاءت على أساس عرقي، بالإضافة إلى نزوح (36000) مواطن إلى مقرات الأمم المتحدة ومجموعات مساعدة أخرى. وطالب دنيال بيكيلي مدير قسم أفريقيا بهيومان رايتس ووتش المجتمع الدولي بفرض حظر السلاح على جنوب السودان، بدواعي أن الاستمرار في توفير السلاح سيؤدي إلى توسيع رقعة الاعتداءات. كما طالب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالإسراع في تشكيل المحكمة المشتركة لمحاكمة المتورطين في الجرائم ضد المدنيين منذ اندلاع المعارك في العام 2013 بما فيها الجرائم التي ارتكبت في المعارك الأخيرة. وذكر بيكيلي أن فريقا من المنظمة زار جوبا بعد اندلاع المعارك في يوليو الماضي ووثق العديد من الجرائم والانتهاكات ارتكبت معظمها من قبل الجيش الشعبي الحكومي، وقال بعد سنة على توقيع قادة جنوب السودان معاهدة سلام ما يزال المدنيون يُقتلون والنساء يُغتصبن والملايين يخافون العودة إلى ديارهم.
قصص مرعبة
وسردت المنظمة في تقريرها عددا من الروايات حول انتهاكات الجيش الشعبي قائلة وفي بعض الحالات استهدفت القوات الحكومية المدنيين مباشرة بسبب انتمائهم العرقي. قال رجل، يبلغ من العمر 35 عاما، إن شاحنتين تابعتين للجيش الشعبي مليئتين بالجنود طوقتا فندق بيدالي في حي أتلبرا حيث اختبأ و27 آخرين من النوير قبل بدء وقف إطلاق النار في 11 يوليو قال طرق الجنود الباب وسألونا إن كان هناك أحد من النوير في الفندق. طلبنا من الحارس أن لا يفتح. فسألونا لماذا تخبئون النوير؟ ثم فتحوا نيرانهم علينا من أسلحتهم الثقيلة التي اخترقت الأبواب والجدران، هكذا قُتل صديقي مادينغ تشان”.وفي نفس اليوم اجتاح عدد كبير من الجنود الذين ينتمون إلى القوات الحكومية مجمعا سكنيا يضم عددا من موظفي المنظمات الدولية. وأعدموا صحفيا من النوير واغتصبوا العديد من النساء جماعيا، وضربوا عشرات الموظفين وسرقوا ونهبوا كل المجمع .ووثقت هيومن ووتش العديد من الحوادث حيث أوقف جنود النساء اللاتي يتواجدن خارج مخيمات حماية المدنيين في قواعد الأمم المتحدة لتأمين الطعام وصادروا ممتلكاتهن واغتصبوهن. في الكثير من الحالات سمع الباحثون بأن الجنود كانوا يعلقون على الانتماء العرقي للضحية أو الولاء للمعارضة المسلحة. رفعت الأمم المتحدة تقارير بأكثر من 200 حالة عنف جنسي ارتكبتها القوات المعارضة والحكومية خلال وبعد المعارك الأخيرة في جوبا.
قالت امرأة، 27 عاما، إن 5 جنود أوقفوها عندما كانت تحمل الطعام إلى مخيم حماية المدنيين في 18 يوليو “قالوا: ‘أنت تهربين الذخائر إلى رياك مشار، ثم أخذوني إلى مجمع ولكني قاومتهم فضربوني على رأسي وصدري ثم اغتصبوني وأنا أتألم. كنت حاملا بالشهر الثاني ولكني فقدت الجنين بعد ما جرى.
فشل نخبوي
وقال بيكيلي: “يملك قادة جنوب السودان الوقت ومع ذلك فشلوا بإنهاء الاعتداءات على المدنيين، فهم لا يحاولون الحد من استعمال القوة المفرط ولا ينوون محاكمة الجرائم التي يرتكبها من هم تحت قيادتهم. لم يعد هناك أي عذر للتأخير: يجب معاقبة القادة الكبار وفرض حظر تسلح. يجب أن تكون الأمم المتحدة أكثر فعالية في حماية المدنيين وعلى الاتحاد الأفريقي أن يسرع بإنشاء المحكمة المشتركة”.
وأضافت المنظمة بأن القوات الحكومية خلال وبعد المعارك، وبينما كان الناس يحاولون الهرب، قامت بتقييد حركة المدنيين برا وجوا ما زاد من شدة التوتر والخوف بينهم. وضربت قوات الأمن في 12 يوليو أحد وزراء المعارضة في جوبا. وفي 16 يوليو اعتقل عناصر الأمن الوطني رئيس تحرير صحيفة “جوبا مونيتر”، ألفرد تابان بسبب افتتاحياته التي تنتقد الطرفين ومطالبته كير ومشار بالتنحي. أُفرج عنه في 29 يوليو لأسباب صحية وهو ينتظر الآن محاكمته.
محنة الجوار
أعلنت الأمم المتحدة أن قرابة مليون لاجئ من جنوب السودان غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا من الحرب الأهلية في بلادهم إلى دول مجاورة، حيث يتكدسون في مخيمات. وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية ودول المنطقة في التعامل مع تدفق جديد للاجئين، ناجم عن الاشتباكات في جوبا بمطلع يوليو بين قوات الرئيس سلفا كير والقوات الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار.
وأوضحت في بيان: «مع اللاجئين الفارين من جنوب السودان بالآلاف، تتعرض البلدان المجاورة لمحنة، بحيث باتت تحت وطأة الجمع بين العديد من الوافدين الجدد والعمليات (الإنسانية) التي تعاني من نقص في التمويل إلى حد كبير».وتابعت: «هناك فعلا 930 ألف لاجئ من جنوب السودان في المنطقة، ويصل آخرون لتتضخم أعدادهم كل يوم».وأشارت إلى المخيم الجديد في يومبي في أوغندا مثالاً على ذلك، فهو مخطط لاستيعاب 100 ألف شخص، وأوضحت المفوضية أنه في حاجة إلى تمويل عاجل «للإسراع في نقل أكثر من 45 ألف لاجئ إلى يومبي، من مراكز استقبال تخص بالوافدين إلى الحد الأقصى وأضافت المفوضية: «عندما يعيش الكثير من الناس وسط تقارب مماثل، فإن احتمال تفشي الأوبئة مرتفع جدا. وبالإضافة إلى ذلك، قالت المفوضية إنها تلقت 20 في المئة من 545 مليون يورو ضرورية لإيواء 930 ألف لاجئ في 6 بلدان في المنطقة، ونحو 1.6 مليون من النازحين الذين يعيشون في مخيمات في جنوب السودان.

الصيحة