منوعات

اليوم العالمي للشباب.. صناع المستقبل تحت المجهر.. قدرات مهدرة


يعد الشباب صمام الأمان وقوة الأوطان، ولا ينظر إلى القادة الجدد باعتبارهم صانعي المستقبل وحسب، بل على أنهم الفاعل الاجتماعي الأهم في الواقع، والمؤثر في الحاضر وإن تعددت وتراوحت تقويمات هذا التأثير.
ويشير التاريخ الإنساني بكل إنجازاته العلمية والفكرية إلى الإمكانيات غير المحدودة للشباب في صنع الحضارة، ولا ريب في أن لديهم القدرة على تحويل الأحلام إلى حقائق، والطموحات إلى إنجازات.

احتفال محضور
وفي ظل الاحتفالات التي تشهدها البلاد والعالم بمناسبة (اليوم العالمي للشباب) الذي يوافق (12) أغسطس من كل عام نظم مركز راشد دياب للفنون الأحد الماضي احتفالية كان مضمونها تنمية مهارات الشباب برعاية شركة زين للهاتف السيار، تحدث من خلالها خبراء في مجال التنمية البشرية عن كيفية الاهتمام بالشباب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم والاستفادة منها بارتفاع معدلات الإنتاج في الحياة، وأدارت الجلسة الإعلامية سارة مهدي.

مهارات وقدرات
أكدت خبيرة التنمية البشرية أميرة عبدالحميد حمدي ضرورة الاهتمام بقدرات الشباب لأنهم الغالبية في سكان العالم. وقالت: “من هنا يصبح تنمية مهاراتهم وقدراتهم من الأساسيات حتى نتمكن من ارتفاع معدل الإنتاج في الحياة”، لافتة إلى أهمية التمكين الذي بدوره يساعد الشباب على اتخاذ قرارات سليمة وإدارة حياتهم بالطريقة الصحيحة، ويبدأ من الصغر ويمر بكل مراحل الدراسة الأولى لأنه يدعم التفكير الإبداعي والثقة بالنفس وخلق ثقافة اجتماعية، ويساهم بشكل كبير في خلق رؤية سيما في ظل انعدام الرؤية لديهم بسبب كثير المشاكل مثل أن يدرس الشاب تخصص بدون رؤية استراتيجية ويجد نفسه عاطلاً بعد التخرج.

ثقة بالنفس
فيما أشار خبير التنمية البشرية أحمد مجذوب، إلى أهمية الثقة بالنفس وتعزيزها. وقال: “المسلسلات التي يشاهدونها عبر التلفاز أكثر الأشياء التي تؤثر في الشباب وتغير طريقة تفكيرهم وتهزم العديد من القيم”، ونصحهم أحمد بتوخي الحيطة والحذر من هذا الأعمال الدرامية. وأضاف: “من أراد النجاح عليه التحكم في انفعالاته لأنها تؤثر في التفكير بطريقة إيجابية، وتفريغ الانفعالات مقدمه لحل المشكلات”، منبهاً إلى أن الإنسان يمر بثلاث مراحل في حياته (الاعتمادية، الاستقلالية والتعاملية)، وشرح بقوله الاعتمادية تلك المرحلة التي يتعمد فيها على الأسرة بداية من بطن أمه، والاستقلالية هي بداية مرحلة الشباب، أما مرحلة التعاملية هي تنمية روح الشباب.
وبعد ذلك نملكهم الخيارات ويصبح من واجبنا أن نعطي أبناءنا حرية الاختيار وحق القرار.

رغبة حقيقة
من جهته، لفت مدرب التنمية البشرية سيف الدولة لطفي، إلى أن الشباب يهتمون بجمع الشهادات من أجل الوظيفة فقط، ونحن بدورنا نحارب ذلك الجانب. وقال: “إذا كان يسعى للتوظيف أو تغيير وظيفته ما عليه إلا اتباع بعض المهارات من خلال كورسات بعينها”. وأضاف: “أما تنمية القدرات والتفكير الإبداعي حول كيف يكون إنساناً إيجابياً هذا أمر آخر”. وأوضح أن تجربتهم لم تنبئ ببشريات، فمعظم الشباب الذين خضعوا لتدريب عند تسجيلهم لم يسألوا عن محتوى التدريب وإنما كانت جُل أسئلتهم تنصب حول الشهادة وتبعية الجهة، بالإضافة إلى أننا بمساعدة شركات كبرى أنشأنا مكتبة الكترونية دعونا لها شباب الجامعات، لكن بكل أسف لم يحضر أحد، ونحن نسعى إلى من لديه القدرة على التفكير الإيجابي وقدرة على حل المشاكل ورغبة حقيقية في التعلم والاستفادة.

الخرطوم – عبد الرحمن احمد
صحيفة اليوم التالي