نور الدين مدني

إنه يتحول من النقيض للنقيض


*ترددت في الرد عليهالأنني حسبتها من طالبات التعارف في فضاءات النت‘ لكن عندما ذكرت لي أنها متزوجة من سوداني ومتابعة لكلام الناس السبت رديت عليها ورحبت بالأمر.
*لا داعي لذكر جنسيتها لكنها من إحدى دول الخليج .. كتبت لي لأنني كما قالت في رسالتها الإلكترونية من ذات البيئة الجغرافية والإجتماعية لزوجها‘ وطلبت مني عدم نشر إسمها أو جنسيتها.
*أكدت لها أنني في جميع الحالات لا أذكر أسم المرسل أو المرسلة ولاحتى الحروف الأولى من إسمه أو إسمها ولا حتى إسم الجهة أو المكان الأصلي له أو لها‘ ل خاصة وأن القضايا الإجتماعية والأسرية متشابهة رغم إختلافها النسبي من بيئة لأخرى.
*إنها س.م خليجية متزوجة من سوداني‘ قالت أنها تزوجته بعد قصة حب إنتصرت بها على رفض أسرتها للزواج من غريب‘ لكن من خلال اللقاءات المباشرة وحسن المعاملة التي وجدوها منه وافقوا على زواجي منه.
* ليس هذا فحسب – أضافت قائلة – : إضطررت للرحيل معه إلى المدينة التي يعمل بها بعيداً عن أسرتي‘ وقد عشنا سنوات الزواج الأولى في سعادة وهناء قبل أن يتبدل حاله من حال إلى اخر.
* بعد أن تخطينا مرحلة إكتشاف بواطن الاخر التي وجدت فيها أن صفاته الطيبة قد غلبت على عيوبه‘ لاحظت انه يستلطف موظفة معه ويكثر الحديث عنها حتى معي.
*لم تزعجني هذه العلاقة بقدر ما أزعجني التحول الغريب في سلوكه عقب كل مشادة بيننا‘ فإنه ينزوي على نفسه وتسوء معاملته لي بل يتجاهلني تماما.
*كما ذكرت لك إنني أحبه – والكلام مازال ل س. م – وأريد له كل الخير وأن يكون أفضل الرجال وأجتهد في أن أوفر له كل إحتياجاته‘ لكن الذي يقلقني أكثر حالة البرود واللامبالاة التي يغرق فيها في بعض الأحيان.
* إنه سريع الإنفعال ولايقبل أن يخطئه احد‘ لكنه سرعان ما يتحول من النقيض إلى النقيض .. أحياناً أحس بالندم على زواجي منه‘ لكنني سرعان ما ألعن الشيطان وأصبر على تقلباته الإنفعالية.
* هكذا جسدت شكوى الزوجة س.م جانباً من المشاكل الأسرية التي قد تترتب على زواج “الأجنبيات” – وإن كن من بيئة إجتماعية قريبة – من رجال سودانيين لأن طبيعة الرجل السوداني بحكم تنشئته في بيئة مختلفة يحتاج من الزوجة – خاصة الأجنبية – إلى تفهم أكثر وصبر أكثر للحفاظ على سفينة الزواج من الغرق.
*بدون تعميم مخل الرجل السوداني لم يتعلم التعبير عن مشاعره بصورة مباشرة و”بطنه غريقة” وكتوم‘ وعندما ينفعل يتحول إلى شخص اخر‘ لذلك قلت ل س. م إنها تحتاج للمزيد من الصبر والتفهم لطبيعة زوجها‘ خاصة وأنها إعترفت بأن صفاته الحميدة غلبت على صفاته السيئة.
* هذا لايعفي الرجال من مسؤوليتهم في تجنب أسباب التوترات والمشاكل مع زوجاتهم‘ لكن المطلوب من الزوجات عدم شد الحبل عند حدوث أي خلاف أو شكوك أو اخطاء يمكن تجاوزها بحسن المعاملة والمزيد من الإهتمام لتغذية الجوانب الطيبة و ومحاصرة تداعيات الأخطاء بالصبر وتعزيز أواصر المودة والرحمة.