يوسف عبد المنان

رسائل ورسائل


{إلى مولانا “محمد عثمان الميرغني”: أهلاً بك في الوطن الغالي.. عدت إلينا بعد غيبة وشوق لك.. ونحن منذ أحداث سبتمبر ننتظر طلعتك البهية.. فقدنا الكثير وحاقت بلادنا المحن.. والمصائب والحروب والكوارث، في غيابك تسوء الحال وفي حضورك على الأقل نشعر بالطمأنينة بأن كبير البلد موجود.. لكن سيدي “الميرغني” لما ترجع بالسلامة زور الجنينة وزالنجي.. والفاشر أبو زكريا أداب الصعاة.. والكرمك.. والجزيرة اسلانج ومروي والقرير.. وشندي والبسابير.. وإذا لم تزرنا فنحن مجبورين عليك.
{إلى “عمار السجاد” رئيس لجنة إسناد الحوار: لماذا فشلت جهود إسنادكم لحوار “أديس أبابا”؟؟ أم أن تلك (الساقطة ما بتنسد) والمقدودة (ما بتترقع) و(الممطورة) ما بتابى الرش).. فشل الإسناد في إسناد مفاوضات “أديس أبابا” هو حافز إضافي لك ولرفيق دربك “راشد” لإسناد حوار (الوثبة) أولاً من تطلعات وأحلام المؤتمر الشعبي وشح وبخل المؤتمر الوطني.. وصمت وترقب الاتحادي الديمقراطي وتردد حزب الأمة رجل في “أديس” وأخرى في “الخرطوم”.
{إلى البروفيسور “إبراهيم غندور”: كلما سمعت عن لقاءات مع مسؤولين أمريكيين لتحسين العلاقات تذكرت مقولة رددها قبل سنوات “أبو آمنة حامد”، لن يفرض الأمريكان فينا رأيهم مهما تطاول ليلهم بالأنجم، والتفاوض مع الولايات المتحدة على المصالح قبل تلبية المطالب المشروطة.
{إلى الجنرال “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم: أحداث العنف التي صاحبت تكسير وهدم منازل المواطنين في حي الشجرة تستدعي تكوين لجنة تحقيق وتحري ومحاسبة، كل من تجاوز في استخدام السلطة أو تعسف في معاملة الأبرياء قبل أن يذهب (المخبرون) بتقاريرهم إلى “جنيف” وتصدر قرارات ضد الوطن بسبب موظف صغير.. ولكن مشكلة الحكومة أنها مخلصة ووفية وحقانية وهي تدافع عن موظفيها في كل الأحيان حتى لو استدعى الأمر أن تشنق جثة من يقتله موظفوها وتبرئة سيف القاتل.
{إلى وزير العدل د.”عوض حسن النور”: من يحمي وكلاء النيابات وحراس بوابة العدل من بطش بعض المسؤولين في الدولة.. وهل واقعة اعتداء معتمد الجنينة على وكيل النيابة حقيقة أم محض خيال (واتساب)، إن كانت حقيقة ماذا أنت فاعل لحماية منسوبي وزارة يشقون مرتين بسبب طبيعة عملهم مرة.. وبسبب ضعف الراتب والامتيازات، وفوق ذلك أطلت الآن قضية من يحمي بوابة العدالة من بطش الباطشين.
{إلى مولانا “أحمد هارون”: أصبح هلال التبلدي أو قطار الغرب السريع يدهس فرق الممتاز واحداً تلو الآخر.. بدأ بهلال “الكاردينال”.. ومريخ السلاطين.. وربك يلطف بمريخ (الوالي) الغالب طوالي.
{إلى اللواء “حاتم الوسيلة” والي نهر النيل: مراكز القوى في حزب المؤتمر الوطني بنهر النيل تستمد وجودها ونفوذها من رموز في المركز وصراعات الأفيال أطاحت بالجنرال “الهادي”، حينما ترك لها الحبل على القارب وأبعدت “ود البلة” وجئت أنت بصوفية السمانية.. ومثالية القانونيين وعصاة العسكريين، فكيف تخوض في وحل الولاية التي (70%) من القيادات الفاعلة تنحدر منها.. وهم جماعة ولكن قلوبهم شتى ومصالح عدة.. وما يفرقهم القليل ويجمعهم الكثير.
{إلى الأمير “أبو القاسم الأمين بركة”: للرئيس “البشير” ارتباط خاص بالمجلد وبابنوسة والفولة ولقاوة والنهود وبندة، عاش في تلك المناطق.. ويعلم صغيرها وكبيرها.. يعود الرئيس الأسبوع القادم (لدينقا أم الديار) وقد تعافت من الحرب والصراع القبلي.. وصراعات القيادات بين الأقطاب المتنافرة.. وبدأت الولاية تخطو نحو التعافي النفسي والبدني.. ولكن هل المشروعات الكبيرة ستجد حظها من الدعم الاتحادي أم تعتمد الولاية على عائدات البترول التي ذهبت لسنوات قادمات لجيوب السماسرة قبل مجيئك للفولة.