منوعات

سياحة “البوكيمون”.. آخر صرعات اللعبة الشهيرة, هل أنت مستعد لها؟


من المستحيل أن يوجد من لم يسمع بلعبة “بوكيمون غو” حتى الآن. البوكيمون غو وهي تبحث عن أهدافها داخل العالم الحقيقي، تمّ تحميلها لأكثر من 100 مليون مرة على google play فقط. في هذه اللعبة، يفتّش اللّاعبون عن شخصياتهم المفضلة (البيكاتشو)، ثمّ يقومون بإرسالهم لخوض المعارك في البوكيمون.

بعض البوكيمونات لا يتمّ الحصول عليها إلا في أماكن معينة من العالم، لذا من يصرّ من اللاعبين على الحصول عليها جميعاً، لا بدّ له من السفر.

هذا ما جعل أمر السفر يتّخذ معالم جديدة. فقد وجدت الكثير من شركات السفر نفسها فجأة أمام حشود من اللاعبين الذين يحدّقون في هواتفهم الذكية. في البداية، تمّ تعيين الحانات والمقاهي لتكون أماكن (الطُعم) للبيكاتشو، وهي خاصيّة في اللعبة تسمح لهم بجذب المزيد من البوكيمون، وبالتالي المزيد من اللاعبين.

ترويج “بوكيموني”

أمّا الآن فقد كثّفت صناعة السفر الأمور وأصبحت اللعبة هوساً عند الكثيرين. يتمّ بيع المدن على أساس تركيز البوكيمون والبيكاتشو فيها. كما ظهرت جولات سياحية تسمح باصطياد الوحوش النادرة. وباتت الفنادق تروّج لأنفسها من خلال الزعم بأنّ الضيوف لا يحتاجون حتى لمغادرة السرير للقبض على بلباسور عابرة. ويبدو أنّ اللّاعبين باتوا يضعون خطط سفرهم بما يتكيّف مع ظروف اللعب.

قد يبدو الأمر غير ذي صلة بالمسافرين من رجال الأعمال، إلا إذا كانوا هم أو أبناؤهم من الشغوفين بالتقاط بعض البوكيمون الجديدة أثناء رحلاتهم. ولكن يعلّق البعض بأنّ رحلات العمل نفسها، يجب أن تعتمد على نوعٍ من الوظائف تتناسب مع اللعبة.

جانب مفيد للعبة

تجمع بوكيمون غو بين اللعب واستخدام الخرائط والواقع بطريقة تقدّم أقصى مساعدة لمحاربي الطريق. إذ تهتمّ اللعبة بالأماكن الواقعية مثل اهتمامها بتلك الافتراضية. حين يقوم اللاعبون بالسفر، لا يجمعون فقط ما يودّون جمعه للعبة، بل يزورون ويتفاعلون مع أماكن حقيقية أثناء اللعب.

مع زيارة اللاعبين لتلك الأماكن تتكوّن لديهم ذاكرة بعيدة عن تلك الأماكن، التي تسمح لهم اللعبة أن يصبحوا رؤساء لها. قد يتذكّر اللاعب أيضاً الإثارة التي تعرض لها أثناء اللعب باستخدام تطبيقات تحاكي الواقع مثل layar والتي تسمح للاعبين بمعرفة أسماء الأماكن والمشاهد التي تظهر بالفعل على شاشة الهاتف. ذلك التأثير الذي أحدثته لعبة البوكيمون غو في غضون أسابيع قليلة، لم يحدثه أي اختراع آخر.

رغم أن اللعبة ليست أكثر من مجرّد هوس، لكنها قد تكون دفعةً جيدة لابتكار تطبيقات مفيدة تساعد المسافرين على التفاعل مع بعضهم البعض.

على سبيل المثال، قد يستخدم مساعد السفريات موقعك لإرشادك داخل المدينة من اجتماع إلى آخر، مع ضمان أنك ذهبت إلى المكان المناسب في الوقت المناسب، ومع عرض المعلومات التي قد تفيدك. كل هذا يمكن عرضه على الشاشة باستخدام الأدوات ذاتها التي تدعم بوكيمون غو.

يمكن كذلك تعزيز الشبكات الاجتماعية بالسماح للمسافرين بعرض آرائهم عن الأماكن التي قاموا بزيارتها، بمجرّد توجيه الهاتف إليها. من الممكن أن يسمح هذا بالمزيد من فرص التواصل وتبادل المعلومات على الطريق.

محاذير

لا يخلو الأمر من بعض المحاذير. لقد تمّ بالفعل إجراء العديد من المحاولات لهكذا ابتكارات.

Google glass هو الأكثر بروزاَ من بين المحاولات الفاشلة لإحداث ثورة في كيفية تفاعل الناس مع العالم من حولهم. ومع ذلك فقد أثبت بوكيمون غو أنّ ثمّة سوقاً لمثل هذه التطبيقات، رغم أنّ نجاحها سيجرد الهواتف الذكية من الجانب المفيد فيها، وسيجعل منها مجرد لعبة.

على أيّ حال يبدو أنّ عدد الأشخاص الذين سيحدّقون في هواتفهم أثناء السير في الشوارع، سوف يزداد في المستقبل.

هافغنتون بوست