منوعات

قناة سودانية 24 المسافة بين الفكرة و الخبرة


لم يكن أمام صاحب قناة 24 سودانية والتي بدأت بثها الرسمي يوم الجمعة 19/أغسطس، سوى خيار واحد عندما قرر إعلان هوية قناته الجديدة، وهو أن يعلنها اقتصادية، فالرجل بحكم عمله، مستثمر في المشاريع الزراعية.. وصاحب شركات تعنى بكل ما يتعلق بالزراعة من مدخلات إنتاج ومشاريع زراعية، وجد نفسه يختار عنواناً وهوية اقتصادية، خاصة وأن قناة النيل الأزرق والتي يملك الحصة الأكبر فيها .. الطابع والسمة الأبرز في برامجها منوعات.
وحسب الكوباني فإن وجدي ميرغني صرح من قبل، عن نيته إنشاء قناة اقتصادية تكون امتداداً للنيل الأزرق ضمن مشروع إعلامي كبير، الكوباني سبق وأن بث مخاوفه من الخسارات المادية التي يمكن أن يتلقاها صديقه وجدي ميرغني في حال أصبح شريكاً في النيل الأزرق لأنها شهدت تراجعاً مادياً ولم تعد رابحة، ونفس المخاوف طرحها آخرون شركاء لوجدي عندما قرر إنشاء 24 سودانية، إلا أن الكوباني أشار إلى قدرة الرجل في النجاح في حال صمم على أمر.

*جذب الجمهور
لكن التصميم وحده لن يكون كافياً لنجاح عمل إعلامي يحتاج إلى الاستمرار والاستقرار والهوية والقدرة على جذب الجمهور وهو المحدد لنجاح القناة من عدمها ونجاح أي قناة كما قال الشفيع عبدالعزيز لآخر لحظة يعتمد على هوية القناة نفسها وطبيعة رسالتها وماذا تريد أن تقدم، الشفيع يرى أن تحقيق نسبة مشاهدة عالية لأي قناة متخصصة يعتمد على أدوات الجذب والابتكاروإنتاج برامج لها علاقة بالتخصص، شريطة أن تقدم في قالب متنوع.
وأشار إلى أن القنوات الاقتصادية يمكنها تناول كافة مناحي الحياة بطرق شعبوية سمتها طابع البيت وتبعد نفسها عن صرامة المادة المقدمة خاصة إذا كانت اقتصادية، هذا إلى جانب ملامسة نبض الشارع والبيت، وفي حال أرادت المنافسة يجب أن تتوفر على مراسلين ينقلون الحدث من موقعه، الشفيع أكد أن الخبرة في المؤسسات الإعلامية ليست مرهونة بتاريخ إنشاء القنوات بقدر ما تعتمد على خبرة الكادر الذي يعمل في القناة.

*سؤال مفتوح
قناة 24 حددت وجهة برامجها من خلال البث التجريبي والتصريحات التي قالتها إدارتها، فالملمح العام اقتصادي لكن يبقى السؤال مفتوحاً: هل الكادر الذي يعمل فيها الآن والمستجلب من النيل الأزرق والقومي عمل في مجالات البرامج الاقتصادية؟.. الشاهد أن معظمهم عمل في برامج المنوعات، فهل بمقدورهم قياس المسافة بين البرامج ذات الصبغة الاقتصادية وطرحها في صورة منوعات، لأن أي قناة حسب متخصصين، إذا عملت في اتجاهات متباعدة سيحدث فيها شرخ وخلل برامجي، ونصحوا بضرورة أن تعمل القناة وفق إيقاع موحد تتقارب فيه روح البرامج والأفكار.
وعند سؤالنا لأحد المتخصصين الذي فضّل حجب اسمه، عن أهمية الخبرة قال: لا بد أن تتوفر الفكرة قبل الخبرة، لأن المشاهد يحتاج إلى برامج مبتكرة ونوعية في ظل سوق عالمي شديد التنافس، مع ضرورة وجود الشكل الفني الذي ينبغي أن يقدم من خلاله المحتوى الذي يجذب المشاهد ويتوافق مع ذوقه واهتماماته.

صحيفة آخر لحظة