تحقيقات وتقارير

السودان بين واقعية جوبا وشرعية إيغاد


يكشف تغير موقف الحكومة السودانية من استقبال نائب رئيس دولة جنوب السودان الجديد تعبان دينق في الخرطوم مقدار البراغماتية السياسية التي تتبعها تجاه الأزمة في جارتها الجنوبية.

وضعت حكومة جنوب السودان الخرطوم أمام خيارين أحلاهما مر، حين أرسلت جوبا نائب رئيسها الجديد تعبان دينق إلي العاصمة السودانية التي أعلنت من قبل رفض استقباله، امتثالا لقرارات أفريقية تجعل من تنصيب المسؤول الجنوب سوداني تصرفا غير شرعي.
وفرضت حكومة جوبا -كما يقول متابعون- وصول نائب رئيسها إلى الخرطوم أمرا واقعا رغم تمسك الأخيرة بشرعية رياك مشار النائب الأول السابق للرئيس سلفا كير ميارديت.

ولم تجد الحكومة السودانية غير القبول بذلك الواقع على مضض حينما حاولت التحفظ على موقفها بعد وصول المسؤول الجنوب سوداني بقولها إن ما يجري في جنوب السودان أمر داخلي لا علاقة للخرطوم به.

ووفق وزير الدولة بالخارجية السودانية عبيد الله أحمد عبيد الله فإن ما يجري في الجنوب هو شأن داخلي لا يعني السودان في شيء وإن السودان يتعامل مع المنصب وليس مع الأشخاص”.

أما وزير الدولة بالخارجية السودانية كمال الدين إسماعيل فأكد أن ما يجرى في جنوب السودان “قضية داخلية والحكومة السودانية ليست طرفا في ما يجرى أو من يكون نائبا للرئيس أو غيره”.

وكانت الخرطوم رهنت تعاملها مع الحكومة في دولة جنوب السودان بعودة رياك مشار إلى منصبه نائبا أول للرئيس وفق قرارات دول إيغاد، ولكن على أثر عقب التطورات الأخيرة بجوبا نائب رئيس دولة جنوب السودان.

وقال وزير الدولة بالخارجية السوداني عبيد الله محمد عبد الله الأسبوع الماضي إن السودان “لن يجد مجالا للتعامل مع أي حكومة تخرج عن تنفيذ اتفاق سلام الجنوب”. مشيرا إلى أن الاتفاق “ينص صراحة على تعيين رياك مشار نائبا أول”.

وأكد عبد الله أن إيغاد والاتحاد الأفريقي اتفقا على اعتماد حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الحكومة الرسمية لدولة جنوب السودان وأن أي تعامل “مع جسم مواز يعد خروجا عن هذه الاتفاقية، والسودان لن يكون سعيدا باستقبال أي شخصية خارج إطار تنفيذ الاتفاق”.

ويرى الكاتب والمحلل أنور سليمان أن الخرطوم “وجدت نفسها في مأزق كبير، فهي ملتزمة بقرار مجموعة إيغاد وفي الوقت نفسه مجبرة علي التعامل مع ما فرضته جوبا من واقع والحكومة السودانية باستقبالها تعبان دينق قد فكرت في مصلحتها وربما موقفها لم يكن مبدئيا بالأساس”.

ويذهب المحلل السياسي أحمد علي عبد الرحمن في هذا الاتجاه قائلا إن الخرطوم “اضطرت للتعامل مع واقع الحال في جوبا لمصالحها الممثلة في البترول الجنوب سوداني وكسب جوبا ومنعها من دعم المتمردين السودانيين”.

وأضاف أن سياسة الخرطوم تجاه جوبا “ظلت متأرجحة على الدوام، وبالتالي فإن موقفها الحالي ربما يعني نظرة جديدة للتطورات لدى الجار الجنوبي”.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
المصدر : الجزيرة


تعليق واحد

  1. شكرا للخرطوم لكن ضمان ما عندكم زى الزول البيكون محتار وفجاة يشرب ليه مديدة ساااااااقطة ويشوف الحياة وردية …لكن نسوى شنو !!!!!