رياضية

دعك من الإحصائيات .. هذا ما لاتعرفه عن “العنصر الخفي” في اللعبة!


سدد هذا اللاعب 100 تسديدة على المرمى، سجل 40 هدفاً وصنع 20 “أسيست”، مع أكثر من 60 فرصة للتسجيل، هكذا تدار أغلب صفحات التواصل الإجتماعي الخاصة بفرق ونجوم كرة القدم، لدرجة أن جائزة “البالون دور” نفسها أصبحت مرتبطة أكثر بالأرقام والإحصاءات، مع ذهاب أنصار كل لاعب إلى هذا الباب لإثبات وجهة نظر أو الوصول إلى دليل ما بالأحقية.

العنصر الخفي
ليس من العدل أبداً الحكم على أي لاعب بلغة الأرقام فقط، صحيح أنها مهمة في الكرة الحديثة، لكنها تظهر فقط الناتج “النهائي” في المعادلة، مع نسفها لكافة العناصر الأخرى، رغم أن أبجديات التكتيك ترتبط بالتمركز والتحرك على حد سواء، لذلك يمكن للمدرب وضع خططه على لاعب لا يسجل أو يصنع، بل لا يلمس الكرة كثيراً، فقط لأنه يعرف كيف وأين ومتى يقف في المكان المثالي.

يقول ساكي عن أهم عناصره الخططية، “كل لاعب داخل المستطيل الأخضر يجب أن يفكر في أربعة أمور، الكرة، المساحة، الخصم، والزميل. كل جزئية تحدد أين يجب أن يتحرك اللاعب في الحالة الدفاعية، وأين يمرر في الحالة الهجومية”، وبالتالي يستطيع الفريق الوصول إلى مرمى منافسيه، بعد إجبارهم على التحرك أملا في خلق فراغات ممكنة.

تزيد الرغبة في اختراق الدفاعات المتكتلة أمام الفرق الهجومية، وتقل النجاعة التهديفية لسببين، الأول خاص بعدم وجود صانع لعب متأخر، كما يحدث مع ليفربول حاليا، ذلك أن القاعدة تؤكد أهمية اللاعب الممرر أمام الفرق الخلفية، بينما السبب الثاني يرتبط أكثر بالتحركات الذكية، وملأ الملعب بقطع غير ثابتة، حتى لا تكون طريقة اللعب متوقعة.

الكالتشيو
يتفوق الدوري الإيطالي في قوة دفاعاته، وتتعقد الأمور أمام أي مهاجم يريد المراوغة في موقف 1 ضد 1، حتى بعد قيامه بالمرور، فإن المساحات قليلة مقارنة ببطولة مثل الدوري الإنجليزي، لذلك مهمة تسجيل الأهداف أصعب كما قالها من قبل المدير الفني الحالي لنابولي، ماوريزيو ساري.

في مباراة يوفنتوس وفيورنتينا في قمة الأسبوع الأول من الكالتشيو، جاء اللقاء متوازنا إلى حد كبير، حتى قيام أليغري بإشراك إيغوايين على حساب ماندزوكيتش، مع الحفاظ على نفس طريقة اللعب 3-5-2 التي تتحول في الشق الهجومي إلى 3-4-3، بصعود سامي خضيرة إلى منطقة الجزاء كلاعب “بوكس” حر، بالتبادل مع ديبالا خلف المهاجم المتقدم الوحيد في الأمام.

قام الأرجنتيني غونزالو بدور محوري في لقطة الفوز، لا يتعلق الأمر أبدا بأنه صاحب الهدف أو حتى “الأسيست”، ولكن تبرز قيمة إيغوايين في تحركاته المثمرة، حيث إنه يطلب باستمرار الكرة، ويتجه بشكل قطري من اتجاه إلى آخر، لذلك يلهث خلفه المدافعون مما يجعل الفراغ متاحا أمام لاعب زميل، هكذا هو الدور المكمل للمهاجم الجديد، التهديف وفتح زوايا أخرى له.

اللاعب الحر
تحدث الخبراء عن قيمة الأظهرة ولاعبي الوسط في نظام غوارديولا الخططي مع مانشستر سيتي، لكن هناك أهمية مضاعفة لصناع اللعب في هذه التركيبة، لذلك وصف ويلسون كلا من دي بروين ودافيد سيلفا بأنهما بمثابة الترمومتر الحقيقي للفريق السماوي هذا الموسم، بسبب القيمة الكبيرة للتحركات في وبين الخطوط خلال الثلث الهجومي الأخير.

لعب ستوك بجرأة أمام السيتي هذا الأسبوع، وكان قريبا بشدة من تحقيق التعادل، لكن النيجيري إيهيناتشو قلب المباراة تماما بعد نزوله، لأنه أعطى فريقه زيادة عددية في المنتصف، وساهم بتحركاته في تقليل العبء الناتج عن ضغط الخصم، لذلك وصل السيتي إلى النقاط الثلاث، ليس بسبب أهداف نوليتو أو صناعات ستيرلينغ، ولكن لأن هناك لاعبا يقوم بالتحضير لما قبل اللمسة الأخيرة.


ميسي الآخر
لا يتوقف ليونيل ميسي عن الإبداع، وبعد تألقه في التسجيل سابقا، لعب الأرجنتيني دوراً أكبر مؤخراً في ما يتعلق بصناعة اللعب، لدرجة أنه يبدأ الهجمة في بعض الأحيان من أسفل المنتصف، وكأنه لاعب وسط صريح في المركز 6 بالملعب. ويعتمد لويس إنريكي في لعبه على ثلاثي المقدمة لتسجيل أكبر قدر ممكن من الأهداف.

لكن العمل لا يكتمل بالتهديف فقط، لأن لاعبي الوسط يقومون بعمل محوري، يستلم ميسي الكرة من اليمين، يدخل بها أو يمررها إلى الظهير المتقدم، الذي يلعبها بدوره إلى سواريز، ومن دون دينيس وراكيتيتش، كل شيء سيتوقف قبل الوصول إلى صندوق العمليات، لأن هذا الثنائي يقطع من الوسط إلى قلب الهجوم، لحجز المدافعين وكسر نسق دفاعات المنافس.

حصل ليو على دعم إضافي بعد تمريرة سحرية، وسجل توران أول أهداف برشلونة في الليغا، مع صناعة مميزة للظهير ألبا، ومع كامل الاحترام والتقدير لهذه الكوكبة الرائعة، فإن مدافع الفريق الأندلسي كان بمقدوره تشتيت الكرة لولا تحرك دينيس سواريز، الجزء المنسي من المنظومة الناجحة.

العربي الجديد