تحقيقات وتقارير

تعليم البنات.. انعكاس إيجابي على الأسر والمردود التنموي.. استثمار المراهقات


تقدمت المرأة الصفوف على المستويات الإقليمية والأفريقية والعربية كافة، بجانب تميُّزها في المجالات العلمية والأدبية منذ ستينيات القرن الماضي، وبدأ تعليم المرأة في السودان في العام 1907، وكان قبول أول دفعة طالبات بالجامعة سنة 1931، وعقب ذلك عملت فتاة لا يتجاوز عمرها 14 عاما معلمة، وكانت عضواً مؤسساً لاتحادالمعلمين، ومن ثم ترأسته في العام 1951.
في غضون ذلك، احتفل المجلس القومي للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان باليوم العالمي للسكان، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم إدارة تعليم البنات يوم الاثنين الماضي بمدرسة الخرطوم النموذجية للبنات، تحت شعار (الاستثمار في تعليم الفتيات فرصة تنموية)، بمشاركة كبيرة من الطالبات والمعلمات وعدد من مسؤولي التعليم بولاية الخرطوم، إضافة إلى عدد من المهتمين بالشأن والأجهزة الإعلامية، وبذلك شارك السودان دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للسكان، استجابة للتحديات التي تواجهها الفتيات، من قبل المجتمع من زواج وحمل مبكرين، وما يترتب عليهما من مشاكل صحية، وانقطاع عن التعليم، وبالتالي تفقد فرص استغلال طاقاتها الكامنة في تكوين أسرة مستقرة والمساهمة في تنمية بلادها.

ما قبل النافذة
وسبق أن تواثق قادة دول العالم على أجندة التنمية المستدامة في سبتمبر العام الماضي، كإطار تنموي عالمي للخمسة عشر عاما القادمة حتى 2030، بيد أنها أشارت بوضوح إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يرتكز أساسه عى مقدرة الدول في الاستثمار، من أجل توفير فرص التعليم وخدمات الصحة النوعية للمرأة، إذ أن الاستثمار في الشباب بصورة عامة والفتيات بصورة أخص يمثل أفضل استثمار لتحسين حياة الأجيال المقبلة، وذلك للأهمية الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لذات الفئة.
من جهتها، كشفت دراسات أن التركيبة العمرية لسكان السودان تشير إلى أنه يمر بمرحلة سكانية فريدة، حيث أضحى غالبية سكانه من فئة الشباب دون 25 سنة، يعادل نسبة (60%)، وبالمقابل هناك إقبال أعداد مقدرة من السكان على الزواج والإنجاب نتيجة لسنوات طويلة من الخصوبة المرتفعة التي تبلغ الآن (5.2) وهو ما يعرف بمرحلة ما قبل النافذة.

دور الفتيات
وفي السياق، قالت الأمين العام للمجلس القومي للسكان دكتورة لمياء عبد الغفار إن المجلس يُحوِّل البيانات التي يتم الحصول عليها إلى احتياجات حقيقية من صحة ومياه وتعليم، مؤكدة أن الاستثمار في الفتيات يعد خطوة مهمة، مشيرة إلى الدور الكبير الذي تؤديه الأسرة نحو الفتيات ودورهن في مواجهة تيار ثقافات، مشيدة بدور الفتيات في توعية الأسر وصحتها. وأضافت: “عليهن التعامل مع ثقافات وفق القيم والعادات”.

تكافل رسمي وشعبي
من جهة أخرى لا تزال الهجرة الداخلية واحدة من الهموم السكانية في السودان، وهي تنتشر في أوساط الذكور في الفئة العمرية (25 – 40) سنة، وبدورها تقلل من نيلهم للخدمات الأساسية من صحة وتعليم، ما ينعكس على مردودهم التنموي في البلاد. ويرجع ذلك إلى القصور في نشر الثقافة السكانية بين فئات المجتمع المختلفة، إذ لابد من ترسيخ الثقافة السكانية في هذا اليوم، بالدعوة إلى تكافل الجهد الرسمي والشعبي للتصدي إلى المشاكل السكانية بهدف إعداد جيل قادر على مواجهة إفرازات الجهل والفقر والمرض، التي تنجم نتيجة انعدام الثقافة السكانية، ويؤكد الصندوق أهمية البيانات السكانية للتخطيط واتخاذ قرارات جيدة ومدروسة كون الأرقام تبين لصناع القرار الاحتياجات الراهنة والمستقبلية، وتساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن وضع سياسات وبرامج للحد من الفقر والجوع، علاوة على النهوض بالتعليم والصحة والمساواة بين الجنسين وتحقيق الصحة الإنجابية.

القضاء على العنف
في مجرى الحديث، أشارت الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان لينا موسى إلى أن ختان الإناث وزواج الطفلات يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة. وطالبت بضرورة الوقوف معهن وتمكينهن ريثما يُحظين بنصيبهن من الخدمات الأساسية، وبالمقابل ينعكس إيجابا على أسرهن ومردودهن التنموي. وأكدت أن ختان الإناث والزواج المبكر من أهم أولويات عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، كونه يعمل على تعزيز الصحة الإنجابية للنساء والفتيات. واستطردت: يسعى الصندوق بجدية تامة للقضاء على العنف المبني على أساس النوع وانعكاساته المتمثلة في ختان الإناث وزواج الطفلات. وزادت: الاستثمار في المراهقات بالسودان يساهم بصورة كبيرة في مساعدتهن في إدارة شؤون الأسرة وتربية الأبناء في المستقبل، وبالتالي المساهمة في تنمية المجتمع.

الخرطوم – خالدة ود المدني
صحيفة اليوم التالي