تحقيقات وتقارير

صور الفتيات في مواقع التواصل.. مخاطر تهدد الأسر.. انفراط العقد


في ظل التطور الماثل في وسائل التواصل الاجتماعي من “فيس بوك وواتس آب” تغيرت بعض المعايير من حولنا بالرغم من العادات والتقاليد المتعارف عليها، التي باتت مغايرة مع الثورة الهائلة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
واللافت للنظر أن بعض الفتيات أصبحن يضعنّ صورهنّ في (بروفايلات) حساباتهنّ على “الفيس بوك” دون حياء، وفي بعض الأحيان يستخدم شخص حسابا آخر ليضع صورة فتاة ما يتجاذبون حولها أطراف الحديث خيراً وشراً.

غير مؤهلة
لم يقتنع منتج ومعد برنامج قناة الخرطوم سموأل عشيري بأن العادات السودانية تلاشت لدرجة الجرأة في إنزال البنت صورها الخاصة في حساب يصادقها فيه الآلاف أو قروب عام مختلط، ويرى أن الفتاة التي تقوم بذلك غير مؤهلة لأن تكون ربة منزل وزوجة، فالتي لا تستطيع المحافظة على أمورها الشخصية يصبح من الصعب عليها المحافظة على منزلها، وتساءل سموأل: هل وصلت العادات والتقاليد لمرحلة عرض الفتيات أجسادهنّ للرجال؟ وهل ذلك بغرض العثور على زوج؟ وختم حديثه بأن ما يحدث ليس إلا نتيجة لعدم الرقابة على صفحات الفيسبوك وقلة الإيمان كما أن كثرة الاختلاط في الجامعات أحد الأسباب.

شركات كبرى
ويعتبر المغترب زياد عمر إنزال الصور على مواقع التواصل الاجتماعي من أكبر الأخطار التي تهدد الأسر السودانية والمجتمع، واستنكر استعراض البنات لأنفسهن وتساءل بغضب: ما هذا الجنون؟ وأي مافيا التي تدير مثل تلك المواقع التي ترعى تلك الصور في إنزال (مسابقه أجمل زمام وأجمل ثوب) وغيرها وتقوم بدفع مبالغ مالية كبيرة مقابل ذلك لماذا وماذا تستفيد الفتاة من ذلك والكارثة الأكبر أن تكون متزوجة، وقال زياد: “هل يعقل أن تنزل فتاة صورتها مقابل “100” دولار، أو رحلة إلى دبي، ولفت إلى انعدام الرقابة وسط الأسر وتساءل أين هم من كل ذلك؟”

اختراق حساب
أشارت المنتجة والمعدة بقناة الخرطوم أماني بخيت إلى أن هناك كثيرا من الأشخاص يخترقون حسابات اخرين بنشر الصور، وحذرت الفتيات من عدم نشر صورهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت: “بفعل التطور التكنولوجي والتقني أتيحت الفرصة لذوي النفوس الضعيفة وهوات الفضائح من تغيير الصورة حتى وإن كانت محترمة، واستغلال الصور بطريقة مخلة.

تغيرات كبيرة
في ذات الصدد ذكرت منى ـ ربة منزل لم يعد العيب عيباً في هذا الزمان، هكذا ابتدرت منى “ربة منزل” حديثها، وقالت: “تغير الزمن عن سابقه، واختلفت طريقة تفكير البنات والأولاد بشكل مريع، وأضحى الخطأ صح، وأمر عادي”، وأضافت: حتى الاستحياء صار رجعية في هذا الزمن الأغبر، ورغم العواقب التي تأتيها جراء وضع صورتها على تلك المواقع التواصلية إلا أنها تصر على ذلك، ولم تنتبه حتى إلى أنها يمكن أن تجلب لها العين لأن هناك كثيرين لا يذكرون اسم الله ويكتفون بقول (البت قرض).

فتنة جاهزة
أما الصديق ياسين فنصح الفتيات بعدم وضع صورهنّ على تلك المواقع الإسفيرية، وعلل ذلك بقوله: “هذه الصور تقود إلى الفتنة وفي أغلب الأحوال تغرد الأسر خارج السرب ولا تعلم بهذا العرض المجاني الذي يجلب لهنّ العار، ونبه الفتيات مؤكداً أنه لا يمكن أن يتجرأ شاب على الارتباط بفتاة تنشر صورتها على الفيس بوك.

فوتوشوب
أكدت الخريجة نهلة عز الدين أن الفوتوشوب يلعب دوراً كبيراً في تغيير الصور التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، وتقول: “أي فتاة حريصة على سمعتها لا تنزل صورتها عر هذه المواقع وإن وجدت الإطراء وعلامات الإعجاب في ذلك الوقت فستجد ما لا تحمد عقباه لاحقاً”.

الفتاة هي الخاسرة
يرى استشاري الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي د. أمين علي عبد الرحمن أن هناك فتيات يغلب على طبعهنّ حب الظهور متى ما وجدن متنفساً لذلك، وقال: “عندما يكون المتنفس في مواقع التواصل الاجتماعي يعتبرنّ ذلك فرصة كبرى لعرض صورهنّ بمختلف الأوضاع التي ربما تتجاوز حدود عادات المجتمع، سيما وأن هذه المواقع بها كم هائل من الأعضاء الذين يشاركون ويتفاعلون بالتعليقات التي تأتي أغلبها مشجعة على عرض المزيد من الصور، ولا يعلمنّ أن وراء هذا التشجيع دوافع غير شريفة”.

وأشار د. أمين إلى أن دوافع الفتيات في عرض صورهنّ تختلف بين الباحثة عن تسويق لنفسها أو باحثة عن فرص عمل تستلزم عرض نفسها بهذه الطريقة، أو لتحدي بينها وبين صديقاتها لمنافسة في المؤهلات الجسدية والملابس، أو لإثارة غرائز الشباب والضحك عليهم من خلف الشاشة، وفي كل الأحوال الفتاة هي الخاسرة.

صحيفة اليوم التالي