عالمية

الصينيون يسيطرون على مزيد من الشركات الكبيرة في إسرائيل


يواصل الصينيون الانقضاض على سوق الاستثمار في إسرائيل، حيث كثفوا من وتيرة شرائهم الشركات الرائدة في الاقتصاد الصهيوني.
كما سيطروا بالفعل على عدد من الشركات الإسرائيلية الكبيرة.

وقد كشف النقاب أمس عن قيام شركة “يانغو” الصينية بشراء شركة التأمين الإسرائيلية “هفنيكس”، التابعة لمجموعة “ديلك”، والتي يملكها الملياردير الإسرائيلي إسحاق تشوفا، وبلغت قيمة الصفقة 1.95 مليار شيكل (800 مليون دولار).

ومما يدلل على حماس الشركة الصينية للاستثمار في إسرائيل ما ذكرته صحيفة “ذي ماركير” الاقتصادية أمس من أن المبلغ الذي دفعته “يانغو” يفوق قيمة أسهم “هفنيكس” في بورصة تل أبيب بـ 63%.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصينيين سيطروا حتى الآن على 30-40% من قطاع التقنيات المتقدمة في إسرائيل.

وقال المحامي جدعون فينشطوك الذي يدير مكتب استشارات قانونية للمستثمرين الأجانب، إن إقبال الشركات الصينية على الاستثمار في السوق الإسرائيلي يأتي على الرغم من حالة التباطؤ في النمو التي يعاني منها الاقتصاد الصيني حالياً.

ونقلت “ذي ماركير” عن فينشطوك قوله: “تحديداً بسبب التباطؤ تتجه الشركات الصينية للاستثمار في إسرائيل، وهذا يدلل على أن الاقتصاد الصيني لم يتوسع لدرجة تسمح باستيعاب هذه الشركات”.

واستحوذت شركات صينية حتى الآن على معظم أسهم شركة “أدما”، المختصة بتطوير وإنتاج وتسويق المواد الكيماوية، وشركة المنتوجات الغذائية العملاقة “تنوفا”، وشركة “حيفا للمنتوجات الكيماوية”، بالإضافة إلى عدد كبير من الشركات المختصة بالتقنيات المتقدمة.

وفاز المستثمرون الصينيون مؤخراً بعقد لبناء ميناء ضخم آخر على شاطئ أسدود، وهو مشروع يعد من المشاريع الاستراتيجية، كما أنهم حصلوا على امتياز إدارة الميناء الجديد في حيفا، إلى جانب فوزهم بعقد حفر نفق لتدشين قطار بين مدينتي كرمئيل وعكا، شمال فلسطين المحتلة.

من ناحيته قال الخبير الاقتصادي الدكتور أدام روتر إن الصينيين يعتمدون على عنصر السرية في إبرام الصفقات السرية لتقليص مستوى الاعتراض الداخلي على شراء الشركات، من خلال انتداب ممثلين لهم في إسرائيل يقومون بالبحث عن فرص الاستثمار ودراسة الجدوى ومحاولة التوصل للصفقات بعيداً عن أعين الصحافة.

وفي مقال نشرته مؤخراً صحيفة “كالكيست” الاقتصادية يشير روتر إلى أن قوة إسرائيل “الناعمة” وسمعتها كرائدة في مجال التقنيات المتقدمة وتوظيف الفضاء الإلكتروني زاد من دافعية الصينيين للاستثمار في إسرائيل.

وحسب موقع “الاستثمارات الصينية في إسرائيل” الذي يعنى بتقديم معلومات حول الاستثمارات الصينية في إسرائيل، فإن معظم الشركات الصينية التي تستثمر في إسرائيل هي شركات حكومية، وتعمل بناء على الخطة الخماسية الـ12 التي وضعتها حكومة بكين، والتي تنظم الاستثمارات الصينية الحكومية في العالم.

وأشار الموقع إلى أن الخطة الصينية وجهت الشركات الحكومية للاستثمار في مجالات استراتيجية، مثل: التقنيات المتقدمة، التكنولوجيا الحيوية، مرافق تعنى بإنتاج منتجات تكنولوجية متقدمة، تطوير مواد للصناعة، طاقة بديلة. وحسب الخطة، فإن الحكومة الصينية خصصت مبلغ تريليوني دولار للاستثمارات في الخارج.

وأكد الموقع أنه على الرغم من أن معظم الاستثمارات الصينية تتجه للولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن نسبة معتبرة منها تتجه إلى إسرائيل بسبب التقدم الذي أحرزته في مجال التقنيات المتقدمة.

وأشار الموقع إلى أن الحكومة الصينية تحرص على التدخل بشكل مباشر في عقد الصفقات من خلال الاتصال بممثلي وزارات الاقتصاد والصناعة والتجارة والخارجية في تل أبيب. وأضاف الموقع أن الاعتبار الاستراتيجي الذي يوجه الحكومة الصينية هو توظيف التغلغل في سوق التكنولوجيا الإسرائيلي لصالح البيئة الصناعية الصينية.

وقدر الموقع قيمة الاستثمارات الصينية في إسرائيل بعشرة مليارات دولار.

واستدرك الموقع أن هناك عدداً من رجال الأعمال والشركات الصينية الخاصة تعمل في مجال الاستثمار في السوق الإسرائيلي.

وبخلاف الشركات الحكومية وشبه الحكومية الصينية فإن الشركات الصينية الخاصة لا تركز فقط على الاستثمار في إسرائيل في القطاعات التي ينظر إليها من قبل حكومة بكين “استراتيجية”، بل إنها تستثمر في مجالات أخرى، مثل قطاع التأمين وقطاع الخدمات، والإنترنت والصناعات التقليدية.

وتجري إسرائيل والصين حالياً مفاوضات حثيثة بهدف التوافق على مضامين اتفاق تجارة بين الجانبين، اتخذ قرار بشأن التوصل إليه خلال الزيارة التي قامت بها نائبة رئيس الوزراء الصيني ليو ياندوغ إلى تل أبيب أواخر مارس/آذار الماضي.
وتراهن إسرائيل على أن يسهم التوصل إلى هذا الاتفاق في تحسين أوضاعها الاقتصادية وتعزيز مكانتها الدولية.

ويذكر أن عدداً من النخب الإسرائيلية قد اعترضت على السماح للصين بإدارة مشاريع بنية تحتية حساسة، مثل الموانئ، وشراء شركات كبيرة.

العربي الجديد