مقالات متنوعة

كمال عوض : عرمان .. سقوط الأقنعة


> انتهت الجولة الأخيرة من التفاوض بين وفدي الحكومة والمتمردين حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور على التوالى بالتعثر, رغم توقيع المعارضة والتى تضم ــــ بجانب المتمردين فى المنطقتين ودارفور ـــــ حزب الأمة القومى بزعامة الصادق المهدى فى الثامن من أغسطس الجارى على «وثيقة خريطة الطريق». > ويرجع السبب الرئيس لتعثر الجولة الى الطموح الزائد للأمين العام للحركة الشعبية أو قطاع الشمال ياسر عرمان الذى بات يستهوي الظهور الإعلامى والبلاغة وإثارة الضوضاء أكثر من الحرص على تحقيق السلام وإنهاء معاناة الأبرياء بسبب إطالة أمد حروب عبثية يعتبر هو أحد مهندسيها. > عرمان يحرص على الظهور بمظهر «الزعيم» فى كل مرحلة وفى كل مناسبة حتى بات الظهور الإعلامى وإثارة الجلبة هواية الرجل المحببة. فخلال الجولة الأخيرة بين (8) الى (15) من أغسطس الجارى أضفى الرجل على نفسه لقب «كبير المفاوضين» حول المنطقتين عن قطاع الشمال، وهذا اللقب يتجاوز إطار قطاع الشمال الى رغبة عارمة لديه لتولى قيادة التحالف الذى سعى الى تزعمه بكل ما أوتى من قوة، > تداولت الصحف ووسائل التواصل الاجتماعى الأسبوع الماضي صورة لخطاب وجهته القيادية بحزب الأمة القومى مريم الصادق المهدى الى د. امين مكى مدنى رئيس لجنة التحقيق بخصوص شكوى مريم ضد ياسر عرمان الذى اعترض على توليها منصب مسؤول الاتصال والتنسيق بين قوى نداء السودان والوساطة الإفريقية. > هذه الحادثة تبين مواقف عرمان الانتهازية، فعندما شعر بأن طموح مريم وحزبها يهددان مكانته ونفوذه سارع الى افتعال حجج واهية لعرقلة توليها هذا الموقع الحساس. > إن الوثيقة التى تسربت عن حقيقة الخلافات بين مريم الصادق المهدى وياسر عرمان تكشف المستور داخل مكونات تحالف «قوى نداء السودان» وهى تؤكد مخاوف عرمان من تهديد حزب الأمة القومى لمكاسب قطاع الشمال السياسية فى حال تمت تسوية سياسية نهائية، وبالتالى يسعى لحرمان حزب الأمة القومى من أوراق للقوة أو المناورة. > أيضاً يسعى عرمان إلى تسكين بعض القيادات الدارفورية فى حزب الأمة والمنشقين عن الفصائل الدارفورية فى مواقع بالمعارضة لتحقيق هدفين اثنين: أولهما، استقطاب بعض قواعد حزب الأمة المتحدرة من الهامش، وثانيهما تكوين جبهة من القيادات الدارفورية فى مواجهة جبريل إبراهيم ومناوي. > ويخشى «ياسر» من تنامى أى نفوذ أو تأثير سياسى خارج سيطرته، مخافة أن تفلت الأمور من يده، حيث يحرص الرجل على الإمساك دوماً بالخيوط الحساسة. كما يريد التحكم فى وتيرة التفاوض فى مراحل ما بعد التوقيع على «خريطة الطريق» فهو يرى أنه صاحب اليد الطُولى، وبما أن الآخرين قد وقعوا معه ولم يوقعوا منفردين، فبالتالى الكرة فى ملعبه لكون موقفه الميدانى أفضل من الفصائل الدارفورية لكونها مهزومة ومشتتة وما تبقى من قواتها يوجد خارج دارفور الآن، بينما الأمة القومى يمكن أن يتحالف مع هذه الفصائل الدارفورية بعيداً عن قطاع الشمال. > التسريبات حول خلافات بين مريم الصادق وياسر عرمان تضيف تعقيدات أخرى الى الصراعات التى تعتمل داخل نداء السودان، وربما تسرع تفككه ليلاقي ذات المصير الذي آلت إليه الجبهة الثورية.