أم وضاح

بلاش تلاكيك!!


معظم الذين قرأوا خبر استقبال الخرطوم لـ”رياك مشار” مستشفياً بأحد مشافيها، قرأوه مستحسنين ذكاء الحكومة وهي تلعب دوراً يتطلب الكثير من الحكمة وضبط النفس والقراءة المتأنية للموقف، وهو يشبه إلى حد كبير دور لاعب الحبال في السيرك المطلوب منه أن يمشي على خيط رفيع ليصل إلى حيث النهاية بأمان وسلام منتزعاً تصفيق الجمهور وإعجابه! لكنني قرأت الخبر من زاوية أخرى وأنا أندهش لموقف “رياك مشار” نفسه الذي أمن الخرطوم على روحه وحياته في وقت للرجل ألف حق إن توجس من أصابع يده إلتى تطعمه الطعام وتسقيه الموية، وكان بإمكانه أن يتجه إلى أية عاصمة أفريقية أخرى أو يطلب الحماية من الأمم المتحدة، لكن “مشار” فضل الخرطوم وهو متأكد أنه يلجـأ إلى حيث لا يخون أحد العهد ولا يُغدر بجريح ولا يُسلم جائر، وهي شهادة حق ترجمها فعلياً “رياك مشار” وهو يقطع الرحلة الطويلة من مريدي إلى دولة الكنغو حتى مقرن النيلين.. طيب إذا كان هذا هو موقف الرجل الثاني في حكومة الجنوب التي اختارت الانفصال عن الشمال في ظروف بالغة التعقيد وأجواء مرتفعة الحساسية ووضع مصيره ومصير رجاله وربما أسرته أيضاً في سلة الحكومة. فمن أين للمعارضين الذين يتحججون بتسويق حوارهم ومفاوضاتهم مع الحكومة بالخارج بالأعذار ألا يعودوا للسودان للحوار ويطلقون الدعاوى والأكاذيب من أنهم لا يأمنون على أنفسهم وحريتهم من غدر النظام؟! أعتقد أن اختيار مشار للخرطوم فند أي خزعبلات يطلقها من لا يودون العودة للخرطوم بدعوى خوفهم على أنفسهم! واستقبال الخرطوم للرجل أشار إلى أن ثمة (نضجاً) بدأ يرسم إطار علاقة النظام بالآخر، وهو مشهد فيه كثير من الذكاء والحكمة والحنكة.. واختيار “رياك مشار” للخرطوم مباشرة عقب مغادرة نائب “سلفاكير” “تعبان دينق” يؤكد قناعة الرجل الشخصية أن السودانيين ديل لا يخونون عهد ولا يغدرون بمن استجار بهم، وإنسانيتهم تعلو على كل الخلافات وإلا ما اختار الخرطوم في هذا الوقت الحساس، والأجواء تتغير مع تغير طقس السياسة بشكل لا يمكن توقع ما سيحدث فيه.. وبالتالي الدايرة أقوله وباختصار شديد إن الذين (يتحاومون) بي بره وحالفين ألفاً أحمر ألا يعودوا متحججين بخوفهم على حريتهم أو حتى حياتهم أقول لهم إن “رياك مشار” (كتل الدش) في أياديكم وفضحكم ببرهان الحضور إلى الخرطوم جريحاً مفضلاً إياها على مدن الدنيا وعواصمها، لأنه واثق أنه لن يطعن في الظهر ولن تأتيه ضربة في الظلام.. وبلاش تلاكيك!!
{ كلمة عزيزة
أؤيد تماماً اتجاه وزارة الداخلية لإنشاء شرطة خاصة بالجامعات بدلاً عن الحرس الجامعي، وذلك لتأمين الجامعات التي أصبحت بؤرة لاستقطاب اللعب السياسي غير النظيف والبعض ينتهز فورة وحماس الشباب لإجراء عمليات غسيل مخ أبعدتهم تماماً عن دورهم الحقيقي طلاب بالاجتهاد في البحث العلمي وارتياد قاعات المحاضرات.. فقط كل ما أرجوه ونسبة لحساسية التعامل مع هذه الفئة من الشباب، أرجو أن يتم اختيار قوات الشرطة المرابطة بالجامعات بميزان الدهب الحساس لتتوفر فيهم كل المطلوبات من استعداد ذهني ونفسي وعلمي ليكونوا على درجة متقاربة من أفكار هؤلاء الشباب احتواءً لانفعالاتهم ومعرفة بالطريقة التي يجب أن يتعاملوا بها معهم، حتى لا نكون قد وضعنا الكبريت بالقرب من البنزين.. وثقتي التامة أن وزارة الداخلية وإدارات الشرطة المختلفة ستعمل على إخراج هذه الخطوة بالشكل المطلوب.
{ كلمة أعز
أعجبتني عبارة قالها لي ابني الباشمهندس “صداح” ونحن نتناقش في أداء بعض الفضائيات السودانية، حيث قال لي: عارفة النيل الأزرق دي عاملة زي جامعة الخرطوم ورغم انفتاح التعليم العالي وقيام الجامعات وكليات مختلفة لكنها ظلت (الجميلة ومستحيلة) تحمل رونقاً خاصاً وتهفو إليها العيون، وكذا الشاشة الزرقاء رغم منافسة كثير من الفضائيات لكنها تحمل سحراً وألقاً خاصاً.. بصراحة أعجبتني العبارة ولقيتك يا “صداح” ماك هين!!