عمر الشريف

أنقذوا جيل المشروع الحضارى


تمر السنين وتتعاقب الأجيال فى هذه الحياة وكل جيل له بصماته التى يتركها لخلفه . أجيال الخمسينات حتى السبعينات أو بعدها بقليل عاشت حياتها حسب الوضع المتاح لها وتركت بصماتها الجميلة من تدين وكرم وطيبة وأمانة وصدق وحياء وترابط وتواصل وتكافل وإجتماعيات طيبة ، كان هذا الجيل هو المربى مع الأسرة والمدرسة لهذا كان له إحترام خاص ومكانة مميزة .

الأجيال الحالية (وأسمحوا لى أن نسميها أجيال الإنقاذ أو المشروع الحضارى ) أكثرهم فقدوا تلك الصفات الى تركها لهم الجيل السابق وأصبح دور الأسرة مختصر فى توفير المعيشة ومشاكل الحياة الأخرى وأصبحت مسئولية المدارس عن المنهج التعليمى والكسب المادى فقط وأصبح ما تبقى من الجيل السابق ينظر بعينه ويتألم بقلبه لما يشاهده ويخشى سماعه أذا نصح وهو أضعف الإيمان . جيل اليوم يصبح غدا مربى لجيل المستقبل فكيف إذا كان هذا الجيل أغلبه فاقد للتعاليم الدين والتربية والأخلاق وإتباع الموضى واللهو وقد إنعكس ذلك على الوضع الحالى فى أكثر الدول الإسلامية وخاصه السودان .

اللوم ليس على هذا الجيل ولكن على الجيل السابق وعلى دور العلم والعلماء والإعلام والتطور والإنفتاح العالمى والذى لم يجد ما يقابله من ترسيخ تلك القيم والأخلاق ولم يجد من يقف بحزم ضد العادات والتقاليد التى لا تمت للإسلام ولا المسلمين بصله وكل ذلك بدعوى التحرر والإنفتاح والتطور . أى تحرر وإنفتاح وتطورهذا ؟ اليوم تسمع أسوء الألفاظ والكلمات الخادشة للحياة والنكات التى تسىء للمسلمين والإسلام بكل سخرية وضحك . اليوم تشاهد الفسوق والتبرج بكل فخر . اليوم تسمع الغيبة والنميمة والبهتان بكثرة . اليوم تشاهد إتباع وتقليد الغرب فى كل شىء . ضاعت النصيحة حتى القائمين على شؤون الإسلام يمنعون التحدث فى الدعوة لله وإنقاذ هذه الأمة من الضياع والبدع والخرافات والتقليد الجاهل .

جيل اليوم يحتاج الى تفعيل دور الأسرة فى التربية ودور العلم والعلماء فى التوجيه ومربين من الجيل السابق لتوجيه هؤلاء الشباب للفضيلة والأخلاق والدين والأدب والإحترام والصدق ولأمانة وتوضيح الفساد بكل أنواعه ومضار الإختلاط والمخدرات حتى يستغل هذا الجيل وقته فى العلم النافع والعمل للأخرته والتنمية حيث أصبح أكثر هذا الجيل يجيد الغناء الهابط ويتابع الموضات الغربية . اللوم أكبر على من تبنى المشورع الحضارى الإسلامى الذى كان متوقع أن يعلم الناس كتاب الله والعمل به وإتباع سنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ويعلمهم الأخلاق والكرم والتعامل بينهم لكنه فشل فى تعليمهم ذلك ونجح فى إشغالهم بملزات الحياة وكثرة الفنانين والإختلاط المنفتح والفساد وساعده على ذلك التكنولوجيا الحديثة التى شغلت الناس عن الدين .

ياعلماء الأمة ويا إعلام الدولة ويا معلمى المراحل التعليمية ويا جيل الأمس فعلوا دوركم فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا تضيع الأجيال القادمة وهى أمانة فى أعناقكم .