صلاح الدين عووضة

أطعموهم (سخينة)!!!


*قادة (مايو) كانوا يفطرون بالفول..

*هذا ما رواه لنا المؤرخ اللبناني فؤاد مطر..

*وبعض قادة الإنقاذ كانوا يفطرون بطعام (مغلف) من الهلتون..

*هذا ما رواه لي شقيقي المستشار بمجلس الوزراء آنذاك..

*والقائد مونتغمري كان نباتياً يأكل طعاماً بئيساً..

*وفي يوم شاركه رئيس الوزراء تشرشل طعامه هذا خلال زيارة للجبهة..

*ولما رجع لبلاده تندر على بساطة طعام قائده الفذ..

*ووقع ضابط ألماني كبير في قبضة هذا القائد فدعاه لطعامه..

*وانفجر نواب البرلمان البريطاني غضباً عدا واحداً..

*وكان الواحد هذا هو تشرشل مكتفياً بابتسامة عريضة قبل أن يتكلم..

*وعندما تكلم قال حديثاً أضحكهم به من بعد غضب..

*قال لهم: لو علمتم طعامه لرثيتم لحال الضابط الأسير..

*ثم أضاف: لا أرى له عقاباً أفظع من هذا..

*وقادة الإنقاذ الآن لا يعلمون شيئاً عن طعام غالبية أفراد الشعب..

*بل لا يعلمون أي شيء عن معاناتهم المعيشية..

*والدليل على ذلك ما قاله علي عثمان عقب تركه منصب النائب الأول..

*فقد اعترف بأنه (كان بعيداً عن معاناة الناس)..

*والإنقاذ من أحد أسباب استلامها السلطة حجة (معاناة الناس) هذه..

*رغم إن معاناة الأمس هي (نعيم) قياساً لواقع اليوم..

*وهيئة علماء السودان تغضب حين نسميها (هيئة علماء السلطان)..

*ولكن رئيسها يحمل الشعب الآن أسباب معاناته هذه..

*يقول إن الذي يصيبه من عنت ورهق وبؤس عيش هو (بلاغ إلهي له)..

*بلاغ بأن (يتوب ويستغفر ويعود إلى الله)..

*فالمعاناة الآن – عند محمد عثمان صالح – سببها الناس أنفسهم..

*ولكن قبل مجيء الإنقاذ كان سببها الحكومة..

*يعني – حسب منطق علماء السودان- الحكومة في ذلكم الأوان هي المخطئة..

*وفي زماننا هذا الشعب هو المخطئ..

*فهل نخطئ نحن إن سميناهم- كما كان يقول الترابي- (علماء السلطان)؟..

*يعني الشعب يتحمل عبء الانهيار الاقتصادي..

*ويتحمل تبعات الفساد والتجاوزات والاختلاسات و(المفارقات المعيشية)..

*ويتحمل إفرازات الصرف على (أكثر وزراء العالم عدداً)..

*ويتحمل وطأة الفقر والضنك وشظف العيش..

*ثم بعد ذلك يتحمل- نيابة عن النظام – (إثم) اقتراف ما يغضب الله..

*وسعاد الفاتح لها تصريح شهير في هذا الصدد..

*قالت إن على (إخوانها) التحسب ليومٍ آت..

* يوم قد (يصرخ) فيه الناس من بعد (صمت)..

*وإن حدث هذا فليُفرض على بعض علمائنا (سخينة) الناس الآن..

*ثم يُقال لهم: توبوا واستغفروا وعودوا إلى الله..

*ولا أرى لهم عقاباً أفظع من هذا !!!