مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : (ديك المسلمية) يستغفل مناوي وجبريل


> لو كان عرمان (ديك المسلمية) قد قال إنهم أتوا إلى قاعة التفاوض في أديس أبابا نزولاً عند ملايين النازحين في دارفور، فهو إذن.. يمهد لتغيير سوق تجارة الحرب من المنطقتين إلى دارفور . وقد شعر بأن مستقبل الحرب في المنطقتين ليس من صالحه . فهو سيكون مستقبلاً بلا حرب لأن مزاج عقار هو أن يأتي إلى الخرطوم وينعم بإعادة امتيازاته. > و عرمان في الخرطوم لا قيمة له ..و ربما لا راحة بال له بسبب ما دفعه أصلاً للالتحاق بالتمرد ..وهو يقول خرجت للنضال ..لنرجمه بسؤال يقول هل النضال كان ضد الديمقراطية في أجواء الانتفاضة الشعبية؟. > فقد كان خروجه للنضال ضد الديمقراطية الثالثة في سبتمبر من العام 1986م .. وكان رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي قد مضى على استلامه الحكم من سوارالدهب وبروفيسور الجزولي دفع الله ثلاثة شهور . وتدور الأيام ..ويأتي عرمان عائداً مع جون قرنق ويرشح للرئاسة في انتخابات الديمقراطية الرابعة مع الصادق المهدي رئيس حكومة الديمقراطية الثالثة ..وبعد الاستفتاء وانفصال الجنوب يذهب للنضال مرة أخرى ضد الديمقراطية الرابعة التي كان في انتخاباتها الأولى مرشحاً للرئاسة . ويبدو الآن أن عرمان يريد أن يعد العدة للانتقال إلى ساحة قضية دارفور ..لممارسة تجارة الحرب هناك على حساب النازحين . > ويبدو أنه يؤسس الآن لأسباب تجعله يلحق بعبد الواحد محمد نور بعد طي ملف العملية التفاوضية الأخيرة التي تحيط بها ظروف أهمها مرتبط بتصريحات تعبان دينق عند زيارته الى الخرطوم مؤخراً .. وحديثه عن مصير قطاع الشمال وحركات دارفور . > وقد بدأ عرمان تنفيذ هذه الخطة ..خطة الانتقال إلى سوق الحرب في دارفور بالسعي لتنسيق المواقف في أجواء مفاوضات أديس الأخيرة بين الحركة الشعبية وحركات دارفور ..فقد اجتمع كثيراً بمناوي وجبريل وربما يكون أقنعهما بأن يؤيدان معه ربط الوصول الى اتفاق في أحد المسارين بالآخر في عملية التفاوض ذات المسارين ..مسار المنطقتين ومسار دارفور . وبعد الهمس التآمري الذي مارسه عرمان معهما . صرح مناوي بضرورة التوصل إلى اتفاق في المسارين في آن واحد. > لكن ما الفرق بين أن يكون الاتفاق في آن واحد وأن يكون لكل مسار اتفاق خاص به؟. الفرق عند عرمان هو أن هدم قطاع الشمال الذي وعدت به حكومة جوبا وتبخر مشروع السودان الجديد الذي أدركت جوبا ومعارضتها معاً إنه وهم كبير كان لغرض التعبئة ضد الخرطوم كل هذا سيجعله عاطلاً بلا قيمة ..يحتسي بقية عمره الوسكي ويمارس هواية السفر . فهو سيواجه مصير(ديك المسلمية) للمرة الثانية ..بعد أن كان في المرة الأولى أصدر قرار سحبه من المنافسة الانتخابية وهو( يعوعي) في ندوة شمبات وينبش المسكوت عنه في المجتمع . ليثبت إنه آخر من يكون رجل دولة محترم . > عرمان بعد هدم قطاع الشمال سيقصي بقية عمره في حالة مصير (ديك المسلمية) ويغني مع وردي : أصلو العمر شوقا ًكان و حباً كان وصبرا ًكان . . فسيح .. وفسيح .. أصلاً كان درباً مشيتو كسيح .. دربا ًسقيتو بكا وقبضت الريح . > لذلك كان لابد أن يفكر في الانتقال السلس من قطاع الشمال الموعود بالهدم إلى حركة عبد الواحد عبر الهمس مع جبريل ومناوي لإيجاد موطئ قدم في ساحة قضية دارفور . > وتمرد عبد الواحد أصلاً خرج من مؤامرة نسجتها الحركة الشعبية أيام قرنق لنقل الحرب من الجنوب إلى الغرب دون أن تنتهي في السودان تماماً باتفاقية نيفاشا . > وذلك حتى لا يكون للحكومة السودانية عدو واشنطن وتل أبيب وكمبالا وجوبا لاحقاً أكبر كسب سياسي في تاريخ السودان الحديث . > لقد كان عرمان كثير الاجتماع بمناوي وجبريل واستطاع أن يستغفلهما دون أن يشعرا بأنه يهرب خلالهما من مصير قطاع الشمال بعد تغيير سياسة جوبا الانتكاسية تجاه الخرطوم ..فقد كان المقصود اتخاذهما معبرا ًللعمل في إطار قضية دارفور مستقبلا ًمع عبدالواحد وإسرائيل . > ويستمر تدفق الدولارات باستمرار تجارة الحرب التي لا يمتهن غيرها ..فهي مربحة اكثر من البزنس وامتيازات المناصب ..والأخيرة غير مضمونة. (ديك المسلمية) الرويبضة تاجر الحرب.. جلابي مجرم . > لكن المصيبة الكبرى في الوساطة الافريقية نفسها .. فهي ضعيفة ضعيفة ..وغير مؤهلة فنياً وربما أخلاقياً لإنجاز المهمة . > و رغم المواقف السالبة من الحركة الشعبية ومعها حركات دارفور المحاصرة التي يستغفلها عرمان في المفاوضات ..إلا أن الوساطة لم تمارس أية ضغوط على هذه الأطراف . > وكأنها لم تتوسط من أجل رفع المعاناة بصورة سريعة عن المواطنين في المناطق الملتهبة باعتداءات التمرد ومعسكرات النزوح واللجوء . > الوساطة ضعفها ليس فقط في ما لم تتوصل إليه الأطراف .. بل حتى فيما تراجع عنه بعضها. فيما اتفق عليه وتراجعت عنه الحركة الشعبية وحركات دارفور . > وبذلك يكون الدور السلبي لها مع المواقف السلبية للحركات المتمردة على صعيد الأوضاع الإنسانية واحدة من حيث النتيجة . غداً نلتقي بإذن الله.


تعليق واحد