مقالات متنوعة

عبد الكريم عوض الخضر : دنقلا السليم .. الأصالة والجمال


لم أتواني أو أتأخر عن الدعوة التي قدمت لي لحضور إكمال مراسم زواج أخي وصديقي وزميل الدراسة الباش مهندس عمار صالح النزهي بدنقلا السليم مسقط رأس أجداده …فحزمت حقيبتي المتواضعة واتجهت نحو الموقف الخاص بسفريات مدينة دنقلا الجمال ..وما أن جلست علي مقعد الحافلة التي ستوصلنا إلي حيث يريد كل واحد منا ظللت أتابع تلك الوجوه الطيبة عن قرب وهم يتبادلون أطراف الحديث بلغة جميلة فهمتها دون تعقيد وهم يتقاسمون الابتسامات والقفشات فيما بينهم حينها علمت أنني سأحظى بمعاملة طيبة جعلتني أتشوق للقادم ..
تحركنا والشمس تودع الظهيرة والمساء يعلن بطول الرحلة في ليل مظلم ..وما وصلت إلي حيث أريد أسرعت بالاتصال علي صديقي عمار ليخبرني أنه في انتظاري دقائق وجدت نفسي بين أهلي الكبابيش حيث الطيبة والكرم الفياض ،،سعدت بكرم الضيافة الفياض والتقدير منقطع النظير فما يحمله الكبير يحمله الصغير أيضا (نفس الكرم).
تبادلنا أطراف الحديث بشغف يدفعنا الشوق وطول المدة ..توسدت خالدا للنوم والابتسامة لم تفارقني وسط الأهل وظللت أقلب ذكريات الدراسة والمعلمين والزملاء الذين تفرقت بهم السبل … استيقظت بعد نوم عميق أزال عني تعب السفر ثم بدأت رحلة جديدة من المتعة وسط الأهل والكل يبادلني السلام و التحايا (رجالا ونساء).. و صديقي يفتقدني بين الفينة والأخرى ليطمئن علي ويتابع ضيافتي ..
سعدت بوجودي وسط الأهل علي رأسهم العم صالح النزهي وأسرته الكريمة والعم قذافي والزعيم عماد الدود الصديق الشخصي لصديقي عمار …والشاب محمد دقش فجميعهم لم يبخلوا بضيافتي أحيانا كنت أشعر بالخجل وهم يصرون علي بالمواصلة في الأكل أو الشرب وكنت أشعر بالخجل للطف والعناية الخاصة التي وجدتها من أهل القرية وهم يبادلونني التحايا …معبرين عن سعادتهم بوصولي وتشريفي قريتهم المتواضعة ..فالناسين لأسمي كانوا ينادونني باسم صاحب عمار والابتسامات تسيطر علي ملامحي ..
رحلة سفر جميلة لم أشهدها طول حياتي وكرم كباشي فياض وتقدير واحترام زاد السرور عندي ..أيقنت أن السودان بلد ملئ بالخير والخيرات رغم المرارات وأن القبائل ما زالت تحافظ علي مورثاتها وتحتفظ بنقاء القلوب والنفوس وحرصهم علي تقديم الضيف علي أهل البيت .
فبالرغم ما كتبته من كلمات إلا أنني أجد نفسي تخذلني بعض الأحرف في أن تسطر في حق أهل السليم ما يليق بهم من حديث…
تركت أهلي والأمل يمﻷني في أن أعود مرة أخري وسط دعاء ووداع أهل القرية وبعضهم لم يبخل علي بما جادت به خيرات المنطقة …
فعندما علمت أنني في منزل مضياف القرية ازدادت سعادتي وهمهمات الشكر لم تفارقني ..
شكرا العم قذافي وأهلي وقبيلتي….بكم أعتز وأفتخر.

بقلم : عبد الكريم عوض الخضر