أزمة ولايتين ..!!

:: قبل التشكيل الوزاري الأخير، وكان الأهل بالبحر الأحمر يحتفلون بمهرجان السياحة والثقافة وبعض المشاريع، تأكدت بأن الخرطوم – و ليست الجزيرة – على موعد مع طاهر ايلا ( والياً)، فكتبت ما يلي نصاً : ( ليس مشروع مياه النيل فحسب، بل من يخلف طاهر إيلا أيضاً يشغل أذهان الأهل بالبحر الأحمر..وكل من يتأمل هتاف الجماهير في المهرجان، أومن يحدق في لوحات ولافتات المناشط، أو من يتعمق في مجالس العامة ويستمع للناس، يكتشف هذا التوجس..لا يتوجسون على ذهاب طاهر إيلا، ولكنهم يتوجسون على انهيار روح الأمل التي تسري في كل مناحي الحياة بالبحر الأحمر)..!!
:: ثم جرت بعض المياه تحت جسر المكتب القيادي للحزب الحاكم بحيث يُغادر وزير الدفاع موقعه والياً إلى الخرطوم، و يتم تحويل خط سير طاهر ايلا والياً إلى الجزيرة .. ويومها أيضاً توجست ثم كتبت بالنص : ( أهل الجزيرة سعداء بهذا الإختيار..ولكن الحقيقة الموازية للسعادة هي أن طاهر ايلا لا يحمل لمواطن الجزيرة ذهب المعز ولا مال قارون ولا عصى موسى..ولم ينجح في البحر الأحمر إلا بالمجتمع، وليس بالحزب .. وبالتأثير الايجابي نجح في تشكيل أضلاع مثلث النجاح، وهي المجتمع الإيجابي والقطاع الخاص ثم السلطة وقوانينها)..!!
:: وللأسف، ما يحدث بالبحر الأحمر يكشف صدق توجسنا .. لقد إنهارت روح الأمل والعمل بالبحر الأحمر.. وتراكمت على تلك الروح الصراعات والإقالات .. وإختفت أخبار الولاية التي كان يُضرب بها المثل في التنمية والإستقرار و السياحة و الثقافة و(التعليم مقابل الغذاء).. وحلت محلها أخبار ولاية لم تعد تختلف عن ولايات السودان الأخرى، وربما أسوأها من حيث الصراع وتبديد الجهد والمال في منافع أهل البحر الأحمر .. فالوالي علي حامد لم يسمع النصح يوم نصحنا هنا بتغيير النهج الذي سوف يعيد البحر الأحمر إلى أزماتها ومخاطرها الأمنية، وأن من الحكمة أن يتعظ من تجارب غبائن سنوات الحاتم الوسيلة و بدوي الخير و مجذوب أبو علي وغيرهم من صُناع الإحباط و.. ( منتدى البرش) ..!!
:: وكذلك للأسف، مايحدث بالجزيرة أيضاً يكشف صدق توجسنا .. فالمجتمع كان ولايزال إيجابياً، ولكن أعداء النجاح بالحزب لم ولن يدعوا طاهر ايلا ينفذ ( ربع خطته).. ولا لشئ، فقط لأنه قال لأهل الجزيرة : ( هذه ولايتكم، وأنتم أدرى بشعابها، فلنعمل جميعاً بلا تحزب أو محاباة، وراقبوا مواردكم بأنفسكم، وحددوا أوجه صرفها)، قالها ثم أتبع القول بالعمل ..وخلال عام ونصف العام فقط لاغير، أنجز ثم وقع من العقود – ما هي في مرحلة التنفيذ – ما لم يُنجزها ويوقع على تنفيذها كل الولاة الذين سبقوه في هذا الموقع ..ولذلك، رغم أنف غايات الناس، يحاربه البعض الفاشل عبر البؤس المسمى بالحزب ..!!
:: وعليه، لقد أخطأ الحزب الحاكم في إختيار اللواء علي حامد – والياً للبحر الأحمر- بكل (عقليته الأمنية )، وذلك بعد سنوات من العقلية السياسية والاقتصادية التي أحسنت إدرة كل ملفات هناك بحكمة و( رؤية)..فالبحر الأحمر، مثل كل الولايات النامية، بحاجة إلى عقول اقتصادية وسياسية، وليس لعقول لها رأي عسكري حتى في قرارات المجلس التشريعي ..أما الجزيرة، فما لم يقل المواطن كلمته بكل وضوح ضد أعداء النجاح ، يجب أن يغادرها طاهر ايلا إلى الخرطوم عاجلاً .. فالجزيرة ولاية تربت نخبها النافذة في الحزب الحاكم – وهي التي تحارب طاهر ايلا حاليا – في كنف الشيوخ ورجال الطرق الصوفية..وهي نُخب لن تستقل – ابداً – عن الشريف ود بدر و الأمين دفع الله وغيرهم من أصحاب نهج ( يا ولد أسكت).. !!

Exit mobile version