عمكم بشبه الحكومة دي ..!!

ما زال يحتفظ بجُزلانِ القُماش المكتوب عليه جمهورية السودان
الديمقراطية والمُزيّن بشعارها الجميل صقر الجديان المُحزم
بالخيط الأخضر ما إن ينفك حتى تدفعه الفكة الموجوده في أسفله
إلى تحت ، كان يستمتع جداً بإدخال يده إلى نصفها فيه عندما
يُريد إستخراج شيئاً من داخله تعبث أصابعه بالداخل قليلاً لإزاحة
العُملات الورقية إلى الرُكن الآخر ثُم يبدأ يتحسس في العُملات
المعدنية ليختار منها الفئة الأقل ليستخرجها وبعضاً من أحفاده
يُمازحونه كثيراً وينتظرون عطيته…
والله يا جدو إنت (جلده) بشكل ..شنو يعني جلده..يعني قيحة
لمن بهناك..
برضوا ما فاهم وما زالت أصابعه تتحرك تبحث عن فئات صغيرة
تُسكتهم.
كان كلمناك بتزعل لكن ، أبداً قولوا يعني حا تقولوا أكثر من
القالوا أبوكم وعمكم العاطل داك لمن كانوا زيّكم ، أدينا الأمان
أو نقول ليك حاجة أدينا القُروش (الضحاكات) نضحك ونضحِكك
معانا..
بصعوبة أخرج لهم قطع نقدية فئة الخُمسمائة جنيه لكُل واحد
منهم..
هبّ أصغرهم سناً وقد كان ينتظر أكبر منها إنت يا جدو جبار
وشديد كمان.
ضحك كثيراً من مُسمياتهم تلك وكافأهم بخمسمائة أخرى
وأخبرهم بأنه لم يُعطى قط من أهله مبلغ كهذا حتى تجاوز سن
والدهم ، جدكم والله ما جبار ولا حاجة بل كريم مضياف وما
رأيتموه مني وحسبتموه بخل هو حرص فقط وكل ما لدي هو
معاشي الشهري والذي بالكاد يُغطي لينا اللبن والسكر والشاي
أنا وحبوبتكم والباقي أبوكم ربنا يخليه ما محوجنا لي حاجة
وحرصي الشايفنوا ده الظروف القاسية دي العشّناها في زمنكم
ده علمتنا نحافظ ونحرص أكتر إن شاء الله مستقبلكم يكون
أحسن من حاضركم لكن بيني وبينكم كان أموركم مشت بالطريقة
الشايفا أنا دي ما ظنيت في مستقبل راجيكم ما دام حكومتكم
عامله زي عمكم (فلان) ..
كيف يا جدو عمي كان زي الحكومة وناسا كان حظو بكون
مُرطب ..
عمكم اغترب مشى الكويت قبال ما يلدوكم وجاء راجع بعد ضربة
الكويت مع الحكومة دي ، جاب معاهوا عربية صغيرة مليانة
عفش ، من الزمن داك قاعد ينظر لي يوم الليلة أي مشروع
عملوا فاشل كمل رصيدوا الكان هنا وبدأ يبيع في العفش بالدس
كُلما يفلس يبيع وبأي سعر لغاية ما باع العفش وباع الطوب
الكان منزلوا للبنيان وقبل على الأراضي العندوا وكان ما ربنا
ستر الواطة الساكن فيها أنا دي كان باعا قبل كده رهنها وفكيناها
بصعوبة ، جاتوا قروش التعويضات إنتهى منها والأرض الكُنا
بنزرعا قال داير يزرعا بطريقة حديثة الليلة راقدة بور مليانة
مسكيت وما أظنيت تاني تنزرع ، المشكلة لسه بنضم وماسك
المجلس وقايل حواء ما ولدت غيرو..
ما قلت ليكم عمكم بشبه الحكومة..
جدو هووووي ما تجيب لينا هواء نحن ماشين..

Exit mobile version