منوعات

لافتات تجارية جعلت العربي (كسيحاً)


أخطاء شنيعة تحتويها بعض لافتات المحلات، تتوزع بين الأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية، وهي تشيع الأخطاء بين أبنائنا الطلاب، وترسخ الأخطاء في عقولهم، وتصيب لغة القرآن الكريم في مقتل، ناقشنا أصحاب المحلات ومجمع اللغة العربية بالخرطوم، مَن المسؤول عن حمايتنا من هذه الأخطاء؟ فكانت هذه هي الحصيلة،
بدأنا بسؤال أصحاب المحلات أولاً: عن هذه الأخطاء، قلة منهم فقط من تجاوبوا مع السؤال، وناقشوا معي المسألة بنبرة هادئة، وقالوا جميعاً إنهم لم يكونوا يعرفون أنها أخطاء، لأن أحداً لم ينبههم بشأنها من قبل، ووعدوا بأنهم سيعملون على تصويبها.

أغلبية من شملهم التحقيق كابروا، وأخذتهم العزة بالإثم، وتعاملوا مع السؤال كأنه اتهام لهم بالجهل أو اساءة شخصية لهم، وقابلوا الأمر بين السخرية والانفعال، سألني أحدهم بسخرية ما الذي سيحدث في الدنيا إن كانت الكلمة بهمزة وصل أو قطع، أو أنها بالتاء المفتوحة أو المربوطة، أحدهم سألني إن كنت اتحدث جاداً في هذه المسألة (الهايفة)- على حد تعبيره- وسألني هل هي (الكاميرا الخفية)؟ وقام صاحب مغلق برد فعل عصبي اندهشت له، حيث حطم اللوحة الزجاجية بـ (كوريك) معد لبيع (الرملة الخشنة) ثم سألني: هل لديك مشكلة معي الآن؟ قلت له : لا، قال لي بنبرة آمرة ( شتت ياعمك)، عملت بنصيحته وغادرت المكان فوراً قبل أن يصيبني (الكوريك) الذي حطم به اللوحة، آخر قال لي: هل حلت الصحافة كل مشاكلنا ولم يبق لها سوى التاءات المربوطة والمفتوحة؟ قلت له: هذه مشكلة كبيرة ياسيدي، ولا تقل أهمية عن مشكلاتنا الأخرى، لأنها تتصل بسلامة لغة القرآن الكريم، قال لي: (يا عمك أقصر الشر شوف ليك شغل أحسن من الكلام الفا رغ دا، أنا عاجباني كدة يا بروف عبد الله الطيب)، غادرت بسرعة قبل أن يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

حملت القضية برمتها لمجمع اللغة العربية بشارع الجمهورية، وهناك التقيت بالبروفيسور حسن بشير رئيس مجمع اللغة اللغة العربية، وسألته عن مسؤوليتهم تجاه هذه المشكلة فقال: أولاً نحن لسنا جهة قانونية لضبط ومعاقبة المخالفين، لكنا فقط نقوم بدور النصح والإرشاد للمخالفين، والدور الأصلي هو دور المحليات والولايات التي لها صلاحيات في هذا الجانب، ونحن نناشد عبر صحيفة (آخر لحظة) كل الولايات للقيام بدورها في ضبط المخالفين.

صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. الأولى أن تتجه الصحيفة إلى معالجة الأخطاء التي ترد في الصحف وبقية الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة لأنها هي الأكثر تأثيراً سلبياً على الجمهور والذين من بينهم أصحاب المحلات.