حوارات ولقاءات

أعتز بتجربتي في التمثيل.. وضحيت بقطعة أرض من أجل فيلم رحلة عيون.. صلاح ابن البادية


احتفت بادية أبو قرون في العام (1937)م بقدوم مولودها صالح ابن الجيلي محمد أبو قرون، الذي تأثر عند نشأته بالبيئة الصوفية التي تشبع منها الروح والوجدان بذكر الله ونبيه الكريم، فنشأ على تلاوة القرآن والمدائح النبوية، فأذكت روحه وأشجت صوته، فصار صلاح ابن البادية صوتاً أمتع جمهوره.
عندما قرر الزواج اختار ابنة خالته زهرة الحاج وأنجب منها (4) بنات و(3) بنين، عاش ابن البادية واستقر في حي شمبات ببحري، لكنه لم يستغن عن أبو قرون ولازل ارتباطه وثيقاً بها، رحلة صلاح الفنية بشتى ضروبها غنية بالكثير والمفيد، سنلقي الضوء عليها من خلال الحوار التالي:
* لابن البادية رصيد ضحم من الأغنيات أيها أقرب إلى نفسك؟
– حياة الفنان متطورة ويعشق أي أغنية يلحنها ويؤديها، والعارفون بشؤون الموسيقى اتفقوا على أن الأغنيات كالأبناء لا تستطيع أن تفضل واحدا على الآخر، فقط تخرج الأغنية بإحساسك بها وإجادتك لأدائها.

* أغنية لك أحدثت ضجة عند غنائها؟
– أغنية “الأوصفوك”، ولازالت بجانب “سال من شعرها الذهب” يبرق ذهبها، وفات الأوان أيضا.
حاولت إخفاء اسمك في أول حفل.. فهل فعل نجلك معاذ نفس الشيء؟
– معاذ شجعناه منذ أن كان في السابعة من عمره للغناء.
* لو لم يكن صلاح بن البادية فناناً فأين كنا سنجده؟
– أنا في الأساس مزارع وأحب الزراعة جداً، ولازلت، وأمتلك حواشه بالجزيرة.
* ظهور بعض القنوات الفضائية المتخصصة في مجال الفن هل شكل إضافة للفن؟
– أحدث “هيصة” صراحة وليس من السهولة بمكان أن تعرض قناة برامج “24” ساعة، وتعتقد القنوات الفضائية بأنها لابد أن تأتي بأي فنان حتى تشاهد المادة، فلا فائدة من هذه الكثرة.

* برنامجا أغاني وأغاني ونجوم الغد هل هما إضافة للفن السوداني أم خصم عليه؟
– فيهما الخصم والإضافة، فبرنامج أغاني وأغاني أمتع ما فيه السر قدور ذاك الرجل الموسوعة، أما الغناء فكل يغني بطريقته الخاصة سواء أكان صحيحاً أو خطأ وهناك من يشوه أغاني الفنانين التي نادراً ما تكون جميلة، هناك مقدم برنامج قال لي أنا قدمت “1000” فنان، فقلت له محتاراً طيب “ديل مشو وين”؟
* لك تجارب في التمثيل أيها أقرب إلى نفسك؟
– رحلة عيون كانت أقرب عمل إلى نفسي فكنت أتمنى أن يكون لي “أفيش” في السينما فشاءت الأقدار أن يكون مع المليجي وسمية الألفي ونبيلة السيد وكبار الممثلين. أما بالنسبة للمسرح فهناك مسرحية (ريرة) جميلة جداً وأيضا مسرحيات (الدعاش وتور الجر ولعنة المحلق وتاجوج) فكانت تجارب مميزة وقد عشقتها، كما أعشق كل الأعمال الفنية وأحرص على مشاهدة كل المسرحيات التي تعرض بالمسرح.
* بعت قطعة أرض من أجل رحله عيون، حدثنا عن تلك القصة؟
_ اضطررت لبيع قطعة الأرض خاصتي لتسديد مستحق الفنان الفاضل سعيد في الفيلم، الذي طالب بحقه قبل عرض الفيلم، وكلف محامي ليقوم بذلك الأمر.

* الفضائيات دائماً ما تعرض الأفلام القديمة ولكن رحلة عيون لم يجد حظه من العرض؟
– الفيلم موجود بالقاهرة والنسخة التي أتينا بها لا أعرف أين اختفت، فكان يعرض في دور سينما سودانية متفرقة وفي آخر رحلة لتشاد أخذته معي لعرضه هناك، وقابلتنا هناك ظروف صعبة فأوكلت أحدهم بإرساله لكنه لم يظهر حتى اللحظة.

* ما رأيك في تجربة الفنان طه سليمان في التمثيل؟
– فيها أشياء جميلة، وأماكن غير مريحة، لكنني لم أشاهد كل حلقات المسلسل.
* أنت مقل في جانب المدائح والإنشاد الديني؟
_ لا أبداً الفت ديوانا كاملا للمدائح، ربما لم يسمعها الناس عبر الإذاعة أو شوهدت من خلال التلفزيون، لكن في كل الأعياد والمواسم في أبو قرون وهنا في شمبات مساء كل أحد أمدح وأنشد.

* هل وجدت تكريماً لائقاً من الدولة يوازي عطاءك الطويل؟
– كرمنا الرئيس الأسبق جعفر نميري في “1974”م بالوسام الذهبي، وهناك لجنة قومية كرمتني تكريماً لائقاً في قاعة الصداقة، لكن بكل أسف الدولة لم تقل لي “شكراً”.

الخرطوم – أميرة سعد الدين
صحيفة اليوم التالي