عالمية

نورهان تقفز من شرفة شقتها ولبناني يقتل نفسه كل 3 أيام


في البلاد المكتظة بأكثر من 80 ألف صاروخ، ينتحر لبناني كل 3 أيام، أي 121 سنوياً كمعدل، وأشهر انتحار بالسنوات الأخيرة، ارتكبته الاثنين الماضي فتاة، يبدو أنها كانت واعدة، فالحزن مستمر عليها بلبنان للآن، وحمل بعضهم على تنظيم مسيرة إلى المكان المفضل لانتحار اللبنانيين، وهو حيث تقع “صخرة الروشة” في بحر بيروت.

إلا أن نورهان حمود، وهي أصلاً من قرية “كفر ملكي” بالجنوب اللبناني، حيث واروها الثرى “لم ترم بنفسها من الكورنيش المطل على الصخرة الشهيرة، بل من شقة كانت تقيم فيها، وتقع بالطابق الثامن من عمارة في “منطقة الصنايع” القريبة نصف كيلومتر تقريباً من وسط بيروت، فقضت في عز شبابها، بالكاد عمرها 23 سنة، أمضت بعضها “تضج بالحياة، ومن أبرز المشاركات بالحراك المدني، والدفاع عن حقوق المرأة، ونسج الحلم ببناء وطن”، وفق المتداول عنها بمواقع التواصل من نعي ورثاء بحساب “فيسبوكي” لها، مكتظ بصورها، وتجولت فيه “العربية.نت” التي جمعت معلومات عنها أيضاً من وسائل إعلام لبنانية متنوعة أتت على خبرها.
فانقلب متعثراً من ميسور إلى معسور

معظم الإعلام أورد أنها كانت تتخصص بإدارة الأعمال، وأن القوى الأمنية فتحت تحقيقاً “لمعرفة الأسباب الحقيقية لانتحارها”، لأنها لم تترك رسالة تشرح فيها ما أقدمت عليه، مع أن معظم معارفها أجمعوا بأنها “وضعت حداً لحياتها بعد أن فقدت قدرتها على مواجهة المشاكل التي تمر بها” إلا أن أحداً لم يشرح نوعية تلك المشاكل، سوى قلة ذكرت بأنها قد تكون مالية، لأن والدها كان ناشطاً بالبورصة وعلى شيء من الثراء، إلا أن روليت المضاربات عاكسته كما يبدو، فانقلب متعثراً من ميسور إلى معسور.

وشجع انتحارها اللبنانيين على القيام بمسيرة، نظمتها شبكة Embrace الناشطة محلياً “بدعم ونشر الوعي حول الصحة النفسية في لبنان والشرق الأوسط” بالتعاون مع مركز طبي معروف بأحرف AUBMC في الجامعة الأميركية ببيروت، طبقاً لما نجده عن الشبكة بموقعها. كما نجد في فيديو أنتجته قبل أسبوعين، وتعرضه “العربية.نت” أعلاه، شيئاً عن الانتحار في لبنان، يشرحه واقف قرب “صخرة الروشة” في بيروت، وتليه متحدثة عن أسباب قتل الإنسان لنفسه، بأنها علل نفسانية من الضروري أن يتقبلها المريض، وأيضاً عائلته “وهو أول طريق للعلاج” كما تقول.
أكثر من 150 قد ينتحرون هذا العام

والمسيرة الهادفة إلى “إنشاء أول خط ساخن في لبنان للوقاية من الانتحار” تفرض على الراغب بالمشاركة فيها أن يستيقظ فجراً، طبقاً لصورة الإعلان عنها أدناه، لأنها تبدأ في الخامسة صباحاً، من مطعم “بيت ورد” لا الذي في محافظة الجيزة قرب القاهرة، أو الحامل الاسم نفسه في مدينة الخبر بالسعودية، بل القريب من الموقع المطل على “صخرة الروشة” في بحر بيروت.

الإعلان عن المسيرة، والصخرة التي أصبحت عاصمة الانتحار في لبنان

أما عن اللبنانيين “المتفائلين والمحبين للحياة” إجمالاً، فالأرقام من “المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي” والمطابقة لأرقام شركة “الدولية للمعلومات” الناشطة بالإحصاءات على كل صعيد في البلد المستمر بلا رئيس منتخب منذ عامين ونصف العام، فتشير إلى أنهم تغيّروا إلى حد بعيد واستفحل في شبابهم التشاؤم المسبب عللاً وارتباكات نفسية تقود أحياناً للانتحار قرفاً من صعوبات الحياة وهرباً.

وحدها في السنوات الثلاث الأخيرة، بلغ عدد المنتحرين اللبنانيين 111 في 2013 وارتفعوا إلى 144 بعد عام، ثم انخفض عددهم إلى 138 العام الماضي، وفق ما قرأته “العربية.نت” من إحصاء أصدره “الأمن الداخلي” وفيه من العام الجاري، ما لا يبشر بأي خير، لأن 76 أنهوا حياتهم بأنفسهم في أول 6 أشهر منه، ولو استمر المناخ “الانتحاري” كما الآن، فسيقضي قتل الذات على 152 هذا العام، لأن الخيبة عمّت في الكثيرين، واللبناني أصبح يفضل الموت على حياة الأمل فيها ضعيف على كل صعيد.

العربية نت


تعليق واحد