تحقيقات وتقارير

العنف أدب أم غضب؟ من الإشكاليات التي تواجه المجتمع


أجريت العديد من الدراسات والأبحاث لمعرفة الأسباب التي ينجم عنها العنف بمختلف أشكاله سواءً أكان عنفا ضد المرأة أو الأطفال أو عنفا ضد الزوجات أو غيرها من أشكال العنف المختلفة، ويعرف العنف بأنه هو (كل فعل عنيف يترتب عليه أذى أو معاناة ، سواءً أكان من الناحية الجسدية أو الجنسية أو النفسية) وبعض الدراسات التي أجريت أثبتت أن (الصفع) أكثر أنواع العنف انتشاراً، ففي دراسة أجرتها وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل عام 2011م، تناولت العنف ضد المرأة والطفل، أسبابه المختلفة ومصادره، حيث أظهرت أن حوالي 86% من اللاتي أجريت عليهن الدراسة أن أبناءهن تعرضوا للعنف خلال 12 شهراً، وعكست الدراسة الآثار الصحية لكل نوع من أنواع العنف المختلفة .

وسيلة تعويضية
يرى استشاري الطب النفسي د. على بلدو أن العنف هو عبارة عن متلازمة، مشيراً إلى أنه يعتبر مكتسبا وينتج لأشياء كثيرة من بينها الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام، وأضاف بأنه وسيلة للتعبير، وقال بلدو: أن أي شخص ضعيف يكون شخصا مهزوما داخلياً ومضطربا اجتماعياً، وقال: أحياناً يكون العنف وسيلة تعويضية لعجز خاص بالإنسان، وضرب مثلاً بعجز الزوج “الجنسي ” الذي يؤدي إلى أن يعمل على تغطية مشكلته في هذه الناحية ، ويقوم بضرب زوجته ويكون كثير السباب والشتم.

الشعور بالدونية
مضيفاً: هنالك عوامل كثيرة تؤدي لحدوث جرم اجتماعي، وهناك صفات يعرف بها ان هذا الشخص مجرم ، منها بأنه يكون شخصا عنيفا اجتماعياً ، ويحب الاختلاط وأيضاً هو شخص يكون جذاباً ،وله علاقات اجتماعية جيدة ولا يكون لديه ضمير ومجرد من الوازع الديني وأشار بلدو إلى أن الشعور “بالدونية ” تجعل البعض يقوم بالسلوك العدواني مثلا ً أسباب مالية أو اكاديمية أو اقتصادية أو عدم الرضا بالوضع الذى هو فيه ، وأشار إلى معالجة الحد من العنف والسلوك الذى ينجم عن ذلك ضرورة عرض أي شخص تظهر عليه بوادر السلوك العدواني والعنف على أقرب مركز حتى لا تتفاقم حالته ويصبح شخصا مجرما.

عنف الانتحار
وأوضح بلدو أن هنالك عنفا يمارسه الإنسان على نفسه مثل الانتحار مشيراً إلى أن السودان صنف من قبل منظمة الصحة العالمية (المكتب الاقليمي ) رقم واحد فى العالم فى معدل الانتحار بنسبة 22% ، وأكد على أن العنف من (صفع ) وشتم وقتل وغيره لن يتوقف ما لم تكن هنالك ثقافة عن العنف .

أشكالية فى معالجة العنف
وترى د. سارة أبّو أن هنالك إشكالية فى معالجة العنف الذى تختلف أنواعه وضربت مثلا بغياب الزوج عن المنزل بأنه يعتبر عنفا وأضافت : إن الزوجة تمارس عنفا على نفسها وذلك بقيامها بالأعمال المنزلية بلا كلل أو ملل ، دون مجرد سماع كلمة “حلوة ” من زوجها وشبهتها بالموظفة لكن بلا أجر ولا عطلات ،إضافة إلى ممارسة ختان الإناث أيضاً يعد عنفا كغيرها من أنواع العنف ، وأشارت إلى أهمية دور الإعلام و ضرورة أهمية الوعي القانوني .

ضغوط اقتصادية ..
ويرى الخبير الاقتصادي د. خالد التجاني أن العنف هو نتاج لسلوك فيه خلل منبتة أفكارا خاطئة وقد يكون فى بعض الأحيان نتاج لضغوط اقتصادية واقعة على رب الأسرة تتحول لعنف تجاه الأطفال أو الزوجة ، وأشار إلى أن المسائل الاقتصادية وتأثيرها على السلوك تعتبر من أكثر الإشكالات المؤدية إلى الضغوط النفسية .

صحيفة التيار