منوعات

سنتراليا…مدينة الجحيم التي يبلغ عدد سكانها 10 أشخاص


كان عدد سكان بلدة سنتراليا الواقعة بمقاطعة كولومبيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية، لا يقل عن 1100 شخص سنة 1962. وقد وصل عدد السكان الآن إلى عشرة أشخاص فقط، ويمثلون كل من رفض المغادرة والرحيل إلى مكان آمن، بعد أن تحولت سنتراليا إلى حي أشباح. إذ تم تجريد البلدة من رمزها البريدي، وخُرِّبت الطرق، وهدّمَت المنازل والمحلات والمدارس.
كانت سنتراليا مركزاً لتعدين للفحم، وفي 1962 اندلع حريق في أحد المناجم الموجودة تحت الأرض. ويعتقد أن الحريق بدأ في أحد مواقع طمر النفايات، حيث كانوا يشعلون النار بها، ولم يتم إطفاء النار جيداً، فدخلت إلى فتحة منجم مهجور كانت غير مغلقة جيداً. اشتعلت النيران في المنجم، وجرت عدة محاولات لإخمادها، ولكن لم يكتَب لها النجاح.
لا توجد خطط حالياً لوقف الحريق المشتعل من وقتها، والذي يقدر بأنه صار منتشراً على مساحة تقدر بأربعمائة فدان، ولديه ما يكفي من الوقود ليظل مشتعلاً حتى 250 عاماً مقبلاً، في منجم مساحته تقريباً ثمانية أميال.
في عام 1979، قام صاحب محطة وقود كانت في المدينة، بفحص معدلات الوقود في أحد خزاناته الموجودة تحت الأرض، ولاحظ أن حرارة الوقود كانت 179 درجة فهرنهايت، رغم أن درجة الحرارة المثالية للوقود المخزن هي 55 درجة.
بعد سنوات قليلة، سقط صبي يبلغ من العمر 12 عاماً في حفرة عمقها 147 قدماً ظهرت فجأة تحت أقدامه. كما أنّ جزءاً من الطريق السريع رقم 61 الذي يقود إلى سنتراليا بدأ في التشقق بسبب حرارة الحريق المنبعثة من باطن الأرض، وقد تم إصلاحه عام 1983. هذه الأمور مجتمعة، اشتركت في الخروج بنتيجة، أن غاز أول أكسيد الكربون السام، قد بدأ يحدث آثاراً صحية ضارة على السكان المحليين بسنتراليا، لذلك قرر الجميع تقريباً أن الوقت قد حان لهجر المكان والرحيل، ووافقوا على استحواذ الحكومة على الأرض، وبدأ الخروج عام 1984 إلى البلدات المجاورة.
حاولت الحكومةُ لبعض الوقت إعادة ترميم الطرق وفتحها، لكن الأمر أصبح مُكلفاً بسبب تكرار التشقّقات والانهيارات، مما دفع المسؤولين لإغلاق هذا الجزء من الطريق السريع تماماً وبشكل دائم، وذلك بوضع أكوام من التراب عليه. لكن لا يزال القسم المغلق من المنطقة يمكن الوصول إليه على الأقدام، إذا كان لديك استعداد للمخاطرة. ويشير الناس حالياً إلى الطريق بأنه “طريق الغرافيتي”، بسبب انتشار رسومات قام بها الأطفال بالطلاء على الأسفلت وجوانب الطريق.
لو تجولت في المكان، لرأيت الدخان يخرج من شقوق الطريق، ومن المقبرة الوحيدة هناك والتي أغلقت بسبب خطورة المكان، وإمكانية حدوث انهيارات أرضية، وستلاحظ فتحات مفاجئة تحت أقدام من يحاول الدخول للمقبرة. فمن يدخل المكان يغامر بالسقوط والاحتراق فوراً في اللهيب المنتظر أسفل الأرض.
كل عدة أعوام، يحاول أحد الصحافيين الدخول إلى بقايا سنتراليا، ثم يتعجب لماذا لا يغادر بقية الناس الموجودين هناك. صارت المنطقة ملهمة لمؤلفي الروايات الخيالية وأفلام الرعب، فهي تمثل التصوّر المثالي لمدينة الأشباح. كما أنها ألهمت صناع ألعاب الفيديو لعمل لعبة فيديو شهيرة هي “سايلنت هيل” عن المنطقة.

العربي الجديد