تحقيقات وتقارير

تدشين خدمة الدفع بالموبايل.. تقليل الكتلة النقدية في البنك المركزي


أطلق الرئيس عمر البشير مساء أمس الأول الخميس خدمة الدفع عن طريق الموبايل. وأجرى أول معاملة إلكترونية لتدشين الخدمة. ودعا وزير المالية بدر الدين محمود في “تدشين خدمة الدفع بالموبايل” بقاعة الصداقة ، القطاع الخاص والمواطنين للاستفادة من الخدمة في عمليات السداد خاصة في الخدمات الحكومية، وأوضح أن نظام الدفع عبر الموبايل يسهم في تداول الأموال داخل الجهاز المصرفي وتحقيق أدائه في السياسة النقدية والحد من تزوير العملات والجرائم المالية ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
من جانبه قال محافظ بنك السودان المركزي عبد الرحمن حسن إنه بهذه الخدمة اكتملت كل حاجيات المواطن للخدمات الالكترونية وأصبح الموبايل زبوناً دون قيود للزمان والمكان، موضحا أن الجهاز المصرفي يمتلك “1045” صرافاً. وأضاف أن عدد حاملي البطاقات الإلكترونية بلغ حوالي “5” ملايين شخص، وكشف عن إجراء “2500” معاملة إلكترونية ومصرفية يومياً.
إطلاق خدمة الدفع عبر الهاتف الجّوال خطوة جديدة في إطار سعي البنك تخفيف العبء على الاقتصاد ومعالجة بعض اوجه القصور فيه خاصة بعد الأزمة الطاحنة التي مرت به من سنوات مضت وايضا تأتي في ظل تنفيذ ما طرحته الدولة في أوائل القرن الحالي بمشروع الحكومة الإلكثرونية، المركزي من جانبه أكد أن الخدمة تمت دراستها حيث تم إجراء تجارب عملية عليه ويأتي في إطار التقنية التي بدأها المركزي في2008م، وفي المقابل تستهدف الخدمة حوالي عشرة ملايين شريحة أصحابها يستخدمون الانترنت من إجمالي 28 مليون شريحة فاعلة في السودان، إضافة إلى أن خدمة الاتصالات تغطي84% من المساحة المأهولة بالسكان مما يؤهل لتقديم خدمة الدفع الإلكتروني وتحقيق الشمول المالي وتغطية من لا يملكون حسابات بنكية مشروع الدفع عبر الهاتف بالإستراتيجي عبر الشراكة مع جهات عدة بشركات الاتصالات لتقديم عدد من الخدمات وستكمل بالدفع عبرالجوال، ومن مميزات المشروع متاح لجميع من يحمل هاتف وغير ضروري أن يكون هاتفا ذكيا، ذات البنك سارع باستبعاد أن الهدف منه جلب عوائد للحكومة وأنه تم بالاستفادة من تجارب عديدة ويدار بالنظام المركزي عبر كادر البنك المركزي والجهة التي تقوم بتشغيل المشروع، إلا أن الهيئة القومية للاتصالات أكدت إلى أن المستفيد من هذه الخدمات الجمهور والحكومة وإنه تم خلال الفترة الماضية إطلاق عدد من الخدمات منها التقديم للجامعات والحج وإن الدفع عبر الهاتف سيسهل أكتر وإن هناك 1940خدمة في إطار الحوسبة ستطلق في الفترة القادمة.
تقلل التكلفة النقدية
الخبير الاقتصادي، دكتور هيثم محمد فتحي، أكد أن خدمة الدفع عبر الموبايل من بنك السودان بالاتفاق مع شركات الاتصالات تحل محل التحويلات البنكية وتحويل الرصيد، مشيرا إلى أن شركات الاتصالات تملك أرصدة معلقة بالمليارات، مبينا أن الخدمة تقلل الكتلة النقدية لدى البنك المركزي بما يسهم في تقليل تكلفة استبدال التالف لحد كبير وربما إعدامها مستقبلا، ونوه إلى أن البنوك خسرت كثيرا من سوق التحويلات المحلية بسبب خدمة تحويل الرصيد، ولذلك غالبا ما تتأثر شركات الاتصالات من الناحية الأمنية حيث يسهل تتبع أي مسار للتحويلات المشبوهة عبر كشف حساب للموبايل وإرجاع الأموال أو تجميدها في حالات الاحتيال، وأوضح أن الحاجة للحكومة الإلكترونية تزداد يوماً بعد يوم، جازما بأن إدخال وتطبيق تقنية المعلومات في الأعمال والخدمات المصرفية له أثر بالغ، وأضاف إن استخدام نظم الخدمة المصرفية الإلكترونية في المصارف التجارية لتحسين مستوى الخدمات المصرفية المقدمة، ومواكبة التطورات الحديثة في تقنية المعلومات المصرفية لخلق بنية تحتية تكنولوجية قوية يمكن الاعتماد عليها في مواجهة المنافسة المصرفية على الصعيدين العالمي والمحلي فضلا عن مساهمتها في جذب وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، داعيا إلى أهمية وجود معرفة كافية بهذه النظم لدى الموظفين بفروع المصارف بجانب الدورات التدريبية وأهميتها في الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات لمساهمة هذه التقنيات في تطوير وتحديث الأعمال والخدمات المصرفية كبير، وتوقع أن تلعب الخدمة دور ومساهمة في زيادة دخل وموارد المصارف بشكل عام وتشجيع الاستثمار الأجنبي وسهولة التعامل والتعاقد الخارجي مع المؤسسات المالية في جميع أنحاء العالم وتحسين الخدمة حيث كان لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثير كبير في الاستعانة بمصادر خارجية للخدمات المالية ذات التكاليف المخفضة وتابع تميز التطبيق بأنه آمن ومبسط يسمح للمواطن بتنفيذ معاملاتهم المصرفية مباشرةً من خلال هواتفهم في أي وقت ومن أي مكان. ويجعل التعامل المصرفي مع بنوك أسهل وأكثر راحة فهو يعد بمثابة فرع متنقل.
نبذة عن الخدمة
برزت تقنية الدفع عبر الجوال في عصر التكنولوجيا الذي يسيطر على الجميع لتمثل حقبة جديدة في كيفية القيام بإنجاز معاملات الدفع في الدول الغربية والعربية على حد سواء. فأحدثت هذه التقنية نقلة هائلة في طريقة الدفع، وبعد الحديث مطولاً ولسنوات عن الدفع عبر الهاتف النقال، هاهو الأمر يصبح حقيقة نلمسه بأيدينا وأصبح بإمكان الهاتف النقال أن يشتري وجبة غداء وتذكرة سينما وبطاقة سفر والكثير غير ذلك، إن تقنية الدفع عبر الهاتف تجعل من الهواتف النقالة محافظ رقمية تخزن عليها أرقام الحسابات المصرفية لتمكن المستخدم من تسديد كافة أنواع الفواتير والتي من شأنها إحداث ثورة في طريقة شرائنا وتسوقنا التي تقود في المستقبل إلى اختفاء المحافظ، يقدر الخبراء بأن التكنولوجيا التي نحتاجها لجعل أساليب الدفع الإلكتروني تطبق في كل مكان، ستتوفر على نطاق واسع في غضون عشر سنوات، وسنستخدم النقود الإلكترونية بشكل متزايد خلال الفترات المقبلة، ومن المتوقع أيضاً أن يجري تحول لافت من العملة التقليدية إلى العملة الإلكترونية، وتشجع المستخدمين على تبني هذه التقنية الجديدة. فهل من المتوقع في السنوات القادمة المنتظرة اختفاء الأوراق المالية والقطع النقدية المعدنية واستبدالها بالدفع الإلكتروني.

الصيحة