تحقيقات وتقارير

معاناة المسافرين والعائدين.. مشاهد من شرفة مطار الخرطوم.. إجراءات عقيمة


في عز الهجير والشمس تتوسط السماء يعاني المسافرون والمودعون نيران الوداع وحرارة الطقس بالقرب من صالة المغادرة بمطار الخرطوم، وتبدأ المعاناة بعدم كفاية مظلات الانتظار، وتزداد لدى المسافرين بسبب الإجراءات داخل الصالة وانعدام وجود إجلاس وصفوف الجوازات وغيرها من السلبيات في صالتي الوصول والمغادرة.

يدخل المسافر في حالة من الحزن بسبب فراق الوطن والأهل والأصدقاء ثم تتمدد تلك اللحظات بفعل النداء الأخير لركاب الطائرة الفلانية والمتجهة إلى الدولة التي يقصدها المغادر ليدخل في حالة أخرى من الاستياء رغم مظاهر الغبطة والتفاؤل بمستقبل زاهر ونضر، وربما يغادر البعض وفي أنفسهم متبقي روايات ومواقف وأوقات قاسية أو سعيدة.. (اليوم التالي) رصدت مجموعة من النماذج التي تعكس معاناة المسافرين بالقرب من صالتي المغادرة والوصول.

رحلة مسافر
تقول دلال صابر طالبة بجامعة الرباط الوطني إن ظروف الدراسة سبب وجودها بالخرطوم ولاسيما أن أسرتها مقيمة بالسعودية والآن تخرجت. وتضيف: واجهت صعوبات عدة في جهاز المغتربين عند تأشيرة الخروج بسبب الزحمة، الأمر الذي جعلني أذهب إلى المطار لإكمال الإجراءات، وبعد كل تلك المعاناة أيضا ازدادت بفعل تأخر الطائرة مثلما سيحصل بعد شوية (جرجرة شديدة) عكس ما يحدث في بقية دول العالم، حيث يكون الانضباط والالتزام بالمواعيد هو السائد ولا يحدث تأخير أبدا، وعن بعض المواقف تقول دلال مع زحمة البوابة والجرجرة وجدت الطائرة أقلعت وفي هذه الحالة تبدأ الإجراءات من جديد، لأن شركات الطيران غير مسؤولة عن ذلك.

أزمة تواصل
وتحكي دلال عن العادات والتقاليد بالسعودية بقولها إنهم متمسكون بالدين بشدة مثل (ارتداء العباءة والغطاء) وعدم القيادة للمرأة والخروج، أما في السودان فتتوفر الحرية، ولكنها تشير إلى أن التواصل مع الأسرة أصبح صعباً ناهيك عن التواصل مع الأهل والجيران، وبالنسبة لبعض السودانيين الموجودين هناك فإن التواصل بدأ يتلاشى من فترة إلى أخرى حتى انعدم، عكس الحال فى السودان الذي عرف بطيبة أهله وكرمهم الفياض، حيث تجد البيوت مفتوحة للتواصل الاجتماعي وتجعل الحالة واحدة البيت مثل بيتك.

عودة مهاجر
هشام محمد نجيب سوداني مقيم بالدوحة قال إن الحنين إلى الوطن والأهل دوما يحركه. ويضيف: ما يميز العلاقة بين السودانين في قطر الانتظام في زيارات متبادلة. وعن المعاناة رأى أنها طبيعية ولا بد منها كي يحدث التطور على المستوى الشخصي والعام. وأكد أن مطار الخرطوم به بعض السلبيات القليلة كمشاكل الإجلاس وصفوف الجوازات والعفش، وهذه كلها – بحسب حديثه – مشكلات يمكن حلها لو وجدت الإدارة الجادة والتزم المسافرين بالنظام والتنظيم، وقال مثلا عند استلام العفش ربما تتأخر في تسلمه لساعات طويلة، وهذه مشكلة حلها بسيط، ولا يستحق ذلك الوقت الذي ينفق في توصيل العفش لأصحابه. وأضاف مثلا في مطار الدوحة تتم كل العمليات بإيصال به كل الإجراءات في المطار، وقال: “عيبنا أن المسؤولين بعيدون عن معاناة المواطن لأنهم يسافرون بصالات خاصة ولا يشعرون بما يعانيه الناس البسطاء”. وقال إنه يعشق البلاد ولولا ظروف العمل لن يغادرها أبدا.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي


‫5 تعليقات

  1. جميع المرافق لدينا والتي تعني بتقديم الخدمة المباشرة للجمهور في أسوأ حالاتها ، هذا المطار لا يليق بالبلد إطلاقاً وقد عجزت الحكومة عن إنشاء مطار جديد على مدى عشرين عاماً ، كما عبثت بعض الأيادي بالناقل الوطني ودمرته ولم تبقى إلا طائرة واحدة . ينظر المسئول عن الصالة والمطار والطيران بلا مبالاة غريبة والناس في أشد المعاناة مع سير العفش وتعطل أجهزة التكييف ورداءة دورات المياه وأحياناً إنقطاع الكهرباء وذلك بعد وصولهم من مطارات راقية وخدمات مريحة يستغرق ساعات شاقة للخلاص من هذا المطار والتوجه إلى بيته . وجهاز المغتربين ليس بأحسن من المطار فتجد الزحام والصفوف وبطء الإجراءات فاصبحت المعاناة تنتظرك في كل مكان كأننا نعيش في عالم آخر وكأننا لا نستحق أي معاملة كريمة من هؤلاء المسئولين ولا تأخذهم رأفة بالنساء والأطفال وكبار السن .

    1. شاء الله أن وصلت لبلدي الشهر الماضي ، قادمة من مطار دولي يسلب العقل في الرقي والعاملين

      فتابعت في أسى منظر مطارنا …أما بعض العاملين والعاملات فحدث ولا حرج

      وتأتي الصدمة من المقارنة ، ولربما يقول البعض إنها مقارنة مجحفة

      أنا لا أطمح إلى المستوى العالي ، بل إلى القليل

      منظر الحقائب المكدسة …لهفة الناس وركضهم وراء العفش ويسألون ممن يفترض بهم المعرفة حسب مهنتهم ، ولكن آه ثم آه

      لا أحد يعرف شيئا ، فكان بعضنا من المسافرين يدلي بما يعرف حسب خبرته

      وأدليت بمعلومة عن خبرة حدثت لي في بعض أسفاري ، فقد وجدت حقائبي وصلت قبلي ، بسبب تقارب الرحلات …فإذا بواحدة

      من الموظفات تتصدى لي في هجمة مضرية ، ونظرت لي شزرا كأنني افتريت إفكا عظيما ، مؤكدة أن ما قلته يستحيل حدوثه

      ولكني تمسكت بقولي لأني لم أتحدث من فراغ بل من تجربة حدثت لي ، وقلت لها إنه شيء لا يستحيل حدوثه كما قالت لأنه قد حدث لي شخصيا !!

      علما بأن الخطأ الذي حدث كان من مطار القدوم ، وليس في مطارنا

      فلك الله يا بلدا تعز علينا

      وأسأل الله ألا يصل بنا الحال إلى الاكتفاء بما نحمل من الجنسيات الأخرى

      د.منار بت الشيخ

  2. ولا حياة لمن تناااااااااااااادى !!!! سيد البلد وينو …. لابان ولا طل …

  3. والله المعانه ليس في مطار الخرطوم وحسب بل في ميناء سواكن (عثمان دقنة ) .
    قمة الفوضة وهذه المأساة عشتها في أواخر رمضان .

    1- العفش يكوم في حوش بلا سقف كل واحد يطلع في أغراض غيره، و عرضة لحالة الطقس .
    2- عدم وجود إضاءة بالليل ، يعنى لازم تبيت ليلة في احد فنادق سواكن ، وهذه مأساة دايرة مقال لحاله .
    3- بعد أن تتحصل على عفشك . تقف في الشمس فترة من الزمن ، لان صالة الجمارك لا تسع .
    4- صالة الجمارك عبارة عن هنكر كبير او جملون يخلو حتى من المراوح دعك من المكيفات المركزية .
    في الختام اشكر أبنائنا ضباط وضباط صف الجمارك القابضين على الجمر ويعملون في هذه الظروف الصعبة اعانهم الله .

  4. كل مطارتنا والموني البحريه.. والجويه.. والبريه زي رواكيب نفيسه بنت المك…حسره على بلد اخذ إستقلاله في الخمسينات…يجب اعادة الاستعمار بس بقروش شفتوا خيابتنا وصلت وين؟؟؟