جرائم وحوادث

مراهقة ألمانية من أصل مغربي تواجه تهمة طعن شرطي بـ”تكليف من داعش”.. هذه قصتها


أحالت النيابة العامة الاتحادية في مدينة كارلسروه (جنوب ألمانيا)، يوم 29 يوليو/تموز الماضي، المراهقة الألمانية من أصول مغربية (صفية س) للمحاكمة بتهمة تنفيذ هجوم بتكليف من تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) ومحاولة القتل والتسبب بإصابات بالغة ودعم منظمة إرهابية أجنبية.

وستحاكم صفية التي كانت في عمر الـ15 عند تنفيذها الهجوم بسكين وفق ما يقتضيه قانون الأحداث الجنائي، كما نشر موقع تاغز شاو.

ولم يتم بعد الإعلان عن موعد مثولها أمام القضاء، إذ يدرس مجلس أمن الدولة التابعة للمحكمة التهم، وتملك جهة الدفاع بعدها الحق في التعليق عليها فيما لم يُدل مولتو غونيل، محامي صفية وهو الخبير القانوني المقيم في مدينة بون، بأي تعليق لوسائل الإعلام بعد.

الهجوم

وقبل أشهر من الهجمات الدامية الأخيرة التي هزت ألمانيا، وتبنى “داعش” اثنين منها، كانت مدينة هانوفر (شمال البلاد) مسرحاً لهجوم مراهقة ألمانية من أصول مغربية تدعى (صفية س) على دورية للشرطة بمحطة القطارات الرئيسية مصيبة شرطياً بجراح بالغة في رقبته بسكين تقطيع خضار قبل أن يسيطر عليها زميله.

وجاء الهجوم الذي نجا منه الشرطي بعد خضوعه لعملية جراحية عاجلة، ووقع في الـ26 من فبراير/شباط الماضي، على غرار ما سُمي هجمات “الذئاب المفردة” التي دعا التنظيم إلى ارتكابها في مختلف دول العالم شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين بجميع الوسائل المتاحة، رداً على تشديد الرقابة الحدودية التي حدَّت من وصول الأجانب إلى الأراضي التي يسيطر عليها، والخسائر التي مُني بها على الأرض.

النيابة اتهمت شاباً ألمانياً سورياً يدعى “محمد حسان ك” بعدم الإبلاغ عن مخططات هجوم صفية، رغم اطلاعه عليها خلال لقائه معها في مسجد.

وذكرت مصادر الصحيفة الألمانية هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ أن النيابة العامة تشتبه في أن يكون الشاب أحد المخططين لهجوم خلال المباراة الودية بين المنتخبين الألماني والهولندي، التي تم إلغاؤها قبل انطلاقتها بنصف ساعة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب ما قيل إنه اشتباه بوجود خطر إرهابي شديد.

نتائج التحقيق

ووفقاً لمعلومات النيابة العامة الاتحادية، فقد تبنت الفتاة المغربية الألمانية أفكار التنظيم في شهر نوفمبر/تشرين لثاني عام 2015 وأرادت الذهاب لمناطق سيطرة “داعش” في سوريا، وتواصلت في إسطنبول مع عناصر التنظيم، لكن والدتها (حسنية ل)، التي كانت قد أبلغت الشرطة على أنها مفقودة، تمكنت من اقتفاء أثرها إلى إسطنبول وإعادتها إلى هانوفر نهاية شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي.

ولم تعد صفية من إسطنبول حاملة حقائبها فقط، بل إنها – حسب المحققين الألمان- عادت بتكليف من التنظيم بتنفيذ ما يسمى “عملية استشهادية” في ألمانيا، وواصلت اتصالاتها مع تنظيم “داعش” المتطرف بعد عودتها عبر برامج محادثة في شبكة الإنترنت للتخطيط للهجوم.

وبيّنت النيابة أن المتهمة أرسلت في اليوم الذي سبق الهجوم فيديو لأحد أعضاء التنظيم، تظهر ولاءها لـ”داعش” واستشارته في كيفية تنفيذه.

وكانت صفية قالت للشرطة بعد الواقعة إنها بالغت في ردة فعلها، وإنها لم تكن تنوي قتل الشرطي بل توقعت أن تجرحه وكتبت بعد ذلك رسالة اعتذار للشرطي الجريح.

الأسرة

وكان تلفزيون شبيغل قد تناول في ريبورتاج عن نشأة صفية والظروف التي ساهمت في دفعها للالتحاق بالتنظيم المتطرف والاستعداد لارتكاب جرائم قتل.

وقال التلفزيون في التقرير الذي عُرض بعد الهجوم، إن متطرفين لعبوا دوراً كبيراً في طفولة صفية، إذ أظهرت مقاطع فيديو تجمعها في المسجد مع أحد أشهر دعاة السلفية في ألمانيا الذي يدعى بيير فوغل، مشيرة إلى أنها أصبحت نجمة يوتيوب في أوساط السلفيين.

وأوضح التقرير كيف أشاد فوغل في أحد المشاهد بارتداء صفية الحجاب وهي في عمر الثامنة في المدرسة.

وأنكر فوغل في شهر مارس/آذار الماضي بعد نشر مقاطع الفيديو التي تظهره مع صفية، لقاءه بها منذ عام 2010، مؤكداً أنه ضد ما فعلته إن كانت الأحداث قد جرت كما تمت روايتها.

ورفضت والدة صفية الحديث مع التلفزيون عن ابنتها حينذاك وفرت من صحفية عندما طلبت منها ذلك، ما جعل القناة تشكك في عدم معرفتها بمخطط انضمام صفية للتنظيم.

الشقيق متابع أيضاً

التحقيقات أثبتت أن صفية لم تكن الوحيدة في الأسرة التي كانت لها علاقة بالتنظيم، إذ سافر شقيقها صالح المتابع أيضاً إلى تركيا مرتين بقصد العبور إلى سوريا، لكن تم القبض عليه قبل أن ينجح في ذلك.

ومن القضايا المفتوحة ضد الشقيق، بحسب تلفزيون شمال ألمانيا إن دي إر، إلقاء زجاجتي مولوتوف من فوق مجمع تجاري كبير يدعى “آرنست أوغست غاليري” على المارة وسط مدينة هانوفر في شهر فبراير/شباط الماضي لم تشتعل حينها، لكنها تسببت في إصابة شاب بجراح في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

ويُحتجز صالح حالياً في قسم مغلق بمصحة نفسية، وفقاً لطلب من النيابة العامة في هانوفر، بعد أن هاجم المرضى المقيمين معه بعد أن أدخلته والدته بملء إرادتها المصحة.

هافغنتون بوست