علوم و تكنلوجيا

قصة مؤسسي “غوغل”… لاري بايدج وسيرغي برين


لم يعد هناك إمكانيّة لتجنّب استخدام “غوغل” مرات عدّة في اليوم. فقد راكم محرك البحث نجاحات عدة على مرّ 18 عاماً، كان خلفها شابان يدعيان سيرغي برين ولاري بايدج.

في روسيا كان يعيش سيرغي ميخايلوفيتش برين. حيث ولد عام 1973 في العهد السوفيتي وحلم بأن يكون رائد فضاء. ولقد أثبت الروسي بعدما هاجر إلى الولايات المتحدة أنه كفوء ومتميز خلال فترة دراسته وتخرج بشهادة في العلوم من الجامعة، قبل أن يختار استئناف دراسته للحصول على الدكتوراه من جامعة ستاندفورد. وهناك التقى شريكه لاري بايدج، والذي ولد في ميشيغان سنة 1973.
كان والد لاري، كارل فيكتور بايدج، مهووساً بعلوم الكمبيوتر، إذ كان أستاذ علوم الحوسبة والذكاء الصناعي في جامعة ميشيغان، ما زرع في الطفل رغبة في النجاح في كل ما يتعلق بتكنولوجيا وكمبيوتر، وكان من الأوائل الذين عملوا على جهاز الكومبيوتر في الثانوية لإتمام مشروع علمي.

ولم يكن سيرغي ولاري يطيقان بعضهما، لم يتفقا في أي شيء، وكانا دائماً على خلاف، وكان ذلك يظهر جلياً عند بدء أي نقاش، فكان يتعارضان في الخلفيات والنظريات والأحكام، وكان كل واحد منهما يتخذ الطرف النقيض للآخر، لكن الحال تغيّر لتتحول عداوتهما إلى صداقة مع الوقت ويقتربا أكثر من بعضهما، فتحوّل تعارضهما في الأفكار إلى عنصر إغناء.
عمل الاثنان على مشروع يدعى “باك راب”، وهو عبارة عن نظام لترتيب الصفحات وفق سمعتها، ويقاس ذلك بعدد الروابط التي تؤدي إليها، وتسهل عملية البحث عنها، فكان الموقع الأفضل هو الذي يحظى بأفضل مقدمة وأكبر عدد من الروابط المؤدية إليه، ويتم ترتيبها من الأقوى إلى الأضعف في صفحة من سلسلة من النتائج.
لقي المشروع شعبية واسعة في الجامعة ليصبح نظام عمل داخلها، ونال عدة جوائز وتلقى عدة ملاحظات وتنبؤات حول كيف سيساعد البشرية.

لم يكن للمشروع أية نية لكسب المال في البداية. إذ أخفق الموقع الذي انطلق عام 1997 في جني الأرباح خلال السنوات الأولى. كما صرف بايدج وبرين الجزء الأكبر من الأموال التي قدمها المستثمرون إليهما، وخيبا ظنهم لأنهما لم يجنيا فلساً حتى مطلع القرن الواحد والعشرين.

مع كثير من العمل، تحول المشروع إلى مصدر دخل، وانتشر وحظي بشعبية أكبر وبالتالي حظي بمال أكثر، حتى تحول الشابان الطموحان إلى مليونيرين صُنّفا ضمن قائمة الأغنى في العالم. وصار محرك بحثهما المرجع الأكبر والمصدر الرئيس لأبحاث البشر اليومية مبتعدًا بأشواط عن أقرب المنافسين.

العربي الجديد