منوعات

السودان: ارتفاع أسعار الأدوية يُعرِّض حياة المئات للخطر


مَا بين عَشرة إلى خَمس عشرة حالات، تدخل يومياً إلى إحدى الصيدليات بوسط العاصمة السودانية الخرطوم، طالبة للدواء وليس بحوزتها مقابل ما تطلبه.. ارتفاع الأسعار نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مُقابل الجنيه حرّم عشرات المرضى من الحصول على العلاج وعرّض حياتهم لخطر مُحدق.
ويقول محمد عبد القادر القاسم صاحب صيدلية (الجمعية الطبية) بشارع الحوادث وسط الخرطوم لـ “سودان تربيون” إنّ الارتفاع المتواصل للدولار خلال الأشهر الأخيرة أدى إلى ارتفاع أسعار الدواء بنسبة كبيرة، حيث تراوحت الزيادة ما بين 20 إلى 25% عن الأسعار السابقة.. والأسبوع الماضي زادت أسعار الأدوية في غالب صيدليات العاصمة إلى ما فوق الـ 16 جنيهاً سودانياً.

وكانت الشركات المستوردة للأدوية تحصل على الدولار بالسعر الرسمي من البنك المركزي السوداني قبل أن يوقف بنك السودان التعامل معها في أعقاب اكتشافه لتلاعب بعض الشركات بالأموال المُخصّصة لاستيراد الدواء.
ويقول د. صلاح إبراهيم رئيس اتحاد الصيادلة السودانيين لـ “سودان تربيون” إنّ الشركات المُستوردة للدواء تحصل على الدولار من السوق المُوازي – السوق الأسود – منذ صدور منشور بنك السودان في 19 مايو الماضي الذي أوقف مدّها بالدولار بالسعر الرسمي من نسبة 10% من أموال الصادر المُخصّصة لاستيراد الدواء.

وأفاد رئيس اتحاد الصيادلة السوداني أنّ الشركات أصبحت مُلزمة بشراء الأدوية من مواردها الذاتية ومن ثمّ تقديم فواتير الشراء الى آلية مكونة من “بنك السودان والمجلس القومي للأدوية والسموم والأمن الاقتصادي والإمدادات الطبية واتحاد المصارف” لتقوم الآلية بتوجيه الشركات إلى البنوك التي بها نسبة 10% من الصادر المُخصّصة لاستيراد الدواء، وأضاف: “وجدنا أنّ المبالغ المُخصّصة للشركات أقل من الفواتير المُقدمة.. المبالغ الموجودة بالبنوك والتي تمّ تصديقها للشركات لا تتجاوز 30% من الفواتير المُقدّمة.. للأسف تَسَبّب ذلك في شح الأدوية وحُدوُث فجوة وإن لم تَتم مُعالجتها ستتفاقم خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.. لأن هنالك حالياً بعض الشركات لديها مخزونٌ ولكن بعد نفاده ستكون الفجوة أكبر”، ويُشير رئيس اتحاد الصيادلة إلى وجود شكاوى من انعدام وندرة بعض الأدوية في الصيدليات، من بينها الخاصة بأمراض الصرع والأمراض العصبية والنفسية، مُبيِّناً أنّ استخدام المريض لهذه الأدوية يستمر الى نحو 3 سنوات وأن انقطاعها عنه في أيّة فترة يُعيد المريض إلى مربع العلاج الأول.. وفوق ندرة واختفاء بعض الأدوية، فإنّ الكثير من المرضى باتوا عَاجزين عن الحُصُول على الأدوية بعد ارتفاع أسعارها.

وأبلغ “سودان تربيون” عَدَدٌ من أصحاب الصيدليات بالخرطوم أنّ حالات مُتكرِّرة تأتيهم لكنها تعود دون أن تحصل على ما تريده بعد علمها بزيادة الأسعار الى ما فوق قدرتها.
وطبقاً للصيدلاني محمّد عبد القادر القاسم، فإنّ عشرة الى خمس عشرة حالات تدخل يومياً الى صيدليته وتخرج دون الحُصول على الدواء لعجزها عن الإيفاء بتكاليفه، لكنه يُشير الى مُعالجات لمسُاعدة العاجزين للحصول على الدواء، حيث تُوجد في كثير من الصيدليات أدوية مجانية تحصل عليها من بعض الخيِّرين تخصص لمُساعدة المُحتاجين مجاناً.

صحيفة التيار