تحقيقات وتقارير

اثر الإعلام السوداني في تشكيل الرأي العام الإفريقي


يعتبر السودان بموقعه الوسيط بين القارات الثلاث افريقيا واسيا واوربا جسرا حضاريا وثقافيا تتنقل عبره الانسانيات كافة والانشطة كذلك ثقافية واقتصادية وفكرية لانه حلقة وصل ولازال بين الانسان فى هذه القارات الثلاث , ولانه هكذا جغارفيا استطاع ايضا ان يسهم فى تشكيل الرأى العام الافريقى من خلال خمس محاور .

سياسيا قدم السودان نفسه نموذجا للعالم اولا ثم لافريقيا ثانية بأنه معلم الشعوب فى التصدى للاستعمار والاستكبار وذلك بعد ان ناضل ضد الاستعمار القديم جهادا ونضالا ومقاتلة , وحينما تصدى للاستعمار الجديد الانجلو سكسونى بالفكر والشعر والمنطق الرشيد , وحينما قدم تجربتين رائدتين فى التغيير والانتفاضة والتحول الديمقراطى وهما اكتوبر 1964م وابريل 1985م ومن ثم قدم نفسه نموذجا جديدا فى حل المشاكل والصراعات من خلال التفاوض والتشاور وقدم تجارب عديدة .

اقتصاديا اسهم السودان فى ايجاد عمل لعديد من الشباب الافريقى الطموح بصورة مباشرة وغيرها , وسمح للاف الافارقة من تملك وسائل انتاج , او عمالة مهرة او عمالة رخيصة فى المشاريع الزراعية والمصانع ومشروعات الخدمات الخ..
اكاديميا فتح السودان جامعاته قبل ان تصبح اكثر من ثلاثين للطلبة الافارقة فى تلقى التعليم الجامعى والثانوى احيانا , ثم انشأ جامعة افريقيا العالمية والتى استطاعت ان تخرج القادة والمفكرين والاساتذة لكثير من الدول الافريقية .

ثقافيا ..قدم السودان موسيقاه ذات الوزن الخماسى الحانا شجية اطربي الوجدان الافريقى خاصة الدول التى تقع شرقنا وغربنا وجنوبنا , واصبحت الاغنية السودانية مقياسا للذوق الافريقى فى معظم تلك الدول واشتهرت كثيرا اغانى سيد خليفة ومحمد وردى الذى نال لقب فنان افريقيا الاول ومجذوب انسه واخيرا ندى القلعة , وكان الشاعر محمد مفتاح الفيتورى شاعر افريقيا الذى مجدها ورفعها الى السماء بالشعر الرصين القوى .

واعلاميا تناول المنتدى الشهرى الثالث لوزارة الإعلام فى اواخر اغسطس الماضى موضوع أجندة السودان في الإعلام الإفريقي و الإعلام السوداني و أثره في تشكيل الرأي العام الافريقى وكان المنتدى قد ترأسه الأستاذ مصطفى أبو العزائم و تحدث فيها عدد من الخبراء الإعلاميين و الدبلوماسين .

تناول الأستاذ خلف الله عبد المنعم الملحق الإعلامي للسفارة السودانية بدولة جنوب أفريقيا مشكلة التمويل في مكاتب الإعلام الخارجي و قال أن هاجس التمويل هو مشكلة تعاني منها معظم مكاتب الاعلام الخارجي السودانية إضافة الى نقص في المعدات و الاجهزة التي يحتاجها العمل الخارجي و كذلك ضرورة ابتعاث و استقدام المختصين في المجالات المختلفة للتدريب و اشار الى ضورة وجود قمر صناعي سوداني ناقل للمشهد الاعلامي السوداني الى افريقيا .

و تحدث الاستاذ محمد حامد جمعة الخبير الاعلامي عن العديد من الاحداث التي عاصرها في دول افريقية اكدت على وجود السودان في العديد من الدول الافريقية كثقافة مشيرا الى ان السودان يعتبر رائد و صاحب فضل في وجود كثير من المؤسسات الاعلامية في افريقيا .

من جانبه اشار الاستاذ النجيب آدم قمر الدين الى ان السودان كان له الفضل الاكبر في قيام عدد من وكالات الانباء لدول افريقية مثل الصومال التى كانت تبث في بدايتها من الخرطوم ،مضيفا نقطة هامه وهي ضرورة وجود مشروع افريقي جامع الدول الافريقية تحت هم واحد مثل المشروع الحضاري الغربي وان السودان لديه الفرصه الاكبر لما يتميز به من تنوع ثقافي .
و تحدثت الاستاذة نعمات بلال عن المزيج الافريقي العربي للسودان الذى اصبح بوابة كبرى للدخول لإفريقيا مشيرة الى موقف الدول الافريقة الداعم للسودان بشأن قضية المحكمة الدولية وان ذلك يفتح للسودان بابا لتكثيف وجوده في افريقيا .

و خلص المنتدى الى عدد من التوصيات تلخصت في مسائل تمويل الرسالة الاعلامية حتى تؤدى دورها ووظيفتها وضرورة قيام شبكة للصحفيين الاعلاميين ، وضرورة عكس الثقافة السودانية و الاخبار السودانية في افريقيا ، وتقوية مواد الاعلام الموجودة ، والتبادل البرامجي بين الاذاعات الافريقية و الاستفادة من خرجي جامعة افريقيا وتوظيفهم لهذا العمل بشكل اكبر .
اخيرا سيظل السودان يقدم لافريقيا نفسه كنموذج وسيط معتدل يتعايش اهله فى نسيج متصل , وانه نموذج فى كيفية التعامل مع الصراعات سواء عسكريا او سلميا والشواهد كثيرة , ومن خلال هذه النماذج استطاع حقيقة ان يؤثر ايجابا على الرأى العام الافريقى .

كتب- سعيد الطيب – نهاد عادل
الخرطوم 4-9-2016م (سونا)