طب وصحة

منها اختبار لا يحبذه الكثيرون..تعرّف على أسرار الاختبارات الطبية


ترددت كلمة “الفحص أو الاختبار الطبي”، في الأيام الأخيرة، بشكل كبير، وهي مفردات تطرح نفسها بشكل كبير مع إطلالة كل فترة لانتقالات اللاعبين، خاصة قبل توقيع العقود بين اللاعبين والأندية. فما هو مفهومه؟ وما هي جدواه بالنسبة للاعبين؟ خاصة الأندية التي تستعد لدفع أموال كبيرة من أجل هذا اللاعب أو ذاك.

القلب أنهى مشوار تورام
“أنا أعقد هذا المؤتمر الصحافي، ليس، مع الأسف، لإعلان خبر تعاقدي مع نادي باريس سان جيرمان، ولكن لأخبركم بأن الأطباء اكتشفوا وجود إشكال على مستوى القلب، يحول دون مواصلة مشواري في عالم كرة القدم”.

كان هذا التصريح الذي أعلنه اللاعب الدولي الفرنسي، ليليان تورام، في شهر يونيو من عام 2008، وكان تصريحا لوضع حد لمشواره كلاعب كرة قدم، وكان بسبب “الاختبار الطبي”، أو بالأحرى بفضل الكشوفات الطبية التي أنقذت اللاعب والتي جرت قبل توقيعه العقد مع ناديه الجديد.

هذه المحطة التي تحولت إلى إجراء قانوني فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاء في حقيقة الأمر من أجل حماية اللاعبين، خاصة من التهديدات التي يمكن أن تشكل خطورة على حياتهم من دون التفطن إليها.

وذكر جون فيليب جيلاردي، طبيب نادي نيس الفرنسي، في تصريح لمجلة فرانس فوتبول الفرنسية: “هناك اختبارات طبية إجبارية، خاصة منها الاختبارات التي تتضمن سلامة قلب كل لاعب، بالإضافة إلى فحص شامل لتحديد المشاكل الصحية بشكل دقيق”.

وذهب في نفس السياق باتريك ميرون، الذي يشغل خطة رئيس الجهاز الطبي لنادي ديجون الفرنسي لمدة 20 عاما، عندما قال: “الاختبار الطبي للتأكد من سلامة القلب هي أول خطوة وأبرز شرط من شروط إعطاء الضوء الأخضر لتعاقد أي لاعب مع فريقه، وهذا الأمر منطقي، وهناك أطباء مختصون في هذا المجال يتدخلون في كل مراحل الاختبار، يجب التأكد من عدم وجود أي خطورة تهدد حياة اللاعب في المقام الأول”.

وهذا الأمر حال دون إتمام صفقة انتقال ليليان تورام إلى نادي باريس سان جيرمان، وهو المتوج ببطولة العالم وقضى تجارب مهمة في مشواره الرياضي، حيث لعب مع نادي يوفنتوس الإيطالي وكذلك برشلونة الإسباني.

الأسنان وعلاقتها بالإصابات العضلية
لتفادي أي إشكال، خاصة في الحالات التي تحوم حولها شكوك، تتدخل اللجنة الطبية المختصة التي تتكون من خبراء في المجال الطبي، وفي تلك الحالات يستند الأطباء على نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي، والفحوصات بالأشعة.

ولا يكتفي الأطباء بذلك، بل يخضع اللاعب لاختبار فحص الدم، خاصة اختبار الأسنان الذي قد لا يوليه البعض أهمية كبرى، ولكنها تؤثر بشكل كبير على سلامة اللاعب، وهي من العوامل التي تسبب مشاكل بالجملة، من أبرزها الإصابات العضلية، ثم يمر اللاعب أمام مختص في تقويم الأعضاء للتأكد من سلامته.

بعد ذلك يمر اللاعب مباشرة للخضوع إلى اختبار لا يعد محبذاً لدى البعض، ولكنه إجباري ومهم جداً، حيث عملية قياس قوة العضلات تحت أجهزة متطورة جداً (بيدوكس، كونتركس وفيبكس)، فوجود اختلاف بين العضلات الأمامية والعضلات الخلفية يشكل خطرا على اللاعب، نفس الشأن بالنسبة للاختلاف بين الرجل اليمنى واليسرى، وهذا الأمر قد يشكل أحيانا سببا من أسباب فشل اللاعب في الفحص الطبي وسقوط الصفقة المنتظرة في الماء.

كشف الطبيب جون فيليب جيلاردي أن الأمر معقد أحيانا، ويتطلب التنقل من المصحة إلى المختبر، خاصة في حال وجود شكوك، فالاختبار يهم بالأساس التأكد من سلامة القلب، ثم بعد ذلك التأكد من سلامة الحنجرة والأنف والأذنين، كما أن الخضوع إلى كشوفات بالأشعة والرنين المغناطيسي والكشوف بالأشعة، وطبيب الأسنان، ثم يأتي بعد ذلك دور المختص في علم الأحياء، المطالب بحقن اللاعب وهو صائم.

هذه أهم مراحل الاختبار الطبي التي تسبق مرور اللاعب إلى إمضاء عقده مع ناديه، وهي بمثابة التأشيرة التي تمنح للاعب للمرور إلى المحطة الموالية، ومن دونها لا يمكن منح الضوء الأخضر للتعاقد بين الطرفين.

العربي الجديد